استئناف محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته
٥ سبتمبر ٢٠١١يدلي مسؤول أمني كبير وثلاثة ضباط آخرين بشهاداتهم اليوم الاثنين (5 سبتمبر/ أيلول 2011) أمام المحكمة التي يمثل أمامها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهم أول الشهود في القضية التي استحوذت على اهتمام مصر والعالم العربي. وبعد جلستين نقلهما التلفزيون المصري مباشرة، ظهر فيهما مبارك على سرير طبي في قفص الاتهام إلى جانب نجليه جمال وعلاء، أمر قاضي المحكمة أحمد رفعت بحظر البث المباشر، معللاً ذلك بحماية هوية الشهود.
من جهته قال المحامي جمال عيد، الذي يمثل 16 من قتلى الاحتجاجات التي لقي فيها نحو 850 شخصاً مصرعهم، إنهم ينتظرون سماع أقوال أربعة شهود طلبهم الإدعاء لإثبات التهم ضد مبارك وآخرين. ويواجه الرئيس المخلوع تهمة التورط في قتل المتظاهرين، بالإضافة إلى استغلال المال العام والفساد. وأضاف عيد أن أحد الشهود هو اللواء حسين سعيد مرسي، الذي عمل في غرفة عمليات الشرطة خلال ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك. وأكد محامي الدفاع أن مرسي اتهم في قرار أصدره النائب العام بمسح التسجيلات، لكنه تحول بعد ذلك إلى شاهد.
والشهود الثلاثة الآخرون الذين استدعتهم المحكمة ضباط شرطة أيضاً كانوا في غرفة العمليات خلال الاحتجاجات التي استمرت 18 يوماً. وقالت المحكمة إنها استدعت عماد بدر سعيد، وباسم محمد العطيفي، ومحمود جلال عبد الحميد. ويمثل مبارك للمحاكمة مع ابنيه جمال وعلاء، إضافة إلى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في الوزارة.
اعتداء على صحفيين من قبل أنصار مبارك
من جانب آخر تحول مؤتمر صحفي عقده محامون كويتيون وصلوا أمس الأحد للدفاع عن مبارك إلى فوضى، عندما هاجم أنصار للرئيس مبارك صحفياً وضربوه وأصابوه بخدوش في ذراعيه. وكان أنصار مبارك قد تجمعوا في الجلستين السابقتين للمحاكمة خارج أكاديمية الشرطة في القاهرة، حيث تتم محاكمة الرئيس السابق، ووقع اشتباك بينهم وبين معارضيه.
وأفاد مصور وكالة فرانس برس أنه عندما بدأ الصحفي المصري ثروت شلبي من صحيفة الأهالي اليسارية بتوجيه أول سؤال للمحامين الكويتيين، مشيراً إلى مبارك بوصف "الرئيس المخلوع"، احتج أنصار مبارك المتواجدين في القاعة بشدة ودفعوه بأيديهم ليخرج من قاعة المؤتمر الصحافي الذي عقد في أحد فنادق القاهرة. وأعقب ذلك احتجاج من صحفي مصري آخر، هو الوليد إسماعيل من صحيفة التحرير المستقلة، على "إهانة زميله" وحاول الدفاع عنه، إلا أن أنصار مبارك دفعوهما بالأيدي وطردوهما خارج القاعة، وفقاً للمصدر نفسه.
وكان رئيس فريق المحامين الكويتيين، فيصل العتيبي، قد صرح للصحافيين بعد ظهر الأحد لدى وصوله إلى مطار القاهرة بأن "اللغط الإعلامي الذي سبق حضورنا بشأن صعوبة الحصول على تصريح لدخول قاعة المحكمة قلص عدد المحامين الكويتيين إلى خمسة فقط"، مشيراً إلى أن اثنين من زملائه سيصلان في وقت لاحق الأحد إلى العاصمة المصرية.
وأكد العتيبي أن فريق المحامين الكويتيين جاء "لرد الجميل لمبارك"، مضيفاً أن "الفضل لله في تحرير الكويت من الغزو العراقي (عام 1990)، ثم للإرادة الشعبية والجيش المصري، ثم قائده الأعلى حسني مبارك. لذلك أتينا من أجل رد الجميل له، ونحن نحترم ونقدر الشعب المصري الذي يرتبط بعلاقات قوية ومتينة مع شعب الكويت ولا نتدخل في أي شأن داخلي في مصر".
(ي.أ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي