ارتفاع ضحايا الاحتيال تحت غطاء الرومانسية في زمن كورونا
١٥ يونيو ٢٠٢١ذكرت وكالة الانباء البريطانية (بي إيه ميديا)، أن تحليلا لمجموعة المستهلكين بشأن بيانات دعاوى الاحتيال، وجد أن التقارير المتعلقة بوقائع الاحتيال بدافع الرومانسية، ارتفعت بنسبة 40 في المائة خلال العام المنتهي في نيسان/أبريل من عام 2021، وذلك بالمقارنة مع العام السابق، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 7500 عملية احتيال.
وقد بلغ حجم الخسائر التي تم الابلاغ عنها 9.37 مليون جنيه (نحو 105 مليون دولار) خلال هذه الفترة - إلا أنه من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير بسبب شعور الكثير من الضحايا بالإحراج أو الانزعاج الشديد من إبلاغ السلطات.
وتتضمن العلامات التحذيرية من عمليات الاحتيال التي تحدث من خلال المواعدة عبر الإنترنت، أشخاصا يختلقون أعذارا بسبب عدم تمكنهم من لقاء الطرف الاخر شخصيا، ويصرحون بعبارات حب مبالغ فيها رغم معرفتهم المحدودة بالشخص الذي يتواصلون معه، ويخترعون قصصا درامية بشأن سبب حاجتهم الماسة إلى المال.
وغالباً ما يزعم المحتالون أنهم بحاجة إلى المال من أجل السفر إلى بريطانيا حتى يتمكنوا من "بناء حياة" مع الضحية.
وفي إحدى الحالات التي سلطت مؤسسة "ويتش؟" الضوء عليها، واقعة تعود إلى عام 2019، حيث كان هناك رجل يتبادل الرسائل على أحد مواقع المواعدة مع امرأة يفترض أنها مقيمة في روسيا بدافع الحب، حيث طلبت منه مبلغ 650 جنيهاً إسترلينياً للحصول على جواز سفر. وسرعان ما تبع ذلك المزيد من طلبات الحصول على المال.
ونقلت وكالة الانباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن الرجل القول: "صرت حذراً واتصلت بالمصرف الخاص بي للإبلاغ عن تعرضي لعملية احتيال، إلا أنه لم يكن هناك إمكانية لاسترداد الأموال. ولم أقم بالمواعدة على الإطلاق منذ وقوع عملية الاحتيال".
من ناحية أخرى، قال موقع المواعدة الالكتروني "اولدر ديتينغ اونلاين" لمجموعة ويتش: "نتعامل مع سلامة أعضائنا بجدية. فعندما يحاول أحد الأعضاء التسجيل من أجل الحصول على الخدمة، فإنه يخضع لعمليات تقييم مختلفة يقوم بها طرف ثالث، وخدمة للكشف عن الاحتيال والخداع، قبل أن يتمكن من التسجيل بنجاح".
وأوضح الموقع أنه "عندما يقوم أحد الأعضاء بإرسال محتوى عاما يتضمن صورا إلى ملفه الشخصي، يتم التحقق من ذلك من خلال فريق الإشراف الخاص بنا. كما يقوم فريق خدمة العملاء لدينا بإجراء عدد من عمليات التحقق اليدوية للملف الشخصي لحذف الأشخاص المخادعين."
وفي واقعة أخرى، قالت مؤسسة "ويتش؟" إن رجلا آخر( 65) عاماً تعرض للنصب فيما يقرب من 4 آلاف جنيه إسترليني بعد أن التقى بشخص ما على موقع "تويتر".
وانتحل الشخص المحتال شخصية امرأة شابة، إلا أن الضحية اكتشف في وقت لاحق أنه كان يقوم بمراسلة رجل في نيجيريا، بحسب ما ذكرته مجموعة المستهلكين. وقال الرجل: "تحطم قلبي وشعرت باستياء شديد" بعد أن اكتشفت الحقيقة.
و قام موقع "تويتر" منذ ذلك الحين بتعليق الملف الشخصي الخاص بالشخص المحتال بصورة دائمة.
المحتالون عبر الإنترنت
وفي بيان تم تقديمه إلى "ويتش؟"، قال موقع "تويتر"، إن "استخدام أساليب الاحتيال عبر تويتر بغرض الحصول على أموال أو معلومات مالية خاصة، يعد مخالفاً لقواعدنا".
وأضاف "تويتر": "نتكيف باستمرار مع الأساليب المتطورة الخاصة بالافراد السيئين، وسوف نواصل تكرار سياساتنا وتحسينها مع تطور الصناعة."
وقد يستخدم المحتالون عبر الإنترنت مقاطع فيديو زائفة، بالإضافة إلى الصور الزائفة أيضاً.
و أبلغت واحدة من العضوات في "ويتش؟" من خلال البريد الوارد الخاص بمجموعة المستهلكين، أنها أجرت مكالمة فيديو غريبة مع شخص ما اكتشفت في وقت لاحق أنه كان يستخدم مقاطع فيديو مسروقة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
وتوضح مؤسسة "ويتش؟" أنه لمعرفة ما إذا كانت الصور زائفة، يمكن للمستخدمين استخدام محرك "تين إن" للبحث عن الصور، أو البحث في الصور الخاصة بموقع "جوجل" الالكتروني، من أجل القيام ببحث عكسي عن الصور.
ومن جانبه، يقول آدم فرينش، خبير حقوق المستهلك: "تكون عمليات الاحتيال بدافع الرومانسية مدمرة بشكل خاص بالنسبة للضحايا، الذين قد يكونون معرضين للخطر عندما يستهدفهم الأشخاص المحتالون، وإنه من المقلق للغاية أن نرى مثل هذه الزيادة الهائلة في أعداد عمليات الاحتيال بينما يسعى المجرمون إلى استغلال فترة تفشي الوباء".
ر.ض/ع.ج.م (د ب أ)