احتدام المنافسة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية قبيل انتخابات "الثلاثاء الكبير"
٥ فبراير ٢٠٠٨يدلي الناخبون مساء اليوم الثلاثاء 5 فبراير/شباط، في العديد من الولايات الأمريكية -التي تمتد من ألاسكا إلى فرجينيا -بأصواتهم في انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي للسباق الرئاسي المزمع في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الجاري. غير أن أجواء الترقب، للتعرف على هوية هذين المرشحين، قد تستمر حتى بعد نهاية هذه الجولة من الانتخابات التي تشمل عددا قياسيا من الولايات، يبلغ 24 ولاية. ومن بين الولايات الأكثر أهمية في انتخابات اليوم، التي يطلق عليها "الثلاثاء الكبير"، كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي ونيوجيرسي.
وقبيل انطلاق انتخابات "الثلاثاء الكبير"، يتقارب السباق بين أبرز المتنافسين في الحلبة الديمقراطية: السيدة الأولى سابقا هيلاري كلينتون (60 عاما) والأمريكي من أصل أفريقي باراك أوباما (46 عاما)، للحصول على ترشيح حزبهما، الحزب الديمقراطي، ذي توجهات يسار الوسط ، أملا في انتزاع الفرصة للوصول إلى البيت الأبيض. أما بالنسبة للحزب الجمهوري، ذي توجهات يمين الوسط ، فإن الأسير السابق في حرب فيتنام، جون ماكين (71 عاما)، يخوض معركته هذه المرة ضد ميت رومني، حاكم ماساشوستس السابق (60 عام)، وضد مايك هوكابي (52 عاما) حاكم أركانسو السابق.
"الثلاثاء الكبير" ـ مرحلة مبكرة حاسمة
وبعد أسابيع حافلة بانتخابات تمهيدية جرت من ولاية لولاية وأنفقت خلالها ملايين الدولارات، كما حفلت بملاسنات حامية بين المتنافسين الجمهوريين والديمقراطيين، يشكل " الثلاثاء الكبير" مرحلة حاسمة مبكرة في سباق رئاسي يُعد الأشد تنافسية منذ عقود. ومن المرجح، وفقا لطريقة حساب المندوبين الذين يحصل عليهم الفائز في المعسكر الديمقراطي في كل ولاية من الولايات التي تجرى بها انتخابات اليوم، أن يستمر السباق المحموم بين أوباما وكلينتون لنيل ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة. وفي تصريحات أدلى بها أمس الاثنين ، قال أوباما : "لا أحد يعلم..أعتقد أننا متساويان الآن عبر البلاد، ولذا ستكون منافسة حامية. ومن غير الواضح ما إذا كان الخامس من شباط/فبراير سيصبح يوما حاسما كما يتوقع الناس".
وتظهر استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني أن أوباما، الذي بات يحظى بقوة دفع قبيل انتخابات "الثلاثاء الكبير"، يتقدم نحو التساوي على المستوى الإحصائي مع كلينتون. وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب ونشرته الاثنين صحيفة "يو.اس.ايه توداي"، حصل أوباما على 44 بالمائة من نوايا التصويت مقابل 45 بالمائة لكلينتون على المستوى الوطني مع هامش خطأ بنحو 3 بالمائة. وأشار استطلاع آخر قامت به جامعة كينيبياك إلى أن أوباما يحقق نقاطا في نيويورك تقدر بنحو (39 بالمائة مقابل 53 بالمائة لكلينتون) وفي نيوجيرسي تقدر بنحو (48 بالمائة مقابل 43 بالمائة). وبقي الترقب شديدا في كاليفورنيا (غرب)، حيث أظهر استطلاع أجراه معهد فيلد أن هيلاري كلينتون نالت 36 بالمائة من الأصوات مقابل 34 بالمائة لأوباما.
قاعدة "الرابح يأخذ كل شيء" تميل لصالح ماكلين
وعلى الجانب الآخر، فإن ماكين ، وهو سيناتور عن أريزونا، قفز ليصبح في صدارة المتنافسين الجمهوريين. ويتبع الحزب الجمهوري قاعدة يمكن أن يطلق عليها اسم "الرابح يأخذ كل شيء"، تقضي بأن يحصل الفائز بأصوات الولاية على أصوات كامل المندوبين الممثلين لها في المؤتمر العام، وهي القاعدة، التي قد تمكن ماكين من الفوز بترشيح حزبه اليوم بشكل فعلي. وعلى الرغم من أن المنافسة التي يواجهها من رومني وهوكابي قد تؤدي إلى تفتيت الأصوات، إلا أن ماكين بدا واثقا من فوزه.
وبخلاف موقف الديمقراطيين والكثير من الجمهوريين، أبدى ماكين دعمه لإرسال تعزيزات للجيش الأمريكي في العراق ، لكن ذلك الموقف لن يشكل عقبة تذكر بالنسبة له في حملته الحالية، نظرا لأن الاقتصاد الأمريكي المترنح أصبح يتصدر القضايا محل اهتمام الناخبين. وبينما يتبنى ماكين موقفا محافظا حيال قضايا مثل الإجهاض، فإن هذا الرجل مارس ضغوطا على بوش للتخلي عن ممارسة التعذيب، ولاتخاذ خطوات أكثر صرامة فيما يتعلق بمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
أوباما وكلينتون ـ "التغيير" في مواجهة الخبرة السياسية
وخلال الحملة الانتخابية الحالية بدا أوباما، وهو من أب كيني وأم أمريكية بيضاء، أكثر وجه جديد يجذب الانتباه في السباق نحو البيت الأبيض. وعلى مدار أسابيع ، احتدم السباق بين أوباما وكلينتون ، حيث يرفع سناتور إلينوي الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أميركي أسود، شعار التغيير الذي يحظى بجاذبية كبيرة في أمة، باتت تشعر بالضجر من سياسات بوش ومن الحرب في العراق، بينما تعول سناتور نيويورك على خبرتها السياسية.
وعلى الرغم من أن مزاج الناخبين الأمريكيين يميل بوضوح في هذه المرحلة نحو التغيير، إلا أن الديمقراطيين مازالوا أبعد ما يكون عن الثقة في فوز حزبهم بانتخابات الرئاسة المقبلة، إذ أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه فيما يتعلق بالمعركة على أصوات الناخبين المستقلين، الذين لا ينتمون إلى أي من الحزبين والذين تتأرجح أصواتهم بين هذا وذاك، فإن ماكين يمكن أن يصبح منافسا قويا لمرشح الحزب الديمقراطي.