الأوروبيون يتفقون على التريث فيما يتعلق بالدستور وخلافات الميزانية ما زالت قائمة
ذكرت وكالات الأنباء اليوم أن خلافات حادة عصفت باجتماع القمة الأوروبية الذي ينعقد لليوم التالي على التوالي في لوكسمبورغ. وقد ظهر تباين كبير للرأي بين بريطانيا وفرنسا بالأخص، مما اضطر رئاسة الاتحاد الأوروبي الممثلة الآن في رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر الى رفع الجلسة من إجراء المزيد من المشاورات الثنائية. ألمستشار الالماني غيرهارد شرودر حاول تهدئة الاجواء، قائلا: "على الجميع أن يعي أن الأهم في هذا الوقت بالذات هو ارسال رسالة مشتركة الى شعوبنا تقول لهم أن الاتحاد ما زال ينبض بالحياة." وكان شرودر قد انتقد أمس بوضوح الموقف البريطاني في خطاب له في البرلمان الألماني عندما قال: " بريطانيا دولة ليست فقيرة." وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تواجها بحدة حتى قبل القمة حول مستقبل التخفيض الممنوح لبريطانيا منذ 1984 في تمويل الميزانية
معركة الميزانية
دخل زعماء الاتحاد الأوروبي معركة مؤلمة بشأن ميزانية طويلة الاجل للاتحاد اليوم الجمعة مع دفاع بريطانيا المستميت عن خصم تحصلت عليه وسط معارضة بقية الدول الاعضاء وعددها 24 دولة. وجاء الخلاف على الميزانية بعد أن قرر الزعماء أمس الخميس السماح بمزيد من الوقت للتصديق على الدستور الاوروبي الجديد الذي رفضه الناخبون في فرنسا وهولندا والذي أعلن منتقدوه موته. وهددت المشكلة المزدوجة المتمثلة في الخلاف على ميزانية 2007-2013 وأزمة
الدستور بدفع الاتحاد الى حالة من الشلل واشاعة الاضطراب في أسواق المال. وأبلغ رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون الصحفيين أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق بشأن الميزانية اليوم وقال بعض الدبلوماسيين ان المواقف متباينة الى درجة قد تدفع الزعماء لانهاء قمتهم في بروكسل مبكرا بدلا من مدها لساعة متأخرة من الليل. وقال بيرسون ان من الافضل ان ينتظر الاتحاد الاوروبي عاما اخر ويجري اصلاحا جذريا في الانفاق وتحويل الموارد بعيدا عن الزراعة والمساعدات
الاقليمية الى أولويات //أكثر حداثة//. وأضاف //مازلت أشعر بتشاؤم كبير ولا أعتقد انه يتعين علينا التسرع بالتوصل لاتفاق اليوم.//
معركة بشأن الخصم البريطاني
وبدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم باجتماع مع جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورج التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد قد يحدد ما اذا كانت هناك فرصة للمناورة بشأن الخصم البريطاني من أجل التوصل لاتفاق. لكن متحدثا باسم بلير وجه رسالة بعد الاجتماع تؤكد موقف لندن الثابت وهو أن الخصم لن يناقش الا في اطار اعادة نظر جذرية في انفاق الاتحاد. واضاف //طالما ظلت الميزانية مشوشة سيبقى موقفنا من الخصم كما هو.// وقال ستيفن وول مستشار بلير السابق للشؤون الاوروبية لهيئة الاذاعة البريطانية //سأدهش اذا سويت هذه المسألة في أقل من نحو عام واذا سويت في اليومين المقبلين ستكون هذه معجزة حقيقية.// وهددت بريطانيا باستخدام حق النقض للدفاع عن الخصم السنوي الذي حصلت عليه مارجريت ثاتشر رئيس الوزراء في عام 1984 من بروكسل وا.وابقت لوكسمبورغ التي تتولى رئاسة الاتحاد على مشروع للتسوية ينص على تجميد الاستثناء الممنوح لبريطانيا اعتبارا من 2007 لكنه يتخلى عن خفض المساهمة البريطانية بعد ذلك. ويربط هذا المشروع بعد ذلك بين زيادة المساهمة بعد 2013 بنفقات السياسة الزراعية المشتركة، الا ان هذا الاقتراح اصطدم برفض بريطانيا التي صرح وزير خارجيتها جاك سترو ان "مقترحات الرئاسة غير مقبولة".
ويخشى عدد كبير من المسؤولين الاوروبيين فشلا في المحادثات حول الميزانية خلال القمة, يمكن ان يزيد من حدة الازمة التي يواجهها الاتحاد وتهدد مستقبل عملية التكامل الاوروبي.
الاتحاد يؤكد التزاماته حيال تركيا بدون ان يسمها
من جهة ثانية اكد الاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة مجددا التزامه بمجمل التعهدات التي قطعها في مجال توسيعه ليشمل دولا جديدة لكنه امتنع عن ذكر تركيا بالاسم في مشروع البيان الختامي لقمة بروكسل. وعبر قادة الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد, في هذه الوثيقة عن ارتياحهم لتوقيع الاتفاق حول انضمام بلغاريا ورومانيا الى الاتحاد في 25 نيسان/ابريل الماضي, معتبرين انه يشكل "مرحلة جديدة مهمة" على طريق انضمام البلدين المتوقع في 2007 . واكتفى القادة الاوروبيون بالتذكير "بالنتائج التي تم التوصل اليها في 16 و17 كانون الاول/ديسمبر 2004 حول توسيع الاتحاد وتأكيد ضرورة تنفيذها بالكامل", وهو ما ينطبق على تركيا وكرواتيا ايضا. الا ان البيان لم يسم انقرة ولا زغرب.