احتجاجات تعم البلاد ـ كورونا يقتل أكثر من نصف مليون برازيلي
٢٠ يونيو ٢٠٢١أضحت البرازيلأمس السبت (19 يونيو/ حزيران 2021) ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة تتخطّى عتبة خمسمئة ألف وفاة بكوفيد-19، وهي تُسجّل في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في عدد الوفيات اليوميّة، ما يؤكّد أنّ موجة ثالثة من الفيروس باتت وشيكة. واستناداً إلى أحدث تقارير وزارة الصحّة، سجّلت البلاد 500.800 وفاة، بينها 2.301 خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وهي أرقام يعتبر كثير من علماء الأوبئة أنّها أقلّ من العدد الفعلي. وخلال هذا الأسبوع، ارتفع المتوسّط الأسبوعي للوفيات اليوميّة إلى أكثر من 2.000، للمرّة الأولى منذ العاشر من يونيو/ أيار.
كما أحصت البلاد البالغ عدد سكّانها 212 مليون نسمة، 822.88 إصابة جديدة يوم السبت وحده، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 17.883.750. وقالت إيتيل ماسييل، عالمة الأوبئة في جامعة إسبيريتو سانتو إن "الموجة الثالثة في طور الوصول، لكنّ التطعيم الذي يُمكن أن يحدِث فارقاً، لا يزال بطيئاً جداً، ولا يبدو أن السلطات تريد اتخاذ إجراءات جديدة". فيما تبدو أن الحياة في المدن البرازيليّة الكبرى، قد عادت إلى طبيعتها تقريباً، إذ فتحت المطاعم والحانات والمتاجر أبوابها ويتجول أشخاص كثر في الشوارع بلا كمامات.
بطء التلقيح يفاقم الوضع في معظم ولايات البلاد
ورغم ذلك، يبقى الوضع الصحي حرجاً في 19 من أصل الولايات البرازيليّة الـ27، مع إشغال أكثر مِن 80% من أسرّة العناية المركزة، بينما تصل النسبة إلى 90% في ثماني ولايات. وقال ألكسندر دا سيلفا، المتخصص في الصحة العامة والأستاذ في جامعة ساو باولو "لدينا انطباع بأننا لم نخرج أبدًا من الموجة الأولى. يبدو أن الوباء في البرازيل يتصرف مثل عدّاء ماراثون.
ووصلت مؤخرًا شحنات عدة كبيرة من اللقاحات إلى البرازيل، ولا سيما من شركة فايزر، وبالتالي تمكنت بعض المدن من تسريع حملات التطعيم، ولا سيما ريو وساو باولو، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد. وكتب وزير الصحّة مارسيلو كويروغا عبر تويتر "وفاة 500 ألف شخص بسبب الجائحة التي تضرب البرازيل والعالم. وفي وقت سابق بعد ظهر السبت، أفاد تجمّع وسائل الإعلام الذي يضمّ أكبر المجموعات الإعلاميّة في البلاد وينشر حصيلة يومية استناداً إلى تقارير الحكومات الإقليميّة، بأنه تم إحصاء 500 ألف و22 وفاة. وعادةً ما تصدر وزارة الصحة تعدادها اليومي قرابة الساعة التاسعة مساء.
وشهدت البرازيل موجة ثانية شديدة من الجائحة في بداية العام أسفرت عن أكثر من أربعة آلاف وفاة يوميا. وتخشى البلاد أن تضربها موجة ثالثة مع ذروة جديدة حققها عدد الاصابات. وأورد آخِر تقرير أسبوعي لمؤسسة "فيوكروز" المرجعية على صعيد الابحاث الطبية أن البرازيل تشهد وضعا "حرجا" مع "سقف مرتفع (من الوفيات) واحتمال تدهور الوضع في الاسابيع المقبلة مع حلول الشتاء" في النصف الجنوبي من الكرة الارضية. ويبدي الخبراء قلقهم لبطء حملة التلقيح والتفشي السريع لنسخ متحورة وانعدام التدابير الوقائية من جانب الرئيس جايير بولسونارو الذي لا يزال يعارض عمليات الاغلاق ووضع الكمامة. لكن وزير الصحة قال في تغريدته السبت إنه يعمل "من دون هوادة لتلقيح جميع البرازيليين في أسرع وقت وتغيير هذا السيناريو الذي نعانيه منذ أكثر من عام". وافادت المعطيات الرسمية بأن 29 في المئة من السكان تلقوا جرعة واحدة من اللقاح فيما لم تتجاوز نسبة الذين تلقحوا تماما 11.36 في المئة.
احتجاجات تحمل الرئيس بولسونارو الحصيلة الكارثية
تظاهر آلاف في الشوارع بجميع أنحاء البرازيل السبت للاحتجاج على طريقة تصدي الرئيس جايير بولسونارو للجائحة متهمين إياه بالتأخر في شراء اللقاح والتشكيك في ضرورة استخدام الكمامات. وتواجه الحكومة انتقادات شديدة لإهدارها فرصا سابقة لشراء اللقاحات. وقالت شركة فايزر لصناعة الأدوية إنها لم تتلق أي رد على العروض المبكرة لبيع اللقاحات للحكومة بين أغسطس / آب ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. وقالت ألين رابيلو (36 عاما) خلال مشاركتها في احتجاج في برازيليا "نحتج على حكومة بولسونارو التي ارتكبت إبادة جماعية لعدم شرائها لقاحات، ولم تفعل شيئا للحفاظ على شعبها العام الماضي".
ولم يرد المكتب الصحفي لبولسونارو على الفور على طلب للتعليق. وذكرت وسائل إعلام محلية أن احتجاجات نُظمت في كل الولايات الست والعشرين وفي العاصمة برازيليا. ووصف العديد من المتظاهرين وفاة 500 ألف فرد بأنه نوع من الإبادة الجماعية ارتكبتها الحكومة البرازيلية بحق شعبها. ورفع محتج لافتة في ساو باولو تقول "يوجد نصف مليون سبب للإطاحة ببولسونارو". وكان استطلاع للرأي أظهر في الشهر الماضي تراجع شعبية الرئيس إلى أدنى مستوياتها عند 24 بالمئة.
ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / د.ب.أ)