حصيلة ثقيلة من القتلى المدنيين في ضربات التحالف بالرقة
١٤ يونيو ٢٠١٧وبدأت قوات سوريا الديمقراطية وهي مجموعة من الفصائل الكردية والعربية المسلحة يساندها التحالف الذي تقوده واشنطن في مهاجمة الرقة قبل أسبوع بهدف استعادتها من قبضة المتشددين. واستعادت قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بضربات التحالف الجوية الكثيفة أراضي إلى الغرب والشرق والشمال من المدينة.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان إن الاتفاقات العشرة بين النظام السوري والجماعات المسلحة لإجلاء المقاتلين والمدنيين من مناطق محاصرة بما في ذلك شرق حلب "تصل في بعض الحالات إلى جرائم حرب" لأن المدنيين ليس أمامهم "خيار".
وتواجه المنظمات الإنسانية عقبات عدة أمام قدرتها على الاستجابة لآخر الأزمات الإنسانية في النزاع السوري والناتجة عن تصاعد حدة المعارك الهادفة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة، معقله الأبرز في سوريا. وفرّ عشرات آلاف المدنيين من مدينة الرقة ومناطق أخرى في المحافظة الشمالية منذ بدأت قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حملة "غضب الفرات" ضد الجهاديين بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ويُتوقع أن تشهد مدينة الرقة موجات نزوح جديدة بعد دخول قوات سوريا الديمقراطية إليها الأسبوع الماضي. ويعد إيصال المساعدات الإنسانية إلى الرقة أمرا بغاية الصعوبة كونها تتواجد في منطقة شبه صحراوية معزولة، كما لا يدخل عبر الحدود التركية والعراقية المغلقة في معظم الوقت سوى جزء بسيط جدا من الدعم.
وتقول منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود بوك "هناك إمدادات، إلا أنها لا تزال محدودة جدا فيما حاجات السكان كبيرة جدا". وتغلق تركيا المعابر الحدودية بينها وبين مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا، خصوصا أنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، منظمة "إرهابية".
أما المعبر مع العراق الذي يبعد 300 كيلومتر شمال شرق الرقة، فلا يزال مفتوحا، إلا أن الحركة عليه بطيئة، وفق ما يقول مسؤولون محليون. وتعمد الأمم المتحدة بين الحين والآخر إلى إيصال المساعدات جوا من دمشق إلى القامشلي شمال شرق الرقة في عملية "معقدة ومكلفة". إلا أن هذا الأمر يبقى غير كافٍ لتأمين احتياجات السكان، وفق ما يقول المتحدث الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية دايفيد سوانسون.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / د.ب.أ)