الألمان يبحثون عن رئيس.. من هي الشخصية المؤهلة؟
١٢ يونيو ٢٠١٦عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم ومقدم البرامج التلفزيونية الشهير غونتر ياوخ يرشحهما الكثير من الألمان لشغل منصب الرئيس. الاثنان يذكر اسمهما في الغالب في استطلاعات الصحف أو المساهمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويقدم المساندون أيضا تعليلا لمقترحاتهم لمنصب الرئاسة: فبالنسبة إلى هايدي كلوم يُقال بأنها جابت العالم كعارضة أزياء، وبالتالي جمعت تجربة دولية. أما ياوخ مقدم البرامج التلفزيونية منذ زمن طويل في ألمانيا، فقد تألق كرجل ذكي ومرح ومتمكن. كما أن المعجبين به يثمنون مساهماته المالية بالملايين لصالح أهداف اجتماعية.
والألمان لا يفكرون في اختيار مرشحين لمنصب الرئاسة للمرة الأولى لتعيين خلف ليواخيم غاوك، بل إن اقتراحات مشاهير لذلك المنصب تروج منذ القضية التي أحاطت بسلفه كريستيان فولف، الذي استقال كرئيس في 2012 بسبب اتهام النيابة العامة له باستغلال منصبه لنيل امتيازات، لكنها عادت وبرأته في 2014 من كل الاتهامات.
سياسيون منتخبون مباشرة أكثر نجاحا
كانت تلك الاستقالة الثانية، لأن الرئيس هورست كولر استقال سنتين قبلها. وعندما رشحته المستشارة أنغيلا ميركل للمنصب، تساءلت صحيفة شعبية:"هورست من؟". هورست كولر شغل إلى ذلك الحين منصب رئيس اتحاد بنوك التوفير ورئيس صندوق النقد الدولي ولم يكن معروفا لدى الرأي العام الألماني. وبعد مرور عام واحدعلى ولايته الثانية استقال بصفة مفاجئة، لأن الانتقادات الحادة لتصريحاته في مقابلة أزعجته. وانتقد في إعلان استقالته "نقص الدعم لشخصه". وربما لن يكون ذلك مفاجئا، عندما نعلم أن الرؤساء يتم اختيارهم وراء الكواليس من قبل سياسيين. ويقول هانس هربيرت أرنيم الأخصائي في شؤون الأحزاب بأن هذا الوضع لا يدل على ديمقراطية حقيقية، معتبرا أن السياسيين المنتخبين من الشعب يتمتعون بشرعية وسلطة ديمقراطية أكبر، وأضاف أن السياسيين المنتخبين مباشرة يكونون أكثر نجاحا.
الألمان يريدون الاقتراع المباشر
ولا يوجد اقتراع مباشر على الرئيس في ألمانيا ـ على عكس ما هو متبع في النمسا وأيرلندا. ويتم تعليل وضع الدستور الألماني هذا بالتجارب السيئة قبل الحرب العالمية الثانية عندما تطورت جمهورية فيمار إلى ديكتاتورية وطنية.
لكن الألمان في غالبيتهم يرغبون منذ مدة في اختيار الرئيس مباشرة. وتفيد استطلاعات معاهد أن 83 في المائة من المستطلعة آراؤهم يريدون ذلك. وتوصل معهد الاستطلاعات الألماني "إمنيد" مؤخرا بتفويض من صحيفة "بيلد أم زونتاغ" إلى نسبة 60 في المائة من المساندين للاقتراع المباشر.
الحنين إلى شخصيات عوض مجندي أحزاب
وطالما لا يحق للمواطنين الإدلاء بصوتهم، فإنهم سيعبرون عن آرائهم تجاه الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الغالب ما يتم ذكر أسماء رياضيين وممثلين، وتتفوق اقتراحات أسماء النساء مثل سينتا بيرغر البالغة من العمر 75 عاما والتي لعبت أدوارا سينمائية في هوليود إلى جانب كيرك دوغلاس أو دين مارتن وشارلتون هيستون، وهي ناشطة منذ سنوات على المستوى الاجتماعي. وفي الحملة بعنوان "صوت الحكمة" تنشط بيرغر ضد التطرف وخدمة الاندماج. وبيرغر امرأة أنيقة ومثقفة.
كما أن هناك مارغوت كيسمان التي كانت لأكثر من عشر سنوات أسقفة للكنيسة البروتستانتية بهانوفر وأقنعت الجمهور بالدفء والإنسانية والصراحة، وكانت ناشطة سياسيا، إذ عملت كمستشارة للحكومة في قضايا التنمية المستدامة.
ويتم اقتراح جيروم بواتينغ لاعب نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم والمنتخب الألماني الملتزم في مشاريع اجتماعية ويدعم الأطفال والشباب المحتاجين. ويقول مشجعوه إن بواتينغ اكتسب مؤهلات اجتماعية مهمة بالنسبة إلى منصب الرئيس. وعندما زعم ألكسندر غاولاند، عضو حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي، أن الألمان لا يريدون بواتينغ كجار لهم، أثار ذلك التصريح موجة استنكار ورفض قوية
فرص ضعيفة لمرشحي الشعب
أسماء المرشحين المذكورين ليس لها إلا القليل من الفرص، فالعارضة هايدي كلوم مثلا لا تتحرك على مستوى عال يؤهلها لشؤون الدولة. فهي روت مؤخرا لصحيفة الـ "غارديان" عن حياتها الجنسية مع زوجها السابق. أما محبوب جمهور التلفزة غونتر ياوخ، فلا يهتم بالسياسة اليومية التي ينقصه فيها "الهدوء".
وسنتا بيرغر تحمل إلى جانب الجنسية الألمانية الجنسية النمساوية. وفي مقابلة متلفزة سبق وأن قالت بأن وطنها هو فيينا. ولا تعتبر نفسها ممثلة لألمانيا.
والأسقفة كيسمان تم ضبطها في عام 2010 خلال سياقتها السيارة بنسبة مرتفعة من الكحول في الدم، وتجاوزت إشارة مرور حمراء، مما دفعها إلى الاستقالة. واللاعب بواتينغ يبقى صغير السن (27 عاما). ولا يمكن شغل منصب الرئيس إلا مع بلوغ الأربعين على الأقل.
تحذير من مشاركة زائفة للمواطنين
تيو شيلر من جامعة ماربورغ يُعتبر أحد المعارضين للاقتراع المباشر لاختيار الرئيس، وهو يتحدث عن "مشاركة زائفة لمواطنين" في حال معارضة البرلمان ومجلس الشيوخ لتصويت الجمعية الاتحادية وتأييد اقتراع المواطنين. ويقول: "إذا كان الرئيس لا يحرك إلا القليل، فإن المواطنين سيفقدون بسرعة الاهتمام بانتخابه".