اختطاف سوريين بلبنان ودول خليجية تطالب مواطنيها بالمغادرة فورا
١٦ أغسطس ٢٠١٢حذر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان من مغبة العبث بالسلم الأهلي لأن نشر الفوضى يعرض حياة اللبنانيين للخطر ويهدد كيان الدولة. وقال مصدر لبناني رسمي إن سليمان حذر خلال اجتماعه بالقادة الأمنيين في قصر بعبدا مساء الأربعاء لبحث التطورات في البلاد من "مغبة اللعب بالسلم الأهلي وتهديد أمن اللبنانيين والمقيمين على أرض لبنان الى أي دولة انتموا تحت أي عنوان أو قضية لأن نشر الفوضى لا يسترجع مخطوفاً أو يستعيد حقاً بل يضيع الحقوق ويعرض حياة أبنائنا للخطر ويهدد كيان الدولة الضامنة لحياة الجميع وحقوقهم".
وكانت عائلة المقداد اللبنانية الشيعية أعلنت أمس أنها خطفت أكثر من 20 شخصا، من بينهم مواطن تركي وآخر سعودي وعدد من السوريين، وذلك للضغط من أجل الإفراج عن أحد أفرادها الذي خُطف من قبل مسلحين معارضين سوريين في دمشق. وقال أعضاء من أسرة المقداد، وهي واحدة من أكبر العائلات الشيعية في لبنان، إن الخطف جاء ردا على خطف مقاتلين من الجيش السوري الحر قريبهم حسن المقداد في دمشق قبل يومين. وأضافوا إن من بين الرهائن الذين تحت أيديهم رجل أعمال تركي ومواطن سعودي وبضعة سوريين وصفوهم بأنهم من مقاتلي المعارضة المسلحة.
وفي تصريحات للوكالة الوطنية للإعلام قال حاتم المقداد شقيق حسن إن "كرة الثلج ستكبر" ووجه تحذيرا إلى قطر والسعودية وتركيا ومواطني تلك الدول، التي تدعم بقوة الانتفاضة ضد الأسد.
إلا أن المعارضين المسلحين في دمشق اتهموا المخطوف لديهم حسن المقداد بأنه مبعوث من حزب الله لمساعدة الأسد. فيما قال ماهر المقداد إن قريبه حسن سافر إلى سوريا قبل أكثر من عام ونصف قبل اندلاع الانتفاضة التي لا شأن له بها مطلقا. وأضاف إنهم لا يهتمون بما يحدث في سوريا ويحترمون الرغبة في الديمقراطية وأن كل ما يريدونه هو عودة ابنهم إلى لبنان سالما.
وهدد ملثمون تحدثوا إلى صحفيين في حي الضاحية الجنوبية في بيروت، الذي يسيطر عليه حزب الله، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم "الجناح العسكري" لعائلة المقداد، بالقيام بالمزيد من الأعمال إذا لم يعد قريبهم.
دول عدة تطلب من رعاياها المغادرة
وعلى إثر هذا التطور سارعت دول عدة للطلب من رعاياها مغادرة لبنان. حيث بادرت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت للطلب من مواطنيها مغادرة لبنان بأسرع ما يمكن، بينما قررت السعودية إرسال طائرات خاصة لإجلاء المواطنين السعوديين.
ومن ناحية أخرى حولت شركة الخطوط الفرنسية للطيران مسار إحدى رحلاتها إلى لبنان، بعدما لم تتمكن من الهبوط في بيروت "لأسباب أمنية". حيث أغلق أفراد من عائلات رهائن لبنانيين محتجزين في سوريا الطريق من المطار إلى وسط بيروت. ويعيد مشهد مسلحين ملثمين في الشوارع يقومون بأعمال خطف جماعي إلى الأذهان الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في الفترة من 1975 إلى 1990، عندما انقسم لبنان بين ميلشيات سنية وشيعية ومسيحية ودرزية. وأصبح الخطف شيئا مألوفا أثناء الصراع ولم يعثر قط على بعض من أولئك الذين خطفوا.
ووصف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي حوادث الخطف بأنها غير مقبولة. وقال في بيان إن أعمال الخطف "لا تشكل الحل المناسب لمعالجة خطف لبناني بل تعيدنا إلى حقبات الحرب"، وهي صفحة يريد اللبنانيون طيها. وقال رجل يرتدي قناعا اسود ويحمل بندقية آلية إن العائلة لم تفعل بعد واحدا بالمائة مما ستفعله. وأضاف قائلا "أي أحد من الجيش السوري الحر في لبنان يحاول انتهاك حقوقنا في مسألة حسن المقداد سنحاسبه."
(ف ي/ أ ف ب، رويترز، د ب ا)
مراجعة: يوسف بوفيجلين