احتفالات عيد النوروز بألمانيا – فرح وترحيب باللاجئين
٢١ مارس ٢٠١٦كما جرت العادة، أقامت الجالية الكردية في ألمانيا، احتفالات بمناسبة عيد النوروز (النيروز بالعربية)، والذي يصادف 21 آذار/ مارس من كل سنة. ويعتبر عيد النوروز من أقدم الأعياد التي يُحتفل بها ليومنا هذا، ويتشارك بالاحتفال بهذا اليوم الفرس، والأذريين، والعديد من الأعراق الأخرى. وهو يصادف التحول الطبيعي في المناخ، والدخول في شهر الربيع، الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الأسيوية.
ويحمل النوروز لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية "التحرر من الظلم"، كما أنه يعتبر رأس السنة الكردية الجديدة لهم. كما أن رموزه الاحتفالية مثل إشعال النيران وغيرها، تعتبر رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.
وتخبرنا الأسطورة الكردية بأنه كان هناك ملك آشوري قد لُعن هو ومملكته لظلمه الشديد، حتى أن الشمس رفضت الشروق، وكان من المستحيل نمو أي غذاء. وقام كاوا الحداد بقتل الملك بيده. ولإيصال البشرى للأهالي قام كاوا بإيقاد نار عظيمة في مشعل كبير جدا فأضاءت السماء وشرقت الشمس من جديد وأزهرت الأرض، وكان يوم النوروز والذي يعني حرفيا “اليوم الجديد” أو “الضوء الجديد”. ويقوم الأكراد بالاحتفال بعيد النوروز بين 18-21 آذار من كل عام بالخروج إلى الطبيعة والتجمّع وإحياء الفلكلور والرقصات الكردية وإشعال الشموع على الشرفات وأسطح المنازل، تيمّنا بنار “كاوا”.
احتفالات كردية في بون
وفي بون أقامت جمعية ياسا لدعم الثقافة حفلا كبيرا بهذه المناسبة، حضره المئات من الأكراد واللاجئين السوريين، وكذلك بعض الألمان الذين أرادوا ألاحتفال بيوم النوروز. وأكد رئيس جمعية ياسا سعد الشيخ علي في حوار مع DW عربية "أن هدف الاحتفال هو لنشر الفرح والحبور لأبناء الجالية الكردية، وأيضا لإتاحة الفرصة للاجئين السوريين الجدد للاحتفال مع إخوانهم الأكراد في سلام".
من جهته أكد عضو اللجنة الثقافية روبار إيبش في حوار مع DW عربية أن "خصوصية هذه الاحتفالات بأنها تقام في ألمانيا، وليس في سوريا أو العراق مثلا، وهو ما يعطي الاحتفال نكهة خاصة، كما أنه يعتبر إثراء للحياة الثقافية فيها، وإتاحة المجال لمختلف الشرائح من السكان من الاحتفال سوية، والتعرف على ثقافة الأخر". وقال إيبش "ندعوا لحفلاتنا الألمان بشكل مستمر، حيث عبر لنا العديد منهم عن سعادته بالتعرف على ثقافات جديدة، وفرصة الاحتفال سوية".
من ناحيته، قال اللاجئ السوري أحمد حسن لـDWعربية، أنا لست كرديا، إلا أنني أتيت للاحتفال سوية مع زملائي الأكراد، الطعام هنا لذيذ". ويتواجد حسن في ألمانيا منذ ستة أشهر فقط، ولا يوجد لديه كثير من الأصدقاء كثر، لذلك يقول حسن أن "هذه الحفلات تساعدني على التعرف على أصدقاء جدد، وتشعرني بأنني لست غريبا".
استغلال النوروز لاستقطاب الشباب؟
وكانت تساؤلات قد أثيرت في ألمانيا، عن إمكانية استغلال أحزاب كردية هذه المناسبة، لاستقطاب الشباب إلى صفوفها، خاصة أن بعض هذه الأحزاب والتي تشرف على تنظيم احتفالات النوروز محظورة في ألمانيا، مثل حزب العمال الكردستاني، حيث قام بعض الشباب برفع راياته ضمن الاحتفال بالنوروز. وعن هذا قال رئيس جمعية ياسا سعد الشيخ علي: "نحن في جمعية ياسا، حاولنا الابتعاد عن السياسة، حيث أننا هنا نهتم بالجانب الثقافي من الاحتفال".
وفي سياق متصل أكد أحد الشباب المحتفلين ويدعى عبد الله أن "الأحزاب الكردية من جهتها تقيم احتفالات عامة بيوم النوروز، لذلك من الطبيعي أن ترى أن لها الحق بنشر شعاراتها، وذلك من باب الدعاية، وقال لا أعتقد أن يوم النوروز باحتفالاته الصاخبة هي الطريقة المثلى لجذب الشباب".
للمرأة الكردية دور مهم في الاحتفال
واحتشد المئات داخل القاعة التي شهدت الاحتفال في مدينة بون، مرددين الأغاني الكردية التقليدية، كما شكل المحتفلون حلقات لرقص الدبكة، ورتبت على الطاولات المأكولات الكردية التقليدية، وبدا واضحا أن الغالبية العظمى من المحتفلين لبسوا الملابس الكردية التقليدية.
وعن هذا تقول ليليان ملا عبدا لله وهي عضو في جمعية ياسا "الملابس الكردية التقليدية للرجال والنساء ليست موحدة، فهي متنوعة باختلاف المناطق التي ينتمي لها هؤلاء". وتابعت المتحدثة "نلاحظ أيضا أن للمرأة الكردية دور بارز في الاحتفال، فهي تستعد لهذا اليوم طويلا، ويكون ملقى على عاتقها العديد من الأعباء مثل طهي الطعام التقليدي، ارتداء الأثواب المطرزة، وهي أيضا تشارك بالعديد من الرقصات الخاصة". كما تقول ملا عبد الله أن الأخبار القادمة من الشرق حزينة، فهي تأتي محملة بنذر الحروب، والدمار، وهو ما "يدعوها وغيرها من المحتفلين أن يتمنوا في بداية هذا العام الجديد عاما مليئا بالسلام للكرد وللعرب وللعالم بأسره".