"الأونروا: نطالب بحماية دولية حقيقية لموظفينا في غزة"
١٨ يوليو ٢٠١٤"في حدود منتصف نهار اليوم الجمعة 18 يوليو تموز 2014، قصف بيت أسرة في شمال غزة وقتل فيه ثلاثة أطفال أشقاء (طفلان وفتاة)"، يؤكد عدنان أبو حسنة المتحدث الرسمي باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين في قطاع غزة (الأونروا) في حوار مع DW، وذلك ساعات قليلة بعد بدء الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة.
المتحدث الرسمي باسم الأونروا كشف تفاصيل عن معاناة سكان غزة في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، موضحا أن المياه الصالحة للشرب لا تصل إلى 90 في المائة من سكان قطاع غزة وأن خدمات الكهرباء منقطعة على 80 في المائة من السكان.
وفيا يلي نص الحوار:
DW:ما هو حجم الخسائر الإنسانية التي ترصدونها بعد 10 أيام من القصف الجوي وفي اليوم الأول من الهجوم البري الإسرائيلي على غزة؟
عدنان أبو حسنة المتحدث الرسمي باسم الأونروا: هنالك خسائر كبيرة على مستويات مختلفة، وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فان عدد القتلى منذ 8 يوليو/تموز الحالي قد بلغ 224 شخصا، وأصيب 1760 شخصا، وضمن الضحايا 47 طفلا قتلى.
ويقدر عدد المنازل التي دمرت بفعل القصف بالآلاف، ونحن لا نستطيع الآن إعطاء بيانات دقيقة عن عدد المنازل المدمرة لكن العدد يرتفع بشكل دراماتيكي ولاسيما في ظل العمليات العسكرية البرية.
وماذا عن أعداد النازحين؟
فر عدد كبير من النازحين من مناطق شمال غزة والمناطق الحدودية، ولجؤوا لدينا في مدارس الأونروا التي فتحناها كملاجئ، ولدينا 30 ألف لاجئ في 34 مدرسة.
وما هي طبيعة التحديات التي تواجه سير عمليات الإغاثة في ظل الهجوم البري الآن؟
هنالك تحديات كبيرة، ضمنها الخطورة التي يواجهها عمال وموظفي الأنروا أثناء تأدية أعمالهم. وقد دفعنا ذلك إلى أن نعجِل بتوزيع المواد الغذائية على حوالي 835 ألف من سكان غزة، فقد قمنا بتسريع عمليات توزيع المواد الغذائية المخصصة للشهر المقبل(أغسطس) وسنشرع في توزيعها ابتداء من 23 يوليو تموز الحالي، وسنقدم مساعدات(أغطية وأفرشة) للذين لجؤوا إلى أقارب أو جيران. كما سنسرِع في مطلع الأسبوع المقبل تقديم مساعدات مالية للذين يعملون لدينا في برامج التشغيل المؤقت والخاصة بالعاطلين عن العمل.
ما هي أوجه الانتهاكات التي تتعرض لها مؤسسات العمل الإنساني في غزة في ظل الحرب الدائرة حاليا؟
نحن نعيش وسط الناس ومقراتنا داخل المخيمات، وقد لحقت خلال العمليات العسكرية الجارية أضرار بـ 22 منشأة تابعة للأنروا. ونحن نتعرض إلى أخطار مثل باقي سكان قطاع غزة، ولذلك فنحن نطالب بحماية دولية حقيقية لهؤلاء الموظفين الدوليين والمحليين التابعين للأمم المتحدة، وأن تحترم إسرائيل القانون الإنساني الدولي سواء بالنسبة لنا أو بالنسبة لسكان قطاع غزة.
في ظل ارتفاع أعداد المصابين، كيف تواجهون هذه المشكلة ميدانيا؟
نحن نفتح عيادات (عددها 22) تابعة للأنروا في كافة مناطق القطاع وعلى مدار الساعة، ونتعاون مع وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة في توفير المستلزمات الطبية والأدوية للمستشفيات الحكومية. ولكن عياداتنا مخصصة فقط لرعاية الطبية الأولية وليس للعمليات الجراحية والتدخلات الطبية المعقدة، فكل ذلك يتم في مستشفيات تابعة لوزارة الصحة.
ومنذ الصباح فقط، قتل حوالي 23 شخصا في منطقة شمال غزة والجنوب، وعدد كبير من الجرحى. وشهدت منطقة شمال القطاع في حدود منتصف نهار اليوم سقوط قذيفة على بيت فقتلت ثلاثة أطفال أشقاء(طفلان وفتاة).
وكيف تواجهون الآن مشكلة المياه المطروحة منذ فترة في غزة؟
تشكل المياه مشكلة عويصة في غزة حتى قبل العمليات العسكرية، فمياه غزة غير صالحة للشرب وملوثة وتبلغ نسبة النيترات فيها خمسة أضعاف عن المعدل العالمي المحدد. وحسب تقرير الأمم المتحدة فان 90 في المائة من مياه غزة لا تصلح للشرب. واذا استمرت الأوضاع بالوتيرة الحالية ففي عام 2016 لن تكون هنالك نقطة مياه واحدة صالحة للشرب في القطاع.
واليوم هنالك انقطاع للكهرباء على حوالي 80 في المائة من سكان غزة، وهو ما يترتب عنه ايضا انقطاع المياه على مئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع. أما مياه الصرف الصحي فهي تتدفق بملايين الأمتار المكعبة إلى بحر غزة وهي تلوث المياه الجوفية. وهي مشكلة معقدة ومركبة، وتزداد سوءا في ظل العمليات العسكرية الجارية، حيث أصيبت بل دمر العديد من خطوط الأنابيب الناقلة للمياه، وهي تحتاج إلى إصلاحات.
ما هي الاحتياجات العاجلة الآن، وما مدى الدعم الذي تحصلون عليه سواء من دول عربية أو غربية؟
لقد أطلقنا اليوم "نداء الطوارئ لغزة" إلى كافة دول العالم، نطلب من خلاله 60 مليون دولار بصورة عاجلة، لمواجهة الاحتياجات الآنية لسكان غزة. ونأمل ان تكون استجابة حقيقية وعاجلة لهذا الأمر.
وقد قدمت قطر عبر البنك الإسلامي للتنمية حوالي 2,5 مليون دولار كوقود ونحن نوزعه على المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي والنفايات الصلبة.
وهل تقوم السلطات المصرية عبر معبر رفح بتسهيل عمليات الإغاثة سواء نقل المصابين أو إيصال المساعدات الغذائية والطبية؟
نحن كأنوروا ليس لدينا علاقة بموضوع معبر رفح. ولكن حسب وزارة الصحة في غزة، فقد فتح معبر رفح لنقل عدد محدود من الجرحى، ولا ندري ماذا حدث بعد ذلك. وما نعرفه أن هنالك اتصالات يقوم بها مسؤولون في حكومة التوافق الفلسطينية ووزارة الصحة في غزة مع الجانب المصري لعبور المزيد من المصابين.
كهيئة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة أليس لديكم دور مباشر للقيام بعمليات خاصة عبر معبر رفح للمساعدات ولإسعاف الجرحى في ظل ارتفاع أعداد الضحايا؟
نحن ننتظر أن تأتي هذه المساعدات، وقد ناشدنا العالم والدول العربية والجميع. وقد علمنا أن وفدا إماراتيا قد دخل غزة وهم بصدد إقامة مستشفى ميداني إماراتي في غزة.
هل وصلتكم شكاوى أولديكم معلومات موثقة بشان استخدام أسلحة ممنوعة في القانون الدولي؟
لم يصل إلينا لحد الآن ما يفيد بذلك.
ما هي ملابسات موضوع القذائف التي عُثر عليها بإحدى مقرات الأنروا في غزة، خصوصا أن إسرائيل تتهم الفصائل الفلسطينية باستخدام مباني مدنية لأغراض عسكرية؟
نعم حدث هذا وقد أخبرنا السلطات المحلية وقد تمت إزالة تلك القذائف. ونحن حريصون جدا على الحياد التام، ونرفض رفضا قاطعا ان تستخدم منشآتنا لأي غرض كان غير التعليم، لذلك أبلغنا السلطات المحلية ونحن بصدد التحقيق في الموضوع.