الأطفال الألمان يتذوقون نكهة الموسيقى الكلاسيكية في المدارس الابتدائية
٢٨ فبراير ٢٠١١في ظل انعدام الوقت تحت وطأة الوقع المتسارع للحياة المعاصرة والذي لا يكاد الأطفال يجدون فيه فرصة للتعرف على المعزوفات الكلاسيكية يجد تلاميذ المدارس فرصة لاستكشاف الموسيقى الكلاسيكية في إطار برنامج يعم كامل ألمانيا اسمه "رابسودي إن سكول" يقوم في اطاره بعض الموسيقيين الألمان البارزين بتحسيس الأطفال بالموسيقى الكلاسيكية وتثقيفهم بشأن مهارات عزفها، ما يشكل بلوَرَة لثقافة فنية لدى هؤلاء الأطفال نعومة أظافرهم.
الأطفال يتجاوبون مع الموسيقى الكلاسيكية
أصبح هذ الصف المدرسي في مدينة كولونيا الألمانية قاعة لعزف الموسيقى بعد أن تم وضع منصة على أحد جوانبه وترتيب الكراسي فيه بشكل يحاكي قاعات مسارح العزف، في حين يتطلع تلاميذ الصف الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية وتسعة أعوام لرؤية العزف على آلتي الناي والكمان والاستماع اليها، بل والمشاركة في ذلك، في حين توزع عازفة الناي المحترفة دوروتيه أوبارلينغار عددا من النايات على الأطفال الذين يمسكون بها بشغف و يستمعون إلى دوروتيه أوبارلينغار التي تعزف لهم موسيقى كلاسيكية قديمة ويحاولون تقليدها.
وتستغرب عازفة الناي دوروتيه أوبارلينغار من أسئلة الأطفال الوجيهة وتقول" إنني منبهرة لانفتاح الأطفال على الموسيقى الكلاسيكية، فهم مستمعون جيدون، كما أنهم يطرحون تعليقات ممتازة، فقد قال لي أحد الأطفال مثلا إن الموسيقى الكلاسيكية فتحت له باباً جديدا في هذا العالم، لقد قال لي ذلك بشكل فلسفي لا يُصدق".
ويشارك الأطفال معها في عزف الناي بشكل ارتجالي، ما يكسب قاعة الصف حيوية وديناميكية، في حين توضح لهم دوروتيه أوبارلينغار بأن الناي لا تصدر عنه أنغام موسيقية فحسب بل أيضا تخرج منه إيقاعات وتأثيرات صوتية مختلفة ومتنوعة يتحكم فيها العازف.
أطفال اليوم جمهور المستقبل
وبعد انتهاء العزف يطلب الأطفال توقيعا من العازفة ويلتقطون الصور معها، بعد أن استمتعوا كثيرا، كما تقول إحدى التلميذات وهي طفلة بالغة من العمر ثمانية أعوام: " شيء جيد وممتع عزف الموسيقيين على آلات مختلفة، ومحاولتنا نحن كأطفال العزف معهم، كما أننا لم نعزف ولم نستمع فقط، بل إننا تعلمنا وطرحنا أسئلتنا وكان هناك اختبار صغير أجبنا على أسئلته وجمعنا التواقيع والتقطنا الصور مع العازفين، إنني أعرف الآن الكثير عن آلة الناي الموسيقية، أعتقد أن كل ذلك كان شيئا ممتازا بالفعل ".
دوروتيه أوبارلينغار أستاذة الموسيقى في معهد موتسارت بمدينة زالتسبورغ الألمانية تمكن التلاميذ الأطفال من خلال هذا البرنامج من الالتقاء معها في مدينة كولونيا لتساهم في تنشأتهم على حب الموسيقى الكلاسيكية.
وهي تعتقد أن الأطفال الذين جلسوا في هذا اليوم في الصف واستمعوا إلى موسيقاها الكلاسيكية سيكونون جمهور المستقبل العاشق للموسيقى الكلاسيكية، وتتابع قائلة: "علينا كموسيقيين تثقيف جمهورنا منذ نعومة أظفارهم وجعلهم يهتمون بما ننتجه من الموسيقى، الأطفال الذين نثقفهم يأتون عادة مع آبائهم إلى الحفلات الموسيقية التي نقيمها في المسارح وهذا يجعلهم يهتمون باقتناء آلات الموسيقى ويعزز لديهم ثقافة الحفلات الموسيقية الكلاسيكية".
والعزف على الناي والكمان في المدارس الابتدائية يشارك فيه العديد من الموسيقيين الألمان البارزين في إطار برنامج يشمل المدارس في معظم المدن الألمانية.
غودرون شتيغين / علي المخلافي
مراجعة: سيد منعم