ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات العراق والمالكي يتحدى
٨ ديسمبر ٢٠١٣قالت مصادر من الشرطة العراقية اليوم الأحد 08 ديسمبر كانون الأول 2013، إن تفجيرات سيارات ملغومة تسببت في مقتل 39 شخصا على الأقل وإصابة زهاء 120 في أنحاء العراق الأحد حيث استهدف مهاجمون شوارع تجارية مزدحمة في العاصمة. ومن المتوقع ان ترتفع حصيلة القتلى جراء العدد الهائل من المصابين الذي فاق التسعين.
وأضافت أن أعنف هجوم وقع في حي البياع الذي تقطنه أغلبية شيعية ببغداد عندما انفجرت قنبلة في سيارة متوقفة قرب ورش لاصلاح السيارات ما أدى إلى مقتل سبعة وإصابة 14.
وسجل العنف في العراق أعلى مستوياته منذ خمس سنوات على الأقل. وتتعرض بغداد لتفجيرات بشكل يومي تقريبا. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثمانية آلاف قتلوا منذ بداية العام. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن تفجيرات اليوم لكن تنظيم القاعدة شدد قبضته على مناطق في أنحاء العراق منذ تصاعد حدة الأزمة في سوريا المجاورة وانسحاب القوات الأمريكية من العراق في نهاية عام 2011.
وقال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي اليوم الأحد أن العراق يمر بمرحلة تحد شامل في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد ومواجهة الخارجين عن القانون والمليشيات والعصابات حتى القضاء على آخر تمرد على النظام العام. وقال المالكي، في خطاب في حفل تخرج دورة إعداد الضباط الذي أقامه جهاز الأمن الوطني، "لقد انتهى زمن الخارجين عن القانون فلا ميليشيات ولا عصابات والكل تحت طائلة المسؤولية والملاحقة مستمرة حتى ينتهي آخر متمرد على النظام العام".
تصاعد موجة العنف
وقال ضابط في الشرطة إن "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عشرة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الكرادة في وسط بغداد". كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في شارع 52 في الكرادة وفقا لنفس المصدر الذي أضاف أن "خمسة أشخاص آخرين قتلوا وأصيب 15 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في حي صناعي في منطقة البياع في غرب بغداد".
وفي منطقة الغدير، في شرق بغداد، قتل أربعة أشخاص وأصيب 19 بجروح في انفجارعبوة ناسفة أعقبها تفجير سيارة مفخخة. وقتل كذلك خمسة أشخاص وأصيب تسعة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة عند سوق شعبي في حي العامل في غرب بغداد، وقتل أيضا شخصان واصبب خمسة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي في منطقة الرضوانية إلى الغرب من بغداد. وقتل شخصان وأصيب تسعة على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند سوق شعبي في مدينة الصدر، شرق بغداد.
وفي منطقة الحسينية، الواقعة شمال شرق العاصمة، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة. وفي هجوم أخر، قتل ضابط برتبة نقيب في الشرطة بانفجار عبوة لاصقة على سيارته الخاصة في ناحية المدائن (25 كلم جنوب بغداد)، وفقا لمصدر في الشرطة. وأكد مصدر طبي رسمي حصيلة ضحايا هذه الهجمات التي وقعت في أوقات متزامنة.
وجاءت هذه الهجمات المنسقة بعد ساعات على مقتل تسعة أشخاص وإصابة خمسة على الأقل بجروح إثر هجوم مسلح استهدف مساء السبت محلات لبيع المشروبات الكحولية في بغداد. ويشهد العراق منذ نيسان / ابريل الماضي تصاعدا في أعمال العنف اليومية التي قتل فيها أكثر من 6250 شخصا منذ بداية العام 2013.
الفلوجه تشيع جثمان الصحافي ياسر فيصل
وفي سياق آخر، شيع سكان مدينة الفلوجة في غرب بغداد الاحد جثمان المصورالصحافي ياسرفيصل الجميلي الذي أعدمه جهاديون من "الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش" في سوريا، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة مدينته. وشارك في التشييع المئات من أهالي المدينة يتقدمهم صحافيون ومثقفون، قبل ان يوارى الجثمان الثرى في مقبرة "الشهداء" في الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) حيث مسقط رأسه.
وثبتت كاميرا فيديو وصورة ياسر (35 عاما) على نعشه الذي طاف به المشيعون من مدخل المدينة حتى مقبرة "الشهداء" مرورا بمنزل عائلته حيث التف حوله أطفال الصحافي القتيل وأفراد عائلته وهم يصرخون وينتحبون.
وقال ياسين الجميلي وهو ابن عم ياسر لوكالة فرانس برس إن "ياسر خرج من العراق حتى يكشف أسرارا خفيت عن العالم، وهو بطبيعته يخاطر بحياته من اجل اظهار الحقائق". وأضاف "طالبناه عدة مرات، ألا يذهب إلى هذا المكان لخطورته لكنه رفض وقال إن الصحافة هي مهنة المتاعب والمخاطر وأنا اعشق المخاطرة".
ح.ز، ط.أ/ م. س، أ.ح ( أ.ف.ب، د ب أ)