استبعاد تسييس فيضانات جنوب ألمانيا على خلفية الانتخابات
مع انحسار الفيضانات العاتية التي اجتاحت جنوب القارة الأوربية وأدت إلى غمر المياه للعديد من المدن والقرى لا تزال أعمال الإنقاذ والإخلاء مستمرة في جنوب ألمانيا ومع أن حدة الأمطار بدأت بالتراجع وبدأ السكان يتنفسون الصعداء أبقت السلطات تحذيراتها من إمكانية قدوم موجة جديدة من الفيضانات، ويواصل السكان إخلاء منازلهم القريبة من الأنهار ومناطق الفيضانات، كما تم توزيع الآلاف من أكياس الرمل في الطرقات لمنع تقدم المياه، و أعلن وزير الدفاع الألماني بيتر شروك عن استعداده لإرسال قوات إضافية للمساعدة في عمليات الإخلاء إذا تطلب الأمر ذلك.
ويرى عدد من المحللين أن الكارثة الحالية ليست بحجم كارثة ففيضانات 2002 التي لعبت دورا كبيرا في نجاح شرودر في الفوز بها. حيث أن أكثر الأجزاء تضررا تقع في النمسا وسويسرا، كما أن منطقة جنوب ألمانيا هي المعقل التقليدي للحزبي المعارضة المحافظين، وبالتالي يصعب على شرودر اتخاذ خطوة عدائية مثل الظهور بشكل استعراضي هناك. كما أن هناك اجماع من كافة الأحزاب بأهمية التمسك بالأخلاق المهنية وعدم السعي لاستغلال كارثة طبيعية من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.
المحكمة الألمانية تجيز الانتخابات المبكرة
ومع إقرار المحكمة الدستورية الألمانية وهي أعلى محكمة ألمانية بأغلبية سبعة قضاة من أصل ثمانية بشرعية أجراء انتخابات مبكرة في 18 سبتمبر المقبل، تزداد حدة التنافس للانتخابات، وكان ادموند شتويبر رئيس الحزب الاشتراكي المسيحي (CSU) ورئيس وزراء ولاية بافاريا قد قطع جولاته الانتخابية لتفقد المناطق المنكوبة مما فرض على المعارضة المسيحية والليبرالية تأجيل القمة التي كان مقررا عقدها أمس في برلين، وأعلن شتويبر بأنه يجب على الموطنين في بافاريا أن يعرفوا باني لن أتركهم لوحدهم، وتخشى المعارضة الألمانية من أن تساعد هذه الفيضانات على إكساب الرئيس شرودر شعبية وتساعده في الفوز بفترة رئاسية ثالثة.
فيضانات 2002 ساعدت شرودر في الفوز بالانتخابات
وأعادت زيارة شرودر للمناطق المتضررة في ولاية بافاريا والتي تعد من اكبر الولايات الألمانية إلى الأذهان منظر شرودر بجزمته المطاطية وتقديمه المساعدة للسكان في المناطق الشرقية من ألمانيا أثناء تعرضها لفيضانات في العام 2002، وساعدت هذه الصور شرودر بالإضافة إلى مواقفه السريعة في مساعدة المناطق المتضررة بالإضافة لموقفه الرافض من الحرب على العراق على كسب المعركة الانتخابية في عام 2002.
انتقادات للسلطات المحلية
وانتقدت مصادر حكومية التحضيرات التي تمت في بافاريا من أجل حمايتها من الفيضانات ووصفتها بأنها غير كافية، بينما فند شتويبر هذا الموقف وأكد بأنه خلال الثلاث سنوات الماضية تم صرف حوالي 700 مليون يورو في مقاطعة بافاريا لمكافحة الفيضانات وظاهرة ارتفاع المياه، وأوضح أنه وبسبب السياسات الحكيمة التي اتبعها حزبه في التحضيرات تم تقليل الخسائر بشكل كبير. وكان شرودر قد صرح أثناء جولته التفقدية بان الوضع لا يسمح بالتخاصم السياسي بل يجب من أن تتضافر الجهود لمساعدة الناس.
مفارقات انتخابية
ومع اقتراب الانتخابات يسعى كل حزب لإظهار اهتمامه بالوضع القائم وتقديم مساعدة للسكان من خلال مئات المتطوعين المنتمون له، لاجتذاب المزيد من الأصوات. ولم تخل الحملة من بعض المفارقات فوزير البيئة الألماني من الخضر يورجين تريتن الذي وصف الاستعدادات السابقة لمواجهة الفيضانات بأنها كافية إلا أنه عاد وتراجع عن كلامه بعد أيام معدودة وليصرح بان الاستعدادات لم تكن كافية. وأظهرت كاريكاتورات ألمانية ميركل وهي تتطلع بخوف إلى الفيضان في إشارة واضحة من خوف ميركل من معاودة الكرَة مرة أخرى ويفوز شرودر بالانتخابات الرئاسية.
تقرير: علاء الدين جمعه