الأزهر يدعو لتجميد "الدستوري" والجيش يخلي محيط الرئاسة
٦ ديسمبر ٢٠١٢طالب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وهو أعلى سلطة فيه، الخميس (6 ديسمبر/ كانون الأول 2012) الرئيس المصري محمد مرسي بـ"تجميد الإعلان الدستوري" و"الدعوة لحوار وطني فوراً". وقال المجمع، في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، إنه يتعين "معالجة الموقف بما يضمن وحدة الوطن وسلامة أبنائه" و"تجميد الإعلان الدستوري الأخير ووقف العمل به" و"الدخول في حوار وطني يدعو إليه السيد رئيس الجمهورية فوراً وتشارك فيه كل القوى الوطنية دون استثناء ودون شروط مسبقة".
تأتي هذه الدعوة وسط أزمة سياسية تشهدها البلاد هي الأسوأ منذ انتخاب مرسي في يونيو/ حزيران الماضي. وتصاعدت الأزمة خلال الأسبوعين الأخيرين ووصلت مساء أمس الأربعاء إلى مواجهات عنيفة بين أنصار ومعارضي مرسي في محيط قصر الرئاسة، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وأكثر من 650 جريحاً.
من جانبه، كان الجيش المصري قد أمهل الخميس المتظاهرين حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (الثانية بعد الظهر بتوقيت وسط أوروبا) "لإخلاء محيط قصر الرئاسة"، وقرر حظر التظاهر تماماً حوله. ومع حلول المهلة كانت قوات الحرس الجمهوري قد أقامت محيطاً عازلاً حول القصر الواقع في مصر الجديدة بشرق القاهرة.
وجاء هذا القرار عقب اجتماع عقده مرسي مع رئيس الوزراء هشام قنديل بحضور عدد من المسؤولين من بينهم وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين ورئيس المخابرات العامة رأفت شحاته وقائد الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي، بحسب بيان للرئاسة.
وحسب رويترز انسحب الإسلاميون المؤيدون للرئيس محمد مرسي من المنطقة، لكن المعارضين تعهدوا بتنظيم مزيد من الاحتجاجات هناك. وقال مراسل (د.ب.أ) من أمام القصر إن مؤيدي الرئيس بدأوا بالفعل في جمع متعلقاتهم ومغادرة المكان، وبدأت القوات في تطويق محيط القصر.
استقالة نائب رئيس "الحرية والعدالة"
هذا وكان أحد مساعدي الرئيس المصري قد صرح لوكالة فرانس برس أن مرسي سيوجه كلمة متلفزة إلى الشعب المصري، مضيفاً، دون الإفصاح عن هويته، أن مرسي سيدعو إلى الحوار لكن بدون تحديد أي مقترحات ملموسة.
وفي سياق متصل، أعلن المفكر القبطي المصري رفيق حبيب، مستشار الرئيس ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، اعتزاله العمل السياسي. وأشار حبيب، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى أنه قرر "اعتزال أي عمل سياسي والانسحاب من أي دور سياسي، الآن ومستقبلاً، بما في ذلك الانسحاب من أي دور في مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة، مكتفياً بدوري الأصلي كباحث ومحلل سياسي".
وتأتي استقالة حبيب بعد استقالة ما لا يقل عن خمسة من مستشاري الرئيس محمد مرسي على خلفية الإعلان الدستوري الأخير والاشتباكات العنيفة التي وقعت الليلة الماضية.
ي.أ/ ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)