ارتفاع عدد ضحايا مهرجان "استعراض الحب" والتحقيقات مستمرة
٢٧ يوليو ٢٠١٠أعلن متحدث باسم النيابة العامة مساء أمس الاثنين وفاة شخص آخر من رواد مهرجان "استعراض الحب" لموسيقى التكنو ليرتفع عدد القتلى الذين لقوا حتفهم في حادث التدافع عند النفق المؤدي إلى ساحة المهرجان يوم السبت (24.07.2010) إلى 20 شخصاً، فيما تجاوز عدد المصابين الـ 500 بينهم من احتاجوا إلى العناية الطبية بسبب افراطهم في تناول الكحول. والضحية العشرين حسب ما أعلنته شرطة مدينة دويسبورغ هي شابة ألمانية /21 عاما/ توفيت في المستشفى مساء الاثنين متأثرة بجراحها التي أصابتها نتيجة الحادث. وبين القتلى سبعة أجانب اثنان من اسبانيا وواحد من كل من: استراليا والبوسنة والهرسك والصين وايطاليا وهولندا.
هذا وبينما تجري النيابة العامة تحقيقاتها للكشف عن ملابسات الكارثة وتحديد من يتحملون مسؤوليتها لتقديمهم للقضاء، حاول كل من مسؤولي مدينة دويسبورغ، حيث أقيم المهرجان، والشرطة ومنظمي المهرجان دفع المسؤولية عن أنفسهم وتحميلها لغيرهم.
تجاهل التحذيرات ورفض الاستقالة
وقالت مصادر شرطة المدينة أنها حذرت من خطورة الوضع وعدم جواز إقامة هكذا مهرجان ضخم في ظل الظروف والإمكانيات المتوفرة للمدينة، وأشارت هذه المصادر إلى أن تحذيرات الشرطة هذه صدرت قبل يوم من إقامة المهرجان خلال جلسات مناقشة الإجراءات والاحتياطات الأمنية والأمور التنظيمية للمهرجان. وتابعت تلك المصادر إنها وبالإشتراك مع مسؤولي جهاز الإطفاء أعربت عن هذه المخهاوف خلال جلسة حضرها عمدة المدينة أدولف زاورلاند. لكن هذا الأخير نفى بدوره تلقيه أي تحذيرات بهذا الشأن، مكرراً في الوقت نفسه رفض الاستقالة من منصبه، رغم "تفهمه" لغضب المواطنين ولمواقف من ينتقدونه ويطالبون باستقالته.
أما المشرف على تنظيم المهرجان راينر شالر فقد رفض كل التهم الموجهة إليه بالتقصير وعدم مراعاة الإجراءات والاحتياطات الأمنية والتنظيمة الواجب اتخاذها، محملاً الشرطة مسؤولية ما وقع. وقال إن الشرطة أمرت بفتح كل الممرات المؤدية إلى النفق الذي يقود إلى مكان الاحتفال. وتابع شالر بالقول إن منظمي الحفل أبقوا على عشر ممرات من الممرات الـ 16 مغلقة، لأنهم ـ حسب تعبيره ـ عرفوا بإمكانية امتلاء النفق وحصول الازدحام والتدافع فيه، لكن ـ والكلام مازال لـ شالر ـ حين أمرت الشرطة بفتح كل الممرات فُقدت السيطرة على الأعداد الغفيرة التي تدفقت إلى النفق ما أدى إلى الازداحم وحصول الفوضى التدافع ووقوع الكارثة.
هذا وقد تم تسليم التحقيقات الأمنية إلى شرطة مدينة كولونيا لضمان نزاهة التحقيق وإبعاد شبهة التحيز عن شرطة دويسبورغ التي يعتبرها البعض مسؤولية أيضاً عما حدث.
الآن وبعد وقوع الكارثة تتعالي الأصوات المطالبة بوضع أسس وإجراءات جديدة أكثر صرامة لإقامة الحفلات والمهرجانات الضخمة، وفي هذا السياق طالب رئيس نقابة الشرطة الألمانية، راينر فيندت، بالتدقيق في الاجراءات والاحتياطات الأمنية وعدم تركها لإدارة المدينة فقط وإنما يجب أن توافق وزارة الداخلية في الولاية المعنية أيضاً على إقامة الحفل وفحص المكان والظروف المحيطة به والإجراءت والاحتياطات الأمنية بدقة شديدة قبل الموافقة.
(ع ج/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي