الابراهيمي يدعو في دمشق إلى تغيير "حقيقي" وليس "ترميميا"
٢٧ ديسمبر ٢٠١٢أكدت فرنسا مجددا اليوم الخميس (27 ديسمبر / كانون الأول) أن الرئيس السوري بشار الأسد "الذي يتحمل مسؤولية سقوط 45 ألف ضحية في هذا النزاع لا يمكن أن يكون جزءا من الانتقال السياسي" في سوريا وذلك في تصريح إعلامي لوزارة الخارجية.
وكان المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، قد دعا في وقت سابق اليوم إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا قبل إجراء الانتخابات، مشددا على أن التغيير يجب أن يكون "حقيقيا" لكن دون أن يتحدث صراحة عن مصير بشار الأسد.
وقال الإبراهيمي، الذي يزور دمشق بحثا عن حل للأزمة السورية، في مؤتمر صحافي إن "التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع". ودعا إلى تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات"، موضحا أن "كاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة".
وأشار الابراهيمي إلى أن هذه الحكومة يجب أن "تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية" التي يجب أن تنتهي بانتخابات. وأوضح أن الانتخابات "إما أن تكون رئاسية إن تم الاتفاق ببقاء النظام رئاسيا كما هو الحال، أو انتخابا برلمانيا إن تم الاتفاق على أن يتغير النظام في سوريا إلى نظام برلماني". وأكد أهمية ألاّ تسبب المرحلة الانتقالية "بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة".
ومن المقرر أن تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي أجريت انتخاباته في أيار/مايو الماضي في 2016.
لكن الإبراهيمي قال إنه لم يقدم مشروعا متكاملا "في الوقت الحالي"، مؤكدا أنه يفضل أن يقدم مشروعا كهذا في وقت "تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا". وتابع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية أنه في حال عدم التمكن من ذلك "قد يكون الحل الآخر هو الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع."
وأشار المبعوث الدولي إلى أنه ليس هناك مبادرة روسية-أمريكية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام ، مضيفا أن هناك مبادرة شخصية منه يأمل أن تحظى بدعم كافة الأطراف.
والتقى الإبراهيمي خلال زيارته إلى سوريا الرئيس السوري بشار الأسد وعددا من المسؤولين السوريين وبعض أقطاب المعارضة السورية في الداخل وناشطين. ويتوجه الإبراهيمي السبت إلى روسيا للقاء وزير خارجيتها سيرغي لافروف، فيما وصل إلى موسكو في وقت سابق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للقاء المسؤولين الروس.
في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش القول :"نعتزم مناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالتسوية السياسية والدبلوماسية في سوريا، بما في ذلك الجهود التي بذلها الإبراهيمي مؤخرا بهدف وقف العنف وإجراء حوار وطني شامل بين السلطة والمعارضة بما يتفق مع اتفاقات جنيف"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في جنيف في حزيران/يونيو الماضي خلال اجتماع مجموعة العمل بشأن سوريا.
ش.ع / س. ك (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)