الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال نحو عشرة آلاف لاجئ عراقي
٢٥ سبتمبر ٢٠٠٨بعد مناقشات طويلة توصل وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين أمس الخميس في اجتماع لهم في بروكسل إلى اتفاق موحد بشأن الهجرة واللجوء يضع المبادئ المشتركة لمواجهة تدفق المهاجرين من خارج دول الاتحاد. ويسعى الاتفاق الذي من المقرر أن يتبناه قادة دول الاتحاد رسميا في قمتهم التي تنعقد يومي 15 و16 تشرين أول/أكتوبر المقبل إلى تحسين إدارة الهجرة الشرعية وتشديد القيود على الهجرة غير الشرعية ووضع سياسة لجوء مشتركة.
كما تركزت المناقشات بشكل كبير على أزمة اللاجئين العراقيين، إذ نص قرار الوزراء خلال اجتماعهم اليوم على أن تقوم المفوضية الأوروبية بإرسال خبراء إلى سوريا والأردن في أقرب وقت ممكن للاطلاع على أوضاع اللاجئين في هذه البلدان. وكانت مصادر المفوضية الأوروبية قد ذكرت أن لجنة الخبراء ستبدأ عملها في الأسبوع الأول من تشرين ثان/نوفمبر المقبل. كما أضافت المصادر أن الاتحاد الأوروبي ينسق مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين من أجل استقبال 10 آلاف لاجئ عراقي في دول الاتحاد.
يذكر أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو أربعة ملايين عراقي فروا من بلادهم بسبب العنف الدائر هناك. واستقر نحو مليوني لاجئ في سوريا والأردن. وتقدم 38500 عراقي بطلبات لجوء خلال عام 2007 في دول الاتحاد الأوروبي، فيما بلغ عددهم خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري نحو 16 ألف لاجئ.
ألمانيا ستستضيف نحو 5 آلاف لاجئ عراقي
من ناحيته أعلن وزير الداخلية الألماني، فولفجانج شويبله، أن برلين مستعدة لتوفير الحماية في ألمانيا لـ"جانب" من اللاجئين العراقيين. وأكد الوزير الألماني أن العراق يحاول استعادة مواطنيه الذين اضطروا إلى ترك البلاد بسبب الأوضاع الأمنية ولكنه أوضح أن مجموعة صغيرة من اللاجئين لن تتمكن من العودة ولاسيما الأقليات المعرضة للمخاطر.
وكان رئيس لجنة الشئون الداخلية في البرلمان الألماني، سيبستيان ايداتي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم، قد طالب اليوم وزير الداخلية الاتحادي شويبله بالموافقة خلال اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي على استقبال 10 آلاف لاجئ عراقي على الأقل في ألمانيا. كما طالب البرلماني الألماني بفتح الأبواب أمام اللاجئين العراقيين بغض النظر عن عقيدتهم الدينية. وقالت مصادر من الوفود المشاركة في الاجتماع إن ألمانيا ستستقبل على الأرجح خمسة آلاف لاجئ عراقي من المعرضين لمخاطر شديدة من أبناء الأقليات يمكن أن يصل بعضهم إلى ألمانيا قبل نهاية العام.
انتقادات للاتفاق
غير أن هذا الاتفاق بصورته الحالية وفق عدد من المحللين والباحثين غير فعال فيما يتعلق بهجرة العمالة الماهرة ويعطي سلطة أوسع بكثير إلى الحكومات الوطنية. فالاتفاق يدعو دول الاتحاد إلى استقطاب المزيد من العمالة الماهرة من خارج التكتل، إلا أنه يترك للدول سلطة اتخاذ القرار بشأن هوية العاملين وعددهم التي ستسمح بها الدول.