اختتام أعمال منتدى دافوس الدولي في سويسرا
٣٠ يناير ٢٠٠٦اختُتمت أمس الأحد أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي الذي ينظم سنويا في المنتجع السويسري دافوس. وقد استمرت فعاليات المنتدى خمسة أيام شهدت مشاركة عدد مهم من الخبراء الاقتصاديين وساسة من لدول كثيرة. ورغم قيام المشاركين بتناول مواضيع اقتصادية وسياسية من ضمنها النمو الاقتصادي في الدول الآسيوية، إلا أنهم تطرقوا لملفات سياسية مثل البرنامج النووي الإيراني وفوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة. كما تناول المشاركون في الدورة الساسة والثلاثين للمنتدى الدولي قضايا اقتصادية انطلاقا من شعار "مزيدا من الاقتصاد، وقليلا من السياسة". وأعرب المسؤول عن الدائرة السياحية بالمنتجع السياحي دافوس، أرمين إغر عن ارتياحه للظروف والأجواء التي مرت بها أشغال المنتدى بصفة عامة. ويذكر ان المنتجع السويسري شهد توافد عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية على الصعيد الدولي، محولا بالتالي أنظار العالم إلى تلك المنطقة السويسرية.
الحرية والنمو
وعرفت لائحة المشاركين في المنتدى، مقارنة مع العام الماضي، انخفاض عدد الشخصيات السياسية الهامة المشاركة, وذلك لحساب الجانب الاقتصادي. ورغم ذالك، فإن لائحة المشاركين لم تخلُ من أسماء سياسية لامعة من أبرزها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وسبق لميركل أن ألقت الكلمة الافتتاحية في منتدى دافوس يوم الأربعاء الماضي، معربة من خلالها عن ضرورة ضمان مجال أوسع من الحرية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي. وفي السياق ذاته، أشارت المستشارة إلى أن توفير فرص عمل جديدة هو من المشاكل الجوهرية حاليا في ألمانيا وأن توفير فرص العمل هذه يحتاج إلى النمو والنمو بدوره بحاجة إلى الحرية.
التأثير الصيني في النمو الدولي
من أبرز المواضيع التي تطرقت إليها أعمال المنتدى هو النمو المتنامي الذي يشهده الاقتصاد الصيني. وبحسب الخبراء، فإن نمو الاقتصاد الصيني عزز من مكانة الدولة الآسيوية في الاقتصاد العالي. وهذا ما دفع بالخبراء الحاضرين في دافوس إلى الإجماع على أن الصين أصبحت القاطرة الجديدة التي تدفع النمو الاقتصادي العالمي إلى الأمام. وقالت عميدة كلية الاقتصاد في لندن، لورا تيؤسون في هذا الصدد إن الطلب والاستهلاك في الصين" سينمو وهذا ما قد يساعد الاقتصاد الدولي، خاصة إذا ما تباطأ الاستهلاك في الولايات المتحدة." وترى الخبيرة الاقتصادية أن ازدياد الطلب الصيني من شأنه أن يؤمن توازن الاقتصاد الدولي. ولا يُبدي كل المراقبين تفاؤلهم وارتياحهم فيما يخص ارتباط النمو الدولي بالنمو الصيني. ويبدي هؤلاء تحفظاتهم تجاه مكانة الصين في الاقتصاد الدولي نظرا لوضع الحريات الفردية المتدهور في البلد الآسيوي. ويرى البعض أن قضية الحريات في الصين بالإضافة إلى خضوع الاقتصاد إلى مزيد من القيود لم تأخذ حيزا مهما في أنشطة وأعمال المنتدى.
أجواء هادئة
من جانب آخر، بقيت المظاهرات المناهضة للمنتدى بعيدة عن مرأى ومسمع المشاركين. ويشار في هذا السياق أن أكثر من 5000 جندي سويسري قاموا بتأمين وحماية المشاركين تحسبا لقيام أعمال عنف قد تنظمها الجماعات المناهضة للمنتدى. وهكذا باشر المشاركون أعمالهم في منتجع دافوس بعيدا عن ضوضاء المتظاهرين. ومن جهة أخرى، ناشد رئيس شركة نيستلي، بيتر برابيك المشاركين بتطبيق ما نوقش بصفة عامة خلال المنتدى على أرض الواقع. ويرى برابيك أنه من الأنجع لو قام كل واحد من المشاركين بانتقاء ولو جانب واحد من جملة النقاط التي تم مناقشتها خلال المنتدى وتطبيقها. إن المبادرة الفردية والشخصية للمشاركين تعد إذا نقطة الانطلاق الحقيقية لتحقيق أهداف المنتدى و ترجمة الوعود والمقترحات إلى لغة الواقع.
المنتدى والطاقة
وبقي هاجس ارتفاع أسعار للطاقة من بين أهم المواضيع التي مازالت تثير مخاوف الأوساط الاقتصادية. وأعرب الخبراء الحاضرون في دافوس عن مخاوفهم في أن يؤثر ارتفاع أسعار النفط وصعوبات التزود بالغاز في أوروبا سلبيا على الانتعاش الاقتصادي. في غضون ذلك، لم يتوصل المشاركون إلى مقترحات معقولة حول سبل تجاوز مشكلة الطاقة المتفاقمة. بالمقابل تزايدت الأصوات المطالبة باللجوء إلى الاحتياطات الطبيعية من الطاقة في القطب الشمالي. ورأى رئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية النرويجية "شتات أويل"، هيلغي لوند، أن هذا لن يشكل بديلا لمخزونات النفط في اللشرق الأوسط كمنطقة تغذي العالم بالنفط، إلا أن القطب الشمالي بإمكانه أن يكون متمما للإحتياطات الأخرى. ويذكر أن القطب، على حد رأي الخبراء، قد يؤمن ربع الثروات التي لم تكتشف من النفط والغاز، أي ما يساوي 375 مليار برميل من النفط.
طارق أنكاي