ارتياح أوروبي بعد فوز المعارضة الليبرالية في الانتخابات البولندية
٢٢ أكتوبر ٢٠٠٧بعدما أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت يوم أمس الأحد فوز حزب "المنبر المدني" الليبرالي بأغلبية ساحقة، يستعد الليبراليون البولنديون (يمين الوسط) لتسلم السلطة من التوأمين المحافظين كاتشينسكي، بعد أن حل حزبهما (الحق والعدالة) في المرتبة الثانية.
وفي خطاب إعلان الفوز وجه زعيم المنبر المدني دونالد تاوشك، الشكر للمقترعين الذين "اظهروا لأوروبا بأسرها أن البولنديين بإمكانهم تحمل المسؤولية تجاه بلادهم في أوقات الشدة بطريقة رائعة". ومن جانبه اعترف رئيس الوزراء الحالي ياروسلاف كاتشينسكى بهزيمة حزبه، آملا أن ينجح خصمه في مهمته. وأكد كاتشينسكى أن حزبه سوف ينتقل وسوف يشكل "معارضة قوية" تحاسب على كل الوعود الانتخابية، حسب تعبيره.
ووصف المراقبون هذه الانتخابات بأنها الأهم منذ التحول الديمقراطي، الذي شهدته الدولة الاشتراكية السابقة، حيث شهدت نسبة إقبال غير مسبوقة منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1989، إذ بلغت نسبة المشاركة 55.2 بالمائة، وهي الأعلى منذ أول انتخابات برلمانية ديمقراطية كاملة أجريت في بولندا عام 1991.
ويأتي هذا الإقبال في مواجهة الإقبال الضعيف في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيلول/سبتمبر 2005 والتي سجلت أدنى معدل تصويت بنسبة لم تتجاوز 40 بالمائة، الأمر مكن حزب كاتشينسكي من الفوز بفارق ضئيل بلغ 2.9 بالمائة فقط على الليبراليين.
"إشارة جيدة لأوروبا"
وفي هذه الأثناء توقع رئيس البرلمان الأوروبي هانز جيرت بوترينج أن تزول التوترات في العلاقة بين ألمانيا وبولندا عقب فوز حزب المنبر المدني الليبرالي، المؤيد للاتحاد الأوروبي، بزعامة دونالد توسك في الانتخابات البرلمانية. وقال السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الألماني اليوم الاثنين في برلين قبل جلسة لرئاسة الحزب إن الأمور بين ألمانيا وبولندا ستصبح بالتأكيد أكثر سهولة. وتابع بالقول: "أعتقد أن هذه إشارة جيدة لأوروبا"، مشيرا إلى أنه من المفرح أن يأتي على رأس حكومة جديدة شخص مهتم بالقضايا الأوروبية".
وفي رسالة أولى إلى الاتحاد الأوروبي أعلن احد نواب رئيس تحالف يسار الوسط ياتسيك ساريوش-فولسكي لوكالة فرانس برس أن الحكومة الليبرالية المقبلة ستقر ميثاق الحقوق الأساسية بإعتبارها حزء من المعاهدة الاوروبية، التي ستحل محل الدستور، والذي كان الشقيقان كاتشينسكي يرفضان التوقيع عليه.
تجدر الإشارة هنا إلى أن العلاقات الألمانية ـ البولندية كانت قد شهدت في الفترة الأخيرة بعض الفتور، لاسيما على خلفية المعارضة البولندية لخطط الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من هذا العام.
الانسحاب من العراق
وفي هذه الأثناء قال بوجدان جيرويفسكي، رئيس الكتلة البرلمانية في حزب المنبر المدني، إن حزبه سيسعى إلى سحب القوات البولندية من العراق في 2008، كما أنه قد ينهي مفاوضات الحكومة المنتهية ولايتها مع الولايات المتحدة بشأن استضافة نظام دفاعي صاروخي على الأراضي البولندية إذا لم تعرض واشنطن ضمانات أمنية كافية مقابل ذلك. ونقلت وكالة رويترز عن جيرويفسكي قوله إنه لابد من سحب قوات بلاده الذي يبلغ قوامها 900 فرد من العراق، "لان مهمتنا أنجزت بالفعل"، أملا أن يتم ذلك مع بداية عام 2008.