الأمم المتحدة تندد بتعامل الاتحاد الأوروبي مع أزمة الهجرة
٨ سبتمبر ٢٠١٧
قال الأمير زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة (الثامن من سبتمبر/ أيلول) إن الاتفاق الذي وقعته دول أوروبية وأفريقية لكبح تدفق المهاجرين الوافدين لأوروبا عبر ليبيا لم يعالج الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون.
ويواجه الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة صعوبات في التوصل إلى موقف موحد في مواجهة تدفق المهاجرين الفارين من الحرب والفقر والاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط وأفريقيا حيث تمثل الأزمة اختبارا لآليات التعاون بين دول الاتحاد.
وفي 28 أغسطس/ آب اتفق قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وتشاد والنيجر وليبيا على خطة لمواجهة تهريب البشر ومساندة الدول، التي تحاول جاهدة احتواء تدفق اللاجئين عبر الصحراء والبحر المتوسط.
وقال الأمير زيد إن الأمر المهم هو أن الاتفاق الذي أبرمته هذه الدول في باريس اعترف بالحاجة لموقف شامل لمواجهة الأزمة. وأضاف في مقال نشرته الأمم المتحدة "لكنه لا يحقق شيئا يذكر فيما يخص حماية حقوق الإنسان للمهاجرين داخل ليبيا وفي القوارب ولم يتطرق للحاجة الملحة لإيجاد بديل للاحتجاز التعسفي للفئات الضعيفة منهم".
ونشر مكتب الأمير زيد تقريرا في ديسمبر كانون الأول بشأن انتهاكات يتعرض لها المهاجرون في مراكز احتجاز في ليبيا وقال تعليقا على ذلك "لكن الذاكرة لا تسعف عندما تكون الحقائق مزعجة". وقال إن الموقف تدهور منذ ذلك الحين مع وجود مزاعم كثيرة لدرجة يصعب معها التحقق منها وتقارير عن جثث "في الصحراء وفي الغابة وعلى الشواطئ" مضيفا أن المشارح في ليبيا تغص بالجثث.
وتابع قائلا إنه ليس هناك من يهتم بالأمر فيما يبدو سوى العائلات التي تنتظر أخبارا عن المفقودين من ذويها.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يواجه معضلة أخلاقية وقانونية لأنه يعتمد على التعاون مع خفر السواحل الليبي ويقلل من شأن الانتهاكات التي يرتكبها والتي تشمل إطلاق النار على عمال إغاثة يحاولون إنقاذ المهاجرين.
وقال "فرد خفر السواحل الذي يبادر في بعض الأحيان لإنقاذ مهاجرين معرضين لمحنة يختار أحيانا ألا يفعل ذلك. ومثلما يفعل المسلحون على الشاطئ يقوم أفراد خفر السواحل أحيانا بضرب المهاجرين وسرقتهم تحت التهديد بل ويطلقون النار على المهاجرين الذين يعترضون طريقهم".
وأضاف الأمير زيد أنه يتفق مع خطاب أرسلته للقادة الأوروبيين، جوان ليو، رئيسة منظمة أطباء بلا حدود وهي منظمة خيرية أرسلت عمال إغاثة لإنقاذ المهاجرين. وفي الخطاب الذي حمل عنوان "الحكومات الأوروبية تغذي المعاناة" تساءلت ليو "هل ترك الناس ليدفعوا نحو الاغتصاب والتعذيب والعبودية عبر رشا إجرامية هو ثمن مقبول للحكومات الأوروبية؟"
وكتب الأمير زيد قائلا "أؤيد تماما تحليلها وأشاطرها شعورها بالاشمئزاز من هذا الموقف".
ع.أ.ج/ ص ش (رويترز، أ ف ب)