اعتزال شفاينشتايغر.. نهاية مؤسفة للاعب عظيم
٢٩ يوليو ٢٠١٦فعلها قائد المنتخب الألماني لكرة القدم إذا! أعلن وبشكل مفاجئ اعتزال اللعب الدولي عير تغريدة جاء فيها أيضا أنه طلب من المدرب يواخيم لوف عدم إشراكه في المستقبل.
هكذا أنهي باستيان شفاينشتايغر النجم الذي أسر في مونديال ألمانيا 2006 إلى جانب زميله لاعب فريق كولنيا آنذاك لوكاس بودولسكي، قلوب ملايين المشجعين الألمان، حين أضحى اسم الثنائي "شفايني وبولدي" يتردد على كلّ لسان.
120 مباراة لعبها شفاينشتايغر بقميص المانشافت منذ عام 2004، وهو بذلك يحلّ رابعا على قائمة لاعبي المانشافت من حيث عدد مشاركتهم في المباريات الدولية، وذلك خلف صاحب الرقم القياسي إلى غاية اللحظة لوثر ماتيوس (150 مباراة) وبعده ميروسلاف كلوزه (137 مباراة)، ثمّ صديقه لوكاس بودولسكي (129 مباراة). وبعد اعتزال فيليب لام عقب تتويج منتخب ألمانيا كبطل للعالم في مونديال البرازيل، وضع شفاينشتايغر شارة قيادة المنتخب على ذراعه إلى اليوم.
"أوجه شكري إلى المشجعين، إلى الفريق، إلى الاتحاد الألماني لكرة القدم، وإلى المدرب وإلى الطاقم حول المنتخب. في 120 مباراة كان لي الشرف في تمثيل بلادي، ومعايشة لحظات من الصعب وصف جماليتها ومدى نجاحها"، يتابع شفاينشتايغر في تغريدته.
ولأن اللقب القاري كان من أقوى اللحظات التي عاشها اللاعب مع منتخب بلاده، كان من المنطقي جدّا أن يركز الأخير على هذه النقطة بالذات معتبرا أنه "من الناحية التاريخية والعاطفية، نجحنا في أمر لا يمكنني أن أعيشه مرة أخرى في مسيرتي. ولهذا فمن الصواب والمنطق أن أنهي المشوار الآن متمنيا بكل ما هو أفضل في نهائيات مونديال 2018".
بيد أن من يقرأ هذه الجملة يعتقد أننا اليوم في صيف 2014، وأن شفاينشتايغر أراد إتباع الحكمة التي تحثّ الراغب في الاعتزال مهما كان مجال عمله أن يفعل ذلك وهو في القمة حتى لا يُضيّع عليه التاريخ انجازاته. لكن شفاينشتايغر انتظر وبحق سنتين. بحق، لأنه كان حينها في التاسعة والعشرين، أي أن المستقبل الكروي لا زال طويلا أمامه، كما أنه كان مدفوعا برياح حماسة منقطعة النظير، فلم يحدث في التاريخ أن اهتز عرش البرازيل سبع مرات في إنجاز شارك هو فيه.
لكن ما حدث في السنتين الأخيرتين لم يكن ليخطر في مخيلة أحد أهم المفاتيح التي ساعدت ألمانيا في الحصول على اللقب العالمي، خاصة في مباراة النهائي أمام الأرجنتين.
تجربة مريرة
إقدام شفاينشتايغر على هذه الخطوة جاءت نتيجة لتجربة شديدة المرارة في نهائيات كأس أوروبا للأمم/ يورو فرنسا 2016، والتي انتزعت البرتغال لقبها على حساب الدولة المضيفة. شفاينشتايغر أراد بذلك تحمل المسؤولية كاملة لعدم تأهل ألمانيا إلى نهائي البطولة، خاصة وأنه قام بخطأ مصيري في مباراة نصف النهائي أمام أصحاب الأرض، حين تسبب بخطأ قاتل قبيل نهاية الشوط الأول بلمسه الكرة باليد أثناء التحام في الهواء مع المدافع الفرنسي باتريس إيفرا، احتسبه الحكم الإيطالي نيكولا ريتسولي فورا ضربة جزاء، حولها نجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان إلى هدف لصالح الديوك محدثا بذلك صدمة لدى المانشافت لا زال وعلى ما يبدو شفاينشتايغر يواجهها إلى غاية اللحظة.
ولا يمكن اعتبار أن هذا الخطأ هو السبب الوحيد بل هو سبب من بين أسباب عديدة. والقصة بدأت في فريقه الأم بايرن ميونيخ حين وجد ابن النادي البار نفسه مرفوضا من قبل المدرب الكاتالوني بيب غوارديولا. موازاة لذلك نال منه نحس الإصابة هو الآخر وطارده منذ صيف 2014 ما أدى إلى تراجع مستواه بشكل ملحوظ، حتى أنه شدّ رحاله إلى يورو فرنسا وهو غير متعافي كلّيا، وهناك يتعرض مرة أخرى للإصاب في مباراة نصف النهائي أمام إيطاليا، ورغم أن المدرب يواخيم لوف وعد أنه لن يشكر أحدا لم يتعافى مائة بالمائة، إلا أنه اعتمد في نهاية المطاف على قائد المنتخب في نصف النهائي.
وبسبب الإصابة أيضا لم يجد موطأ قدم مع فريقه مانشستر سيتي الذي بدا له بديلا لبايرن. وهناك لم يلعب سوى 13 مباراة، ومن المتوقع جدا أن لا يلعب مباريات أخرى بعد أن كشفت صحيفتي "غوارديان" و"دايلي ميل" أن الألماني بات ضمن مجموعة تضم تسعة لاعبين لن يتدربوا مع التشكيلة الأساسية أي مع زلاتان إيبراهيموفيتش والآخرين، بل أن المدرب جوزيه مورينيو استبعد رسميا شفايني من حساباته.