افتتاح معبر رفح بين غزة ومصر تحت إشراف أوروبي
افتتح رسميا اليوم الجمعة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر. وقد جاء الافتتاح في حفل أقيم لهذا الغرض ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور مارك أوتي مبعوث الإتحاد الأوروبي للشرق الأوسط. وسيمكن المعبر الفلسطينيين ابتدءا من يوم غد السبت، من السفر من غزة وإليها للمرة الأولى منذ أن احتلت إسرائيل القطاع سنة 1967. غير أنه بسبب ضعف عدد الفريق الأمني الأوروبي فإن المعبر سيفتح فقط لمدة أربع ساعات في اليوم، وبالتالي لن يمكن سوى عبور 500 شخص، في انتظار أن تستكمل البعثة الأمنية الأوروبية وصول جميع قواتها في أواسط الشهر القادم.
الاتفاق التاريخي
يأتي افتتاح معبر رفح اليوم في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 15 نونبر/ تشرين الثاني، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحت إشراف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس. وينص الاتفاق على استعمال مسؤولين أمنين فلسطينيين وإسرائيليين كاميرات يجري التحكم فيها عن بعد من غرفة مراقبة يديرها الإتحاد الأوروبي، وتقع على بعد كيلومترات من معبر رفح لمراقبة حركة العبور. وإذا أراد الإسرائيليون وقف أو اعتقال أي شخص فعليهم أن يطلبوا ذلك من نظرائهم الفلسطينيين. وفي حال الرفض يمكن لهم أن يقدموا طلبا في الموضوع إلى المراقبين الأوروبيين، فيما يحتجز المعني بالأمر لفترة أقصاها ست ساعات. أما السلع والمواد التجارية فسيكون عبورها في الأيام الأولى عن طريق معبر كليم شالوم تحت إشراف قوات أمن فلسطينية. وجلي بالذكر انه سيسمح العبور فقط للفلسطينيين الذين يحملون بطاقة هوية فلسطينية، إضافة إلى الدبلوماسيين والمستثمرين الأجانب وأعضاء منظمات دولية وحالات إنسانية.
الدور الأوروبي
تضطلع أوروبا بدور مهم في هذا الاتفاق، إذ سيشرف فريق أمني أوروبي على حركة المرور على المعبر. وقد وقال بيترو بيستولي، رئيس القوات الأوروبية في رفح، وهو جنرال في القوات شبه العسكرية الإيطالية" نشعر بأننا سنمارس نشاطا مهما للغاية من أجل تطوير هذا البلد وتقديم المساعدة له". ويذكر أن عدد قوات الأمن الأوروبية المنتظر مساهمتها في مراقبة المعبر، يصل الى 70 فردا، لم يصل منها سوى فريق صغير. مما يعني أن فتح المعبر سيكون فقط لمدة أربع ساعات في اليوم في البداية على أمل أن يتم فتح المعبر على امتداد الساعة باكتمال بعثة المراقبة الأمنية الأوروبية. وفي نفس السياق صرح السيد نبيل أبو ردينة أحد مستشاري الرئيس الفلسطيني قائلا:" لن يكون هناك تواجد إسرائيلي والتواجد الأوروبي ليس بديلا عن عن التواجد الفلسطيني". ولقد وافقت إسرائيل على مساهمة أوروبية بمراقبة الحدود بعد إلحاح من وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، إذ تخشى إسرائيل من محاولات إدخال أسلحة ومقاتلين أجانب إلى غزة من شبه جزيرة سيناء المصرية لتعزيز النشطاء الفلسطينيين.
خطوة نحو سيادة كاملة
ولقد أعلن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان أن اتفاقا تم مع الجانب المصري على إعفاء من هم فوق الأربعين أو دون الــ 18 من الحصول على تأشيرة دخول لمصر.وينظر الفلسطينيون إلى افتتاح المعبر على أنه خطوة نحو إقامة دولة لهم في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من غزة بعد 38 عاما من الاحتلال. ولقد صرح لموقعنا السيد وزير الشباب والرياضة فخري بسيسو قائلا "من دون شك أنها لحظة تاريخية وتتويجا لنضال شعبنا، وأنها خطوة ايجابية نحو السيادة الفلسطينية الكاملة على القطاع، في انتظار فتح باقي المعابر بما فيها المطار والميناء والمعبر الآمن الذي يربط قطاع غزة بالضفة الغربية.". ويمكن أن يمنح هذا الاتفاق دفعة قوية للرئيس عباس أبو مازن في انتخابات المجلس التشريعي المزمع أجراؤها في 25 يناير/ كانون الثاني، التي ستشهد تنافسا قويا، خصوصا في ظل انتقاد حماس لهذا الاتفاق. وبخصوص مستقبل المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي حول القضايا العالقة فيرى السيد فخري، أن هذا الاتفاق نقطة بداية للرجوع إلى طاولة المفاوضات، كما أنه يأمل في أن تساهم التغييرات السياسية الأخيرة في المشهد السياسي الإسرائيلي، في دفع عجلة السلام في المنطقة.