الأسد يلتقي الإبراهيمي ويدعو للفصل بين المحور السياسي وما يجري على الأرض
١٥ سبتمبر ٢٠١٢جدد الرئيس السوري بشار الأسد خلال محادثاته، اليوم السبت ( 15 أيلول/ سبتمبر 2012)، مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، استمرار التزام سوريا الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سوريا طالما التزمت الحياد والاستقلالية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن بيان رئاسي، أن الرئيس الأسد أوضح أن "المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض". واعتبر أن "العمل على المحور السياسي مستمر، وخصوصا لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين"، مضيفا أن "نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف القيام بمثل هذه الأعمال"، حسب سانا.
كما نقلت "سانا" تأكيد الإبراهيمي على أن "أساس عمله هو مصلحة الشعب السوري وتطلعاته وأنه سيعمل باستقلالية تامة تكون مرجعيته الأساسية فيها خطة عنان وبيان جنيف، وأن أي نقاط أخرى تتم إضافتها أو تعديلها ستكون بالاتفاق مع جميع الأطراف".
وشدد الإبراهيمي على "ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف لإيجاد حل للأزمة بالنظر إلى أهمية سورية ومكانتها الإستراتيجية وتنوعها السكاني وتأثير الأزمة السورية على المنطقة برمتها، مشيرا إلى أنه في نهاية الأمر لا يمكن أن يأتي الحل إلا عن طريق الشعب السوري نفسه"، كما نقلت سانا.
وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الأسد بالإبراهيمي، منذ أن حل محل مبعوث السلام كوفي عنان قبل أسبوعين. وكان الدبلوماسي الجزائري المخضرم وصف مهمته بأنها "شبه مستحيلة".
أضرار كبيرة في المدارس
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أمس الجمعة أن أكثر من ألفي مدرسة دمرت أو تضررت بسبب النزاع المسلح الدائر في سوريا وأن مئات المدارس الأخرى يستعملها اللاجئون، وذلك عشية بدء عام دراسي جديد غدا الأحد. وقال المتحدثة باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ماريكسي ميركادو "سيكون تحديا كبيرا" تأمين المدارس للأطفال. ومن أصل ما مجموعه 22 ألف مدرسة تعرض أكثر من ألفين منها لتدمير كامل أو جزئي، بحسب ميركادو التي أشارت إلى أن أكثر من 800 مدرسة تقيم فيها عائلات نازحة بسبب النزاع، أي بزيادة 200 مدرسة عما كان عليه الوضع الأسبوع الماضي، وذلك نقلا عن أرقام لوزارة التربية السورية.
وفيما يتعلق بشؤون اللاجئين، التقت الممثلة الأميركية وموفدة الأمم المتحدة الخاصة أنجلينا جولي، في بغداد اليوم، وزير الخارجية هوشيار زيباري، حيث جرى بحث واستعراض "أوضاع اللاجئين السوريين في العراق وما قدمته الحكومة في سبيل توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم"، وفقا لبيان وزارة الخارجية العراقية.
تواصل العنف
في غضون ذلك، تجاهلت قوات الأسد والمعارضة النداءات لوقف القتال، الذي استمر في معظم المدن الرئيسية في البلاد، بما في ذلك دمشق وحلب وحمص ودير الزور. وقال سكان في دمشق إنهم سمعوا قصفا كثيفا خلال الليل تلاه هدير صوت الطائرات النفاثة فوق العاصمة.
وذكرت وكالة فرانس برس أن 12 مدنيا على الأقل قتلوا، وجرح ستون آخرون بعد غارات جوية شنتها القوات السورية النظامية ليلا على مدينة الباب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والواقعة على مسافة 35 كيلومترا شمال شرق حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 160 شخصا قتلوا في سوريا أمس الجمعة.