الأمم المتحدة تتهم روسيا بممارسات ترقى لجرائم الحرب
٢٢ أبريل ٢٠٢٢قالت الأمم المتحدة إنها وثّقت "عمليات قتل بما فيها إعدامات بإجراءات موجزة" لخمسين مدنياً في بلدة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، بحسب ما قالت ناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف.
وقالت رافينا شامداساني خلال مؤتمر دوري للأمم المتحدة في جنيف "خلال مهمة إلى بوتشا في 9 نيسان/أبريل، وثق محققون تابعون للأمم المتحدة مقتل 50 مدنياً، بعضهم بعمليات إعدام بإجراءات موجزة".
وقالت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه "خلال هذه الأسابيع الثمانية، لم يتم تجاهل القانون الإنساني الدولي فحسب بل رمي بعيدا على ما يبدو".
كذلك، وثّقت الأمم المتحدة "عمليات قتل بما فيها إعدامات بإجراءات موجزة" لخمسين مدنيا في بلدة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، وفق شامداساني.
وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة "وثقت أيضا ما يبدو أنه استخدام أسلحة ذات تأثيرات عشوائية، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بأهداف مدنية، من قبل القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد".
وأضافت أنه منذ بدء الحرب في 24 شباط/فبراير حتى منتصف ليل 20 نيسان/أبريل، وثقت بعثة الأمم المتحدة مقتل 2345 مدنيا وإصابة 2919 آخرين.
وقالت باشليه "نعلم أن الأرقام الفعلية ستكون أعلى بكثير مع ظهور فظائع في مناطق القتال العنيف، مثل ماريوبول".
عملية جمع الأدلة مستمرة
وفي سياق متصل، قال وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند يوم الخميس إن الولايات المتحدة تتواصل مع الادعاء الأوكراني وتشارك في حفظ وجمع أدلة على جرائم حربارتكبتها روسيا في أوكرانيا.
وبدورها، أعربت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، والتي تقوم بجمع أدلة على جرائم حرب محتملة في أوكرانيا، عن صدمة إزاء المواد "المروعة بصورة لا تصدق" وشهادات الشهود من جبهة الصراع، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي آيه ميديا" اليوم الجمعة (22 نيسان/أبريل 2022).
وذكر فريق جرائم الحرب بشرطة العاصمة، وهو وحدة ضمن قيادة شرطة مكافحة الإرهاب، أنه تسلم نحو 50 إحالة من أشخاص تربطهم صلة ببريطانيا، من بينهم أشخاص فروا من الصراع مباشرة خلال الشهرين الأخيرين منذ بدء الغزو الروسي.
وأعلنت الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) الشهر الماضي أنها تدعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب مزعومة، وناشدت أي شخص لديه دليل مباشر إلى التقدم به.
من جانبها، كشفت مسؤولة أوكرانية لوكالة فرانس برس أن مشارح منطقة كييف باتت تضمّ أكثر من ألف جثّة لمدنيين، في حين تتّهم كييف الروس بارتكاب "مجزرة" في حقّ مئات المدنيين خلال احتلالهم المنطقة في آذار/مارس. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا إن "1020 جثّة ليست سوى لمدنيين هي في مشارح منطقة كييف".
ومنذ انسحاب القوّات الروسية من محيط كييف في أواخر آذار/مارس، عُثر على المئات من جثث المدنيين الذين تتّهم السلطات الأوكرانية وبلدان الغرب روسيا بارتكاب "جرائم حرب" بحقّهم، وهي اتّهامات ترفضها موسكو.
وكشفت ستيفانيشينا أن هذا المجموع هو لجثث المدنيين "التي عُثر عليها في المباني وفي الشوارع" في محيط كييف منذ إطلاق الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير.
وكان مسؤول عسكري أوكراني قد صرّح في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي أن مدنيين "قُتلوا أو عُذّبوا حتّى الموت" على أيدي الروس، مشيرا إلى أن خبراء الطبّ الشرعي ما زالوا يعاينون الجثث.
استفتاء "مزيف"
من ناحية أخرى، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس روسيا بالسعي إلى إجراء استفتاء مزيف على الاستقلال في منطقتَي خيرسون وزابوروجيا الجنوبيّتين اللتين تحتلّهما.
وفي رسالة عبر الفيديو مساء الخميس، دعا زيلينسكي سكّان المناطق المحتلّة إلى الامتناع عن تقديم أيّ بيانات شخصيّة مثل أرقام جوازات السفر، قد تطلبها القوّات الروسيّة، وحذر مواطنيه من أن "الأمر ليس لإجراء تعداد سكاني فقط (...) ليس من أجل منحكم مساعدات إنسانيّة من أي نوع. إنّه في الواقع لتزوير ما يسمّى بالاستفتاء على أرضكم، في حال جاء من موسكو الأمر بتنظيم هذه الملهاة".
وقال زيلينسكي مهدداً: "لن تكون هناك جمهوريّة خيرسون شعبيّة. إذا كان أحد يريد ضمًا جديدا، فستُفرَض عقوبات أشد على روسيا".
وفي شرق أوكرانيا، أعلنت منطقتا دونيتسك ولوهانسك الانفصاليّتان المواليتان لروسيا استقلالهما، باعتبارها "جمهوريّتَين شعبيّتَين"، بعد استفتاءين اعتبرهما المجتمع الدولي باطلين.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)