اتهامات للبحرين بقمع الإعلام الإلكتروني والمنامة تنفي
١٣ مارس ٢٠١٢تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة على الصحافة الالكترونية، كان قد اعتبر أن البحرين تشن حملة قمع من خلال تعتيم إعلامي أمّنته ترسانة مذهلة من التدابير كان أبرزها: استبعاد وسائل الإعلام الأجنبية، ومضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان، واعتقال المدوّنين ومستخدمي الإنترنت، ورفع دعاوى قضائية ضدهم، وتنظيم حملة تشهير ضد ناشطين في مجال حرية التعبير.
لوسي موريون مديرة مكتب وسائل الإعلام الحديثة في منظمة مراسلون بلا حدود تحدثت إلى DWعربية من باريس مشيرة إلى أن المنظمة أضافت كلا من البحرين وبيلاروس (روسيا البيضاء) إلى قائمة أعداء الانترنيت" لأن هاتين الدولتين وخلال عام 2011 على وجه الخصوص كثفتا وزادتا من قمع مستخدمي الانترنيت، وقد دأبتا على إجراء عمليات حجب الكتروني للمواقع المعارضة، كما أضافتا معدات مراقبة الكترونية لردع المدونين وفرض رقابة إضافية على كتاباتهم، وكانت هذه الإجراءات مؤثرة إلى درجة أن أحدا لم يعد يتكلم عن الثورة المجهضة في هذا البحرين، ووجدنا لزاما علينا أن نكشف عن هذا التطور ".
"ليس هناك أي معتقل رأي في البحرين"
النائب الأول لرئيس مجلس الشورى في البحرين جمال فخرو تحدث إلى DWعربية من مكتبه المنامة ونفى ما جاء في التقرير مشيرا إلى " أن حرية الرأي وحرية المعتقد وحرية الفكر هي من مقومات المجتمع البحريني ومن مقومات الحريات الشخصية والحياة العامة في البحرين، وهي بند رئيس في دستور البلد، وبالتالي لا يمكن أن تقوم الحكومة بوضع أي نوع من الحظر على هذا الحق، ومن جانب آخر فإن ما أشير إليه من قضية اعتقال أشخاص على خلفية آرائهم، هو كلام مردود، لأنه خلال أحداث العام الماضي القي القبض على بعض الأشخاص بتهمة إبداء الرأي، ثم ألغيت التهم الموجهة لهم بناء على التوصيات التي صدرت في تقرير الدكتور بسيوني رئيس لجنة التحقيق الدولية، وهكذا فليس هناك أي معتقل رأي في البحرين حاليا، سواء كان مدونا أو صحفيا كاتبا أو غير ذلك".
القمع الالكتروني المفضي إلى الوفاة!!
لوسي موريون مديرة مكتب وسائل الإعلام الحديثة في منظمة مراسلون بلا حدود أكدت من جانبها "أن سلطات البحرين لم تقتصر على وسائل القمع الالكتروني بل إنها اعتقلت عشرات من مستخدمي الانترنيت وعرضتهم للاستجواب، بل إن احد المعتقلين تعرض إلى تعذيب أثناء التحقيق أفضى إلى وفاته".
ولم يتطرق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود إلى وضع وسائل الإعلام التقليدية في البحرين، فيما كشف الصحفي والمدون البحريني عباس أبو صفوان الذي تحدث من لندن إلى DWعربية عن وضع وسائل الإعلام مشيرا إلى أن" المؤسسات الإعلامية تخضع لرقابة شاملة من السلطات بدءا من تلفزيون البحرين الذي صار تلفزيونا للحكومة وليس للدولة رغم أن الإنفاق عليه يجري من المال العام، بل إن تلفزيون البحرين خلال فترة الأحداث قد شن حملات كراهية ضد المحتجين وساهم في اعتقال كثير من الناس، لدرجة أنه كان يتحدث عن قضية معينة مساء، فيجري اعتقال المعنيين بهذه القضية في الصباح".
تقرير المنظمة كشف عن قيام السلطات بحجب صفحة "الوفاق لايف" على موقع" لايف ستيشن "على الهاتف الذاكي والآيباد ، كما حجبت بث قناة تلفزة اللؤلؤة التي تشجب الانتهاكات وتتابعها. النائب جمال فخرو علّق على هذا الأمر بالقول " هناك بعض المواقع قد تم حجبها فعلا، وهي المواقع الإباحية والمواقع التي تسيء إلى الوحدة الوطنية، وهي قلة قليلة من المواقع المنتشرة على الانترنيت". النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحرين مضى إلى القول" نحن في وضع سياسي ومجتمعي خطير، وإذا لم تعمل الدولة مع المجتمع سويا على المحافظة على الوطن، فقد تتحول الخلافات إلى انشقاقات طائفية، لأن هناك مواقع متخصصة في الزج بالمشكل الطائفي في البحرين، وفي اعتقادي أن من حق الدولة حماية للمجتمع أن تحجب بعض المواقع الالكترونية".
أي حجب أخفى اللؤلؤة؟
الصحفي البحريني عباس أبو صفوان أشار إلى أن مجموعة من البحارنة المقيمين في لندن أسسوا منتصف العام الماضي تلفزيون اللؤلؤة، وكان يبث على قمر هوت بيرد، " وقامت السلطات بالتشويش على هذا البث، فبدأت شبكة اللؤلؤة تبث على الانترنيت، لكن السلطات حجبت الموقع الذي ينقل هذا البث داخل البحرين، وبالتالي فإن الناس لم يعد بوسعهم الوصول إلى القناة بأي شكل، وهذه دلالة على حجم التعتيم الذي يتعرض له المواطنين في هذا البلد".
وأكد أبو صفوان أن الهجوم الذي نفذته سلطات البحرين على المحتجين في ميدان اللؤلؤة، " تلته حملة اعتقالات وقمع منظم شنتها السلطات على كل من شاركوا في التظاهرات ونشروا فعاليتهم على الانترنيت من خلال يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد تعقبتهم هذه السلطات من خلال فعالياتهم الالكترونية وفصلتهم من أعمالهم وسجنت بعضا منهم، بل أن عددا منهم تعرض للتعذيب إلى حد أفضى إلى وفاتهم، واذكر هنا أن خمسة من المعتقلين قد قضوا في السجن، ومن بينهم المدون زكريا العشيري، والصحفي عبد الكريم فخراوي احد مؤسسي صحيفة الوسط، وقد وثّق تقرير بسيوني( الخاص بالتحقيق في أحداث ميدان اللؤلؤة) طريقة قتلهما".
"نحن بحاجة إلى حرية تعبير رشيدة"
رئيس مرصد البحرين لحقوق الإنسان حسن الشفيعي تحدث إلىDWعربية معربا عن قلقه لما جاء في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، مطالبا "السلطات البحرينية بتوضيح ما ورد فيه من اتهامات. وأناشد وزارة حقوق الإنسان في البحرين بتوضيح ما لديها من معلومات وحقائق، وأدعو هذه الوزارة إلى أن تستفيد مما ورد في التقرير لعله يتضمن حلولا وتوصيات يمكن أن تفيد البلد".
وأقر الشفيعي بوجود كثير من القيود على حرية التعبير في بلده وخصوصا على مواقع الانترنيت مبينا " أن السلطات تدّعي بأن المواقع التي أغلقت تتضمن صفحات تحرض الشباب على العنف وتدعوهم إلى مواجهة أجهزة الأمن، لكن هذا أمر مقلق لأن البلد بحاجة إلى مزيد من حرية التعبير، ولكن هذه الحرية يجب أن تكون رشيدة، وفي نفس الوقت نحن بحاجة إلى قانون عصري ينظّم مواقع الانترنيت، لأن هذه المواقع وفي غياب قانون ينظّم عملها تصبح خارج إطار المساءلة القانونية".
ملهم الملائكة
مراجعة: عبده جميل المخلافي