ازدياد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لفتح ذراعيه للاجئين من شمال إفريقيا
٩ أبريل ٢٠١١قال القبطان السابق لسفينة "كاب أنامور" الألمانية الإغاثية، شتيفان شميت، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت (08 أبرل/ نيسان) إنه لا يتعين فقط على الاتحاد الأوروبي أن يعلن استعداده لاستقبال لاجئين من تونس وليبيا، بل لا بد أيضا أن يرسل سفنه إلى هناك لإحضارهم. ويرى شميت أن هذه هي فرصة الدول الأوروبية لإثبات أنها تقف إلى جانب الشعوب. وقال شميت: "يتعين على أوروبا أن تستقبل اللاجئين بأذرع مفتوحة بدلا من صدهم"، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يهتم الاتحاد الأوروبي بوصول اللاجئين إليه بأمان، بالإضافة إلى إرسال بضائع إغاثة إلى الأماكن التي يأتي منها اللاجئون.
وفي سياق متصل، حذر شميت من تفاقم الأزمة عندما تشدد تونس الرقابة على حدودها بضغط من إيطاليا، وقال: "هناك تقارير تفيد بأن العقيد الليبي معمر القذافي يضع لاجئين رغما عنهم في قوارب ويرسلهم إلى البحر".
يذكر أن شميت قام عام 2004 بإنقاذ 37 لاجئا قبالة السواحل الإيطالية بواسطة سفينة "كاب أنامور"، ثم تم مقاضاته في إيطاليا بتهمة المساعدة على الهجرة غير المشروعة، إلا أنه نال البراءة في تشرين أول/أكتوبر عام 2009. وحاز شميت على ميدالية "كارل-فون أوسيتزكي" من الجامعة الدولية لحقوق الإنسان عام 2009، تكريما لجهوده في مجال الإغاثة.
ألمانيا تستقبل لاجئين وتنتقد إيطاليا
من ناحية أخرى أعلنت ألمانيا عزمها استقبال 100 من لاجئي شمال أفريقيا بهدف تخفيف الضغط على جزيرة مالطا. وقال وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش أمس الجمعة في برلين إن أسبابا إنسانية وراء هذا القرار. مشيرا إلى أن مالطا العضو في الاتحاد الأوروبي تواجه تدفقا كبيرا من المهاجرين من شمال أفريقيا. وأضاف الوزير أن تفاصيل عملية استقبال اللاجئين ستتم بالتنسيق بين وزارتي داخلية ألمانيا ومالطا. وكانت ألمانيا قد استقبلت 100 لاجئي أفريقي من جزيرة مالطا في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
لكن ألمانيا انضمت إلى الدول الأوروبية المنتقدة لقرار إيطاليا منح مهاجرين تونسيين تدفقوا مؤخرا إلى سواحلها تأشيرة مؤقتة، واعتبرت برلين ذلك "انتهاكا لروح شنغن"، مشيرة إلى أنها ستثير القضية على هامش اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين بعد غد الاثنين في لوكسمبورغ، حسبما صرح يانس تيشكي الناطق باسم وزارة الداخلية لفرانس برس. وتنوي برلين تعزيز مراقبتها في المطارات والحدود "حسب الوضع واذا لاحظنا وصول أعداد كبيرة". وأضاف المتحدث "ربما لا بد من التشديد على أن ألمانيا استقبلت ستة أضعاف طالبي لجوء أكثر من ايطاليا خلال السنوات الأخيرة".
أزمة إنسانية في جزيرة لامبيدوزا
وبعد غرق قارب يحمل حوالي 300 شخص قبالة جزيرة لا مبيدوسا الايطالية ارتفعت الدعوات للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لاستقبال لاجئين أفارقة. وقال النائب الأسباني في البرلمان الأوروبي أنطونيو ماسيب: "هذه لحظة من اللحظات التي تقول فيها : هذا هو الواقع، هذا يكفي... أشعر بالسقم بسبب عجز هذا البرلمان، هذا الاتحاد الأوروبي لا يفعل شيئا إنه يتحدث ويتحدث فقط... إن هذا من قبيل الإجرام". وقال النائب الألماني فرانزيسكا كيلر في استراسبورغ :"يجب أن يمنحنا هذا الواقع دفعة للتفكير عن الجوانب الخاطئة في سياستنا في مجالات اللجوء والهجرة".
ويعد السفر من شمال أفريقيا إلى جزيرة لامبيدوزا جنوبي إيطاليا خطيرا جدا، حيث انقلب قارب صيد على متنه أكثر من 300 شخص، بينهم أطفال، ليلة الثلاثاء/الأربعاء الماضيين قبالة الجزيرة، وهناك مخاوف من أن يكون نحو 250 شخصا لقوا حتفهم غرقا في ذلك الحادث. وتعتبر جزيرة لامبيدوزا بالنسبة للاجئين "بوابة إلى أوروبا" بسبب قربها من شمال أفريقيا. وقد تزايد عدد اللاجئين إلى الجزيرة بسبب الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي حاليا. وشهدت الأشهر الماضية تدفق مئات آلاف اللاجئين من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وتعتبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية من أكثر الأماكن التي تشهد تدفقا كبيرا من لاجئي شمال أفريقيا. ومنذ خلع الرئيس زين العابدين بن علي في منتصف كانون الثاني/يناير تدفق نحو 26 ألف مهاجر معظمهم من التونسيين على سواحل ايطاليا.
(ع.ج.م/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عارف جابو