ازدياد الحساسية في بولندا منذ دخولها الاتحاد الأوروبي
٦ مايو ٢٠١٥لاحظ فريق بحث علمي بولندي وبريطاني تدهوراً صحياً وازدياداً لأمراض الحساسية في أوساط سكان المناطق الريفية ببولندا منذ أن أصبحت دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي. وقال الفريق البحثي في مجلة "أمراض الحساسية وعلم الأعصاب السريري" التخصصية إن ميل أجساد السكان إلى ردود الفعل الحيوية المفرطة وإلى أمراض الحساسية ارتفع بين عامي 2003 و2012 من 7 في المائة إلى حوالي 20 في المائة، وذلك لدى سكان القرى الواقعة في جنوب غرب بولندا.
في المقابل، أوضح الباحثون أن تعرض أجسام سكان المدن البولندية لأمراض الحساسية لم يتغير، ولكن البحث أوضح أن إصابة سكان المدن بالحساسية كان كبيراً حتى في بداية الدراسة، وأن عدد سكان الأرياف المصابين بالحساسية تضاعف في الفترة المدروسة، وفق ما نقل موقع "أبونيت" الألماني الإلكتروني المعني بالقضايا الصحية.
ويرجح الباحثون أن زيادة أمراض الحساسية في هذا الوقت القصير ربما يتعلق بانضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه التحديد له علاقة بالتغييرات في التشريعات والقوانين التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على القطاع الزراعي في الدول المنتمية إليه. ففي بداية الدراسة العلمية عام 2003 كان الفلاحون والقرويون البولنديون ما زالوا يحتفظون بالكثير من الأبقار والخنازير. ومع انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004، أصبحت تجارة الأبقار غير مربحة وأمسى الناس الذين يعيشون في الريف البولندي يتعاملون بشكل أقل مع الأبقار والخنازير وغيرها من حيوانات المزارع، أي أنهم باتوا "يعيشون في بيئة أكثر نظافة"، وقد أدى هذا الفارق ربما إلى تقليل المناعة لديهم وبالتالي إلى تعزيز أمراض الحساسية في الريف، علماً بأن 25 في المائة من سكان القرى كانوا في بداية الدراسة على اتصال منتظم مع هذه الحيوانات، وفي وقت لاحق - بعد تسع سنوات - أصبح 4 في المائة منهم فقط على تماس بها.
وفي هذا السياق، يقول البروفيسور بول كولينان، أحد الباحثين في هذه الدراسة، إن "الربو وحمى القش والحساسية وغيرها من أمراض الحساسية تزداد في الكثير من البلدان وأن لهذا علاقة بنمط الحياة الحديثة النظيفة" أكثر من اللازم.
ع.م/ ي.أ (DW)