الاتحاد الأوروبي يتعهد بمنع هجرات جماعية كبيرة من أفغانستان
٣١ أغسطس ٢٠٢١قال الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (31 آب/ أغسطس) إنه سيعمل على وقف التدفق الكبير لطالبي اللجوء من أفغانستان من خلال تقديم المساعدة في المنطقة والدفع بحماية قوية على الحدود، لكنه لم يقدم تعهدا محددا لاستقبال الأشخاص بشكل جماعي في أعقاب سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان.
وجاء في بيان مشترك تم التوقيع عليه خلال محادثات وزراء الداخلية في بروكسل: أنه "اعتمادا على الدروس المستفادة، فإن الاتحاد الأوروبي عازم على العمل بشكل مشترك لمنع تكرار حركات الهجرة غير الشرعية واسعة النطاق غير خاضعة للرقابة والتي كان قد تم مواجهتها في الماضي".
تعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بدعم الدول المجاورة لأفغانستان في حال استضافتها لاجئين فارين من طالبان، وذلك من أجل تجنب تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون إثر اجتماع وزراء داخلية الدول الأعضاء "لم نشهد وصول أعداد كبيرة من الأفغان إلى البلدان المجاورة، لكننا لا نعرف ما الذي سيحدث في غضون أسبوع أو شهر وعلينا الاستعداد لسيناريوهات مختلفة".
وقد شددت عدة دول خلال الاجتماع على الحاجة إلى ضوابط صارمة لمنع الخطر الإرهابي المحتمل الذي يمكن أن يترافق مع وفود لاجئين إلى أوروبا.
ويستحوذ على تفكير العديد من القادة الأوروبيين كيفية تجنب تكرار نفس المشاهد التي حدثت عندما وصل مئات الآلاف من اللاجئين، وكثير منهم من سوريا التي مزقتها الحرب، طلبًا للحماية في الإتحاد الأوروبي في عامي 2015 و 2016.
وقالت المسؤولة السويدية في الاتحاد الأوروبي إنه من السابق لأوانه تحديد عدد الأشخاص الذين يحتاجون مغادرة أفغانستان، مضيفة أنه حتى الآن لم يتم ملاحظة حركة جماعية للمواطنين. ومع ذلك، فقد نزح الملايين بالفعل داخل أفغانستان.
وأعرب وزير لوكسمبورغ جان أسيلبورن عن أسفه لأن سياسة الهجرة الأوروبية تسير "في الاتجاه الخاطئ" ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "إنشاء برامج إعادة توطين (للاجئين) لمنح الأمل للأشخاص الملاحقين والذين لم يعد بإمكانهم العيش بشكل طبيعي في أفغانستان".
أما الوزير النمساوي كارل نيهامر الذي يتخذ موقفا حازما للغاية إلى جانب نظيريه الدنماركي والتشيكي، فقد شدد على أن "الرسالة التي يجب بعثها (هي) ابقوا في مكانكم وسندعم المنطقة".
من جانبها، أكدت فرنسا على ضرورة "التوفيق بين استقبال اللاجئين وصرامة الضوابط". وقال الوزير جيرالد دارمانان إن الهدف هو "مساعدة كل الأشخاص الذين ساعدونا والذين تلاحقهم طالبان، لكن لا نقبل بهجرة غير منضبطة". وأشار إلى أنه لم يحصل تدفق بعد للاجئين لكن "قد يصل ذلك في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، قال وزير الداخلية السلوفيني أليس هويس، الذي تولى رئاسة الاجتماع، إن التوصل لبيان مشترك كان "مهمة صعبة".
من جهته قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أثناء تواجده في بروكسل إن أي نقاش حول أعداد محددة لإعادة التوطين سيكون بمثابة "عامل جذب" للأشخاص الراغبين في مغادرة أفغانستان. وذكر زيهوفر: "لا أعتقد أنه من الحكمة مطلقا أن نتحدث عن الأرقام هنا، لأن الأرقام تؤدي بطبيعة الحال إلى شيء ما... لا نريد هنا إحداث تأثير الجذب".
من جانبها، انتقدت منظمات حقوقية نهج الدول السبع والعشرين في هذا الإطار، واتهمت منظمة أوكسفام الحكومات الأوروبية "بالتنصل من التزاماتها الدولية القاضية بتوفير ملاذ للباحثين عن الأمان وإرسالهم إلى دول أخرى".
كذلك، حضّت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي على عدم "تحويل مسؤولية حماية اللاجئين إلى دول أخرى".
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب)