احتفالات العام الجديد هادئة نسبيا ونغصتها حروب غزة وأوكرانيا
١ يناير ٢٠٢٤استقبل العالم العام الجديد 2024 بمزيج من الاحتفالات ومشاعر الحزن. ففي أستراليا استقبلت سيدني عام 2024 بإقامة عرض مبهر للألعاب النارية وهو ما يوافق الاحتفال بالذكرى الخمسين لدار أوبرا سيدني الشهيرة، إذ تجمّع أكثر من مليون استرالي على امتداد شاطئ الميناء.
وأضاءت المفرقعات النارية سماء أوكلاند وهونغ كونغ وبانكوك ومانيلا.
وغطس سباحون عراة يعتمرون قبعات سانتا كلوز في مياه البحر الأبيض المتوسط في جنوب فرنسا، في حين أقام عدد من المحتفلين حفلات شواء ورقصوا في شوارع مدينة سالونيكي اليونانية.
وفي بريطانيا استقبلت لندن العام الجديد بقرع جرس ساعة بيغ بن الشهيرة في برج وستمنستر وألعاب نارية وعرض لأبرز الأخبار التي تضمنت تتويج الملك تشارلز.
وتجمع في نيويورك عشرات الآلاف من المحتفلين بالعام الجديد في ساحة تايمز سكوير في مانهاتن لمتابعة سقوط الكرة المضيئة عند منتصف الليل بعد عروض موسيقية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة أجريت معه قبل سقوط الكرة إنه يأمل أن يدرك المحتفلون "أننا في وضع أفضل من أي دولة أخرى لقيادة العالم".
وأضاءت الألعاب النارية المبهرة شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو بالبرازيل حيث تجمع ما يقرب من مليوني شخص للاحتفال باستقبال العام الجديد.
وفي الإمارات، أضاءت الأسهم النارية سماء برج خليفة في دبي ضمن احتفالات في مدن عدة استمرت 60 دقيقة في منطقة الوثبة في إمارة أبوظبي، وفق وكالة أنباء الإمارات "وام".
وفي خطابها السنوي بمناسبة العام الجديد أعلنت ملكة الدنمرك مارغريت الثانية أنها ستتنازل عن العرش في 14 يناير كانون الثاني بعد 52 عاما من تربعها فوقه وسيخلفها ابنها الأكبر ولي العهد الأمير فريدريك.
احتفالات بسلام وحيوية في ألمانيا
وفي ألمانيا، احتفل الملايين بسلام وبحيوية في أنحاء مختلفة من البلاد. وكانت الشرطة تخشى حدوث أعمال شغب في العديد من الأماكن. وكانت ليلة هادئة نسبيا حتى الآن، وبعد التحذيرات الإرهابية في كاتدرائية كولونيا، ظلت المنطقة المحيطة بالكاتدرائية هادئة عشية رأس السنة الجديدة، وفقا للشرطة. وذكر إنه لم تكن هناك في البداية عمليات كبيرة حول الكاتدرائية مساء الأحد.
وألقت الشرطة الألمانية القبض على ثلاثة أشخاص آخرين من المشتبه بهم في مؤامرة يعتقد أنها كانت تستهدف الكاتدرائية الشهيرة. وقالت شرطة كولونيا إن المشتبه بهم كانوا يعتزمون استخدام سيارة لمهاجمة الكاتدرائية التي يعود تاريخها إلى 800 عام. واحتفل الكاردينال راينر ماريا وولكي بقداس ليلة رأس السنة وسط حضور كبير تحت حماية الشرطة المشددة.
وفي برلين، أطلقت مفرقعات نارية على خدمات الطوارئ وتم اعتقال حوالي 300 شخص مؤقتاً.
وفي خطابه التقليدي بنهاية العام قال المستشار أولاف شولتس إن العام المنصرم شهد "الكثير من المعاناة وإراقة الدماء" لكنه وعد "أننا في ألمانيا سنتجاوز هذا".
رسالة بابا الفاتيكان
وفي روما، ذكر بابا الفاتيكان فرنسيس في صلواته ضحايا الصراعات في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى الأوكرانيين والفلسطينيين والإسرائيليين والسودانيين و"شهداء الروهينغا" في بورما.
ومن المتوقع أن يحتفل الحبر الأعظم بقداس رأس السنة الجديدة في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان في وقت لاحق اليوم الاثنين مع انطلاق العام الميلادي الجديد.
ويعتزم رأس الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال بالقداس وإلقاء عظته ابتداء من الساعة العاشرة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت غرينتش).
وفي ظل الحروب والصراعات التي يشهدها العالم، من المتوقع أن يتناول البابا،87 عاما، الحرب الروسية في أوكرانيا والحرب في غزة ويدعو إلى السلام.
وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية بما تسميه عيد مريم، والذي يحتفل بكون مريم أم المسيح عيسى، واليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني/يناير. ومن المتوقع أن يخاطب فرنسيس المؤمنين في ساحة القديس بطرس من نافذة القصر الرسولي. ومن المتوقع أن يحضر القداس آلاف الأشخاص.
مشاعر أحزان في مناطق بها حروب
في الشرق الأوسط،اتسمت أجواء استقبال العام الجديد بالحزن في غزة والقلق في إسرائيل، ففي غزة لا يبدو أن سكانها يعولون كثيرا على عام 2024 في أن يكون أكثر راحة بعد مرور 12 أسبوعا من الحرب التي شنّتها إسرائيل ردا على هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصًا معظمهم مدنيّون.
وفي رفح على حدود غزة مع مصر، والتي أصبحت أكبر نقطة ينزح إليها الفلسطينيون الفارون من أجزاء أخرى من القطاع، كان الناس أكثر انشغالا بمحاولة العثور على مأوى وطعام وماء من التفكير في العام الجديد. وقال أبو عبد الله الآغا، وهو فلسطيني في منتصف العمر دمرت غارة جوية إسرائيلية منزله في خان يونس وفقد اثنين من أقاربه بسببها "أنا بتمنى أرجع لركام منزلي في عام 2024، أحط الخيمة أقعد في المكان".
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 تشرين الأوّل/أكتوبر مع عمليّات برّية، عن مقتل 21822 شخصًا على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، وهي أعلى حصيلة لأيّ عمليّة إسرائيليّة حتّى الآن.
وفي إسرائيل يترقب الإسرائيليون بقلق ما بعد الحرب وخصوصا ما يتعلق بأمن إسرائيل ومصير 129 شخصًا ما يزالون رهائن في غزة من بين حوالى 250 شخصًا اختُطِفوا في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر من داخل إسرائيل.
وبين روسيا وأوكرانيا حيث تقترب الذكرى الثانية للحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، احتدّت وتيرة الهجمات ومعها حصيلة جديدة مرتفعة للقتلى والمصابين، وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجنود الروس ووصفهم بالأبطال في خطابه الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد والذي ركز فيه على الوحدة والعزم المشترك، دون أن يتطرق في حديثه إلى الحرب في أوكرانيا.
بينما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه بمناسبة حلول العام الجديد إن أوكرانيا أصبحت أقوى فيما يتعلق بالتغلب على الصعوبات الخطيرة مع مرور عامين تقريبا على الحرب ضد روسيا وذكر كلمة "الحرب" 14 مرة في خطاب مدته 20 دقيقة.
م.س/ع.غ ( رويترز، د ب أ)