الأمم المتحدة: أزمة حادة بمخيم الركبان للاجئين في سوريا
٩ فبراير ٢٠١٩حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن أوضاع أكثر من 40 ألف شخص في مخيم الركبان للاجئين جنوبي سوريا، تشهد تدهورا حادا. وقالت مروة عوض، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في سوريا، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نُشرت اليوم السبت (التاسع من فبراير / شباط 2019) إن الأمر يتعلق بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدتها حتى الآن، وأضافت: "الناس منهكون. يمكن رصد الكثير من الإنهاك في أعينهم".
تجدر الإشارة إلى أن عوض كانت ترافق قافلة الإغاثة التي وصلت يوم الأربعاء الماضي إلى المنطقة. وضمت القافلة أكثر من 130 شاحنة محملة بمواد غذائية وأدوية وملابس ثقيلة. وهذه أول قافلة إغاثة تصل إلى المنطقة منذ ثلاثة أشهر، وهي الأكبر بسوريا في تاريخ الأمم المتحدة، بحسب بيانات عوض.
يشار إلى أن أغلب اللاجئين في الركبان من النساء والأطفال. ويقع المخيم في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود الأردنية. وبسبب نقص الإمدادات وانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، توفى خلال الأسابيع الماضية العديد من الأطفال، وبينهم رضع.
وذكرت عوض أن اللاجئين تقطعت بهم السبل في منطقة جافة، وقالت: "إنها صحراء قاحلة لا ينمو فيها شيء"، مضيفة أن اللاجئين يبيتون هناك في أكواخ متناثرة من الطين لا توفر حماية كافية من طقس الشتاء القارس، كما تتحول الأرض إلى وحل عند هطول المطر. وأضافت عوض أن المخيم به بعض الأسواق، لكن الأسعار مرتفعة للغاية، وقالت: "الناس قللت عدد وجباتها... يأكلون كل يوم بطاطس وأرز مجفف"، مشيرة إلى أنه لا يوجد هناك سوى مستشفى واحد، وسيء التجهيز.
ويقع مخيم الركبان في منطقة يسيطر عليها المسلحون، وقليلا ما تصل قوافل الإغاثة إلى المخيم بسبب خلافات مع الحكومة السورية. وفي حزيران/ يونيو من عام 2017، أعلن الأردن الركبان منطقة عسكرية مغلقة في أعقاب هجوم استهدف نقطة حدودية أردنية قريبة كانت تقدم خدمات للاجئين، وأسفر عن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين.
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم آنذاك. وذكرت عوض أنه لم يتضح بعد متى ستنطلق قافلة الإغاثة المقبلة إلى الركبان، وقالت: "نأمل أن تكفي هذه المساعدات لأطول فترة ممكنة". يذكر أن القافلة السابقة كانت وصلت إلى المخيم في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وكانت هذه أول قافلة تصل إلى المنطقة خلال نحو عام.
ع.ش/ع.ج (د ب أ)