الأحزاب الألمانية تطالب بكشف الحقيقة في قضية كورناز
١٨ يناير ٢٠٠٧بدأت بعد ظهر اليوم الخميس (18 يناير/كانون ثاني) جلسات الاستماع لأقوال المواطن التركي مراد كورناز المتعلقة بتعرضه للتعذيب على يد عناصر ألمانية في أفغانستان أمام لجنة متابعة الحرب على الإرهاب في البرلمان الألماني. وسارعت كافة الأحزاب بإدانة المعاملة التي تعرض لها كورناز ووصفتها بأنها غير إنسانية ومهينة. وطالبت المعارضة بتوضيح سبب تقاعس الحكومة الألمانية السابقة بقيادة شرودر عن إطلاق سراح كورناز.
وقد أثارت تصريحات المواطن التركي مراد كورناز المتعلقة بتعرضه للتعذيب على يد عناصر ألمانية في أفغانستان أمام لجنة التحقيق التابعة لوزارة الدفاع انتقادات جديدة لرئيس الدبلوماسية الألمانية الذي كان آنذاك رئيسا لديوان المستشارية الألمانية والمسئول عن ملف المخابرات الألمانية. هذا فيما تسائل بيرنارد دوكه محامي كورناز عن الدور السلبي الذي لعبته الحكومة السابقة آنذاك في الإفراج عن موكله، لاسيما وأن هناك تقارير مفادها أن حكومة جيرهارد شرودر تجاهلت طلبا أمريكيا بتسلمه عام 2002، بعد أن ثبت عدم ضلوعه في الإرهاب. يذكر أن عملية إطلاق سراح مراد كورناز تحسب لحكومة المستشارة انجيلا ميركل التي تدخلت لدى الجانب الأمريكي.
كونراز: عُذبت على يد ألمان
تجدر الإشارة إلى أن كورناز الذي قضى قرابة خمس سنوات في سجن جوانتانامو قبل أن يتم إطلاق سراحه في أغسطس/آب 2006، قد صرح بأن جنديين ألمانيين بالزى العسكري الألماني تحدثوا معه بالألمانية قائلين له بأنهم "جنود ألمان. نحن قوات ألمانية" كما جذباه من شعره وضربا رأسه في الأرض أمام جنود أمريكيين في أفغانستان. كما وصف كورناز في مقابلة سابقة مع قناة التلفزيون الألمانية الأولى (إيه. أر. دي) طريقة التعامل مع السجناء عندما كانوا في المعتقل الأمريكي في قندهار بالقول بأنهم كانوا يتعرضون للتعذيب بشكل شبه يومي "كنا نجبر على الوقوف في البرد بدون ملابس. مورست معنا كل وسائل التعذيب التي يمكن تصورها." وعن تعذيبه من قبل جنود ألمان قال " لم يكن ذلك تحقيقا (...) اعتقد انهم كانوا يتسلون. لقد تم تعذيبي من قبل هؤلاء الجنود الألمان تماما كما من قبل الأمريكيين". وكشف عن انه حتى في قاعدة جوانتانامو تم التحقيق معه من قبل محققين ألمان.
على صعيد آخر فنّد توماس اوبرمان المسئول في الحزب الاشتراكي الديموقراطي اتهامات المعارضة، وقال إنه لا يوجد ما يدل على تقديم الإدارة الأمريكية عرضا رسميا بإطلاق سراح كونراز. وأضاف أن المحاولات الدبلوماسية لإطلاق سراح المذكور لم تكن سهلة حيث أن كونراز يحمل الجنسية التركية. كما كشف اوبرمان النقاب عن أن جهاز المخابرات الألماني بحث إمكانية تجنيد كونراز ليكون عميلا لأجهزة الأمن في أوساط الإسلاميين في ألمانيا.