الألمانية مونيكا شتاب تدرب سيدات السعودية.. مغامرة محسوبة؟
١٨ أغسطس ٢٠٢١اعتبارا من الأول من سبتمبر/ أيلول القادم، تتولى مونيكا شتاب مهمة تدريب المنتخب السعودي للسيدات. هذا البلد الذي لم يسمح لنسائه إلا مؤخرا قيادة السيارات وزيارة الملاعب بل وحتى ممارسة لعب كرة القدم بشكل احترافي.
"أنا سعيدة ومتشوقة جدا" تقول شتاب لـ DW موضحة أن سعادتها تكمن في أنها سوف تساهم في هذا الانفتاح وهذا التغيير المجتمعي الحاصل في المملكة على حد قولها. تضيف شتاب أنه وعندما أنشأ دوري لكرة القدم للسيدات الذي انطلق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "كانت سعادتي لا توصف...لقد كانت لحظة تاريخية".
تمّ الاتصال بشتاب من المملكة وسؤالها عمّا إذا كانت ترغب في تولي مهام كبيرة في عملية تأسيس كرة القدم النسائية في البلاد. بعد ذلك توالت الأحداث وبسرعة: "لقد تحدثت إلى أشخاص في الاتحاد، ثم ذهبت إلى عين المكان. وهناك شعرت أنهم يأخذون الأمور بجدية كبيرة. ولقد عبّرت لهم عمّا هو ممكن وما هو غير ممكن".
"من الضروري تطوير استراتيجية"
السيدة البالغة من العمر 62 عاما تدرك جيدا ما تقول فالأمر لا يتعلق "بنتائج طيبة على المنتخب النسائي تحقيقها وبسرعة، وإنما علينا غرس الجذور للعشب" على حد وصف مونيكا شتاب في إشارة إلى بناء المنظومة الرياضية الضرورية والسليمة.
"يدرك المسؤولون تماما ضرورة تطوير استراتيجية وبرنامج. واقتنعت من خلالي محادثاتي ولقاءاتي أن الاتحاد السعودي جادٌّ تماما في خططه. لقد قام بما هو ضروري".
يذكر أن شتاب كانت لاعبة محترفة في الدوري الألماني لكرة القادم، وبعد ذلك سلكت مسار التدريب، كما تولت مهاما داخل الاتحاد الألماني لكرة القدم ثم الاتحاد الدولي (فيفا). ولأنها تعشق التحديات، لم يخل سجلها التدريبي والمهني الممتد لأربعين عاما من أسماء بلدان تلفت الانتباه، على غرار كوريا الشمالية. أما تجربتها مع العالم الإسلامي فنمّتها عندما عملت في إيران وباكستان.
في عام 2017 تولت ولأشهر مهمة قيادة المنتخب البحريني النسائي. وقبل ذلك بين عامي 2013 و2014 كانت في قطر.
كما أوضحت شتاب في حوارها مع DW، أن عملها لن يقتصر على تدريب منتخب النساء فحسب، وإنما سيشمل أيضا إعداد وتكوين المدربات، وهو "أمر تمّ التأكيد عليه بقوة ومرغوب فيه تماما".
القبول المجتمعي
يبقى التحدي الأكبر في إقناع الفتيات ممارسة الرياضة، ثم توفير أماكن التكوين، حتى يبدأ الأطفال مسارهم الرياضي مبكرا. "سوف ننشأ منظومة خلال خمس سنوات وليس بين يوم وليلة. ويجب على هذه الاستراتيجية أن تجد أيضا قبولا لدى المجتمع الذي له خصوصياته حسب عاداته وقناعاته. وأعرف جيدا أن هذه النقطة بالذات شديدة الحساسية".
في ذات الوقت يجب القول إن قبول واقع جديد لا بد له من وقت زمني لكي يحصل توافق أو قبول اجتماعي، فحتى في ألمانيا تقول المدربة أخذت الأمور وقتها. عند تأسيس كرة القدم النسائية عمّت الإشاعات بأنّ "أن السيدات اللواتي يلعبن كرة القدم لا يمكنهن الحمل" و"أنهن يصبن بعاهة دائمة"، وتتابع "كل هذا سمعناه قبل خمسين عاما".
قبول المجتمع ومباركته لكرة القدم النسائية، مهمة ملقاة أيضا على عاتق المسؤولين كي يوضحوا للناس أن الرياضة "عامل توحيد للمجتمع".
وردّا على السؤال عمّا إذا كانت تشعر بالخوف من الذهاب إلى السعودية، تقول شتاب "لا أشعر بالخوف. لقد كنت في بلدان أخرى عديدة، وكان الوضع في بعضها خطرا للغاية. عندما أشعر بالخوف، فإنني لن أقوم بعملي".
يورغن تخوسشاين/ و.ب