الأسد يزور الإمارات وسط جهود إصلاح علاقات سوريا بدول المنطقة
١٩ مارس ٢٠٢٣وصل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد (19 مارس/ آذار 2023)، إلى دولة الإمارات في زيارة رسمية ترافقه خلالها قرينته أسماء الأسد. ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، في مقدمة مستقبلي الأسد لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.
ورافقت طائرة الرئيس السوري لدى دخولها أجواء دولة الإمارات طائرات حربية ترحيباً بزيارته. وجرت للرئيس السوري مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن بأبوظبي. ويرافق الأسد وفد يضم وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية وشؤون رئاسة الجمهورية والإعلام.
وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد محادثات في الإمارات، في ثاني زيارة يقوم بها إلى الخليج منذ الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة. وجاءت الزيارة إلى الإمارات وهي الثانية له خلال عامين، بعد رحلة إلى سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ بداية النزاع السوري في عام 2011.
وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر "أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها".
وقادت أبوظبي التي أعادت علاقاتها مع حكومة الأسد في 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 شباط/ فبراير الماضي الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.
وكتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر إن "موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد".
وتابع "يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة". وأكد أنّ "نهج الإمارات وجهودها نحو سوريا الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والاقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد أثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية".
ودعمت السعودية وقطر وكذلك الإمارات، وإن كان بدرجة أقل، جماعات من المعارضة السورية المسلحة سعت للإطاحة بالأسد. لكن أبوظبي أعادت بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الماضية على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة في الوقت الذي تسعى فيه لمواجهة نفوذ إيران التي تقف مثل روسيا في صف الأسد في الصراع السوري. وساعدت الدولتان الأسد على ترجيح كفة الحرب لصالحه.
وفتحت السعودية، التي أبرمت مؤخرا اتفاقا مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق خاصة فيما يتعلق بالمسائل الإنسانية قائلة إن التوافق العربي يتزايد على أن عزل سوريا ليس مجديا.
وأعربت قطر، مثل واشنطن، عن معارضتها لأي تحركات نحو استعادة أو تطبيع العلاقات مع الأسد وعزت ذلك إلى وحشية حكومته خلال الصراع وضرورة إحراز تقدم أولا نحو حل سياسي. ولقي مئات الآلاف حتفهم في الصراع السوري، الذي احتدم بعد اندلاع انتفاضة ضد الأسد واجتذب العديد من القوى الأجنبية وقسم البلاد.
ع.ش/ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)