اختتام مؤتمر ميونيخ بإعلان إيران استئناف المحادثات مع الغرب
٣ فبراير ٢٠١٣
أنهى مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن فعاليات دورته التاسعة والأربعين اليوم الأحد (الثالث من شباط/ فبراير 2013) والتي استغرقت ثلاثة أيام. وقد أجرى قادة دول وخبراء في الشؤون الأمنية وقيادات عسكرية وممثلون عن شركات تصنيع السلاح وعلماء مشاورات في هذا المؤتمر وعلى هامشه حول بؤر النزاع في العالم. واحتلت تطورات الأوضاع في سوريا ومالي وإيران صدارة أولويات المؤتمر لهذا العام.
وفي هذا الإطار رحب الاتحاد الأوروبي اليوم بإعلان وزير الخارجية الإيراني عقد اجتماع بين القوى الكبرى وطهران في نهاية شباط/ فبراير في كازاخستان لمواصلة المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وأعرب عن "الأمل" في أن يؤكد فريق المفاوضين الإيرانيين هذا اللقاء أيضا. وأعلن مايكل مان المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون "لقد اقترحنا مواعيد منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر" لعقد اجتماع جديد لمجموعة 5+1 وإيران. وأضاف أن "اقتراحنا الأخير تضمن تنظيم اجتماع في كازاخستان في الأسبوع الذي يبدأ في 25 شباط/ فبراير. إننا مسرورون بالتالي لسماع وزير الخارجية الإيراني يؤكد اليوم" هذا الاجتماع.
وبعد أسابيع من الانتظار تم الإعلان عن مكان وزمان الاجتماع المقبل للقوى الكبرى وإيران اليوم الأحد على لسان وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أمام المؤتمر حول الأمن في ميونيخ الألمانية. إلا أن صالحي لم يوضح ما إذا كانت طهران قبلت رسميا الدعوة. وقال صالحي في معرض الحديث عن مفاوضات بلاده حول الملف النووي أثناء المؤتمر "لدي نبأ سار. سمعت أمس أن مجموعة 5+1 ستجتمع في كازاخستان في 25 شباط/ فبراير".
وكانت مجموعة الدول الكبرى تراهن أساسا على اجتماع في كانون الأول/ ديسمبر ثم في كانون الثاني/ يناير. لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع إيران حول مكانه أو موعده. وتم الحديث عن القاهرة واسطنبول كمكانين محتملتين للقاء بعدما جرت آخر جولة مفاوضات في موسكو في حزيران/ يونيو 2012. وكانت إيران ومجموعة 5+1 عاودتا الاتصالات في منتصف كانون الأول/ ديسمبر لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي بعد بضعة أشهر من الانقطاع لكن بدون الاتفاق على مكان وموعد الاجتماع المقبل.
وأعلن صالحي من جانب آخر أن بلاده يمكن أن تقبل عرض المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة الذي طرحه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت في ميونيخ. وقال "نحن مستعدون لإجراء مفاوضات، لكن هذه المرة يجب أن يكون الطرف الآخر راغبا فعليا في التوصل إلى حل". كما دعا واشنطن إلى وقف استخدام "الخطاب التهديدي" حول هذا الملف. وكان بايدن وصف عرضه "بالجدي" معتبرا أن "هناك وقتا وهامشا للدبلوماسية المدعومة بضغط اقتصادي" لمحاولة إيجاد حل تفاوضي. ولم يوضح ما إذا كانت واشنطن مستعدة لقطع وعود لإيران التي تطالب برفع العقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها.
لكن في الجوهر تبقى الخلافات عميقة بين القوى الكبرى التي تشتبه في أن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وطهران التي تؤكد أن من حقها تخصيب اليورانيوم لغايات سلمية وتنفي على الدوام وجود أي طابع عسكري لبرنامجها النووي. ومع عدم إحراز المحادثات مع القوى الست لأي تقدم يقول بعض الخبراء إن المحادثات بين طهران وواشنطن من الممكن أن تكون الحل الأفضل ربما بعد انتخاب رئيس جديد لإيران في يونيو حزيران.
وتوقفت المفاوضات بين إيران والقوى الست - روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا - منذ اجتماع عقد بين الجانبين في يونيو الماضي. وأثارت إيران المخاوف الدولية الأسبوع الماضي عندما أعلنت عن خطط لتركيب وتشغيل أجهزة متطورة لتخصيب اليورانيوم. وقال الاتحاد الأوروبي إن هذه الخطوة التي من الممكن أن تقصر الطريق إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يصلح للاستخدام العسكري من الممكن أن تزيد من الشكوك بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم الأحد إن مهمة إسرائيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية "تصبح أكثر تعقيدا حيث يجهز الإيرانيون أنفسهم بأجهزة طرد مركزي حديثة تقصر وقت تخصيب اليورانيوم. وقال نتنياهو الذي يحاول تشكيل حكومة جديدة بعد فوزه في الانتخابات الشهر الماضي "يجب ألا نقبل هذه العملية". كما شدد وزير دفاعه المنصرف إيهود باراك ومن ميونيخ نفسها على أن حكومته عازمة مع حلفائها على منع إيران من امتلاك السلاح النووي حسب قوله.
م. أ. م./ أ.ح (أ ف ب، رويترز)