schwarz-grüne Koalition in Hamburg
١٧ أبريل ٢٠٠٨بعد خمسة أسابيع من المفاوضات وقع الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا وحزب الخضر أمس الخميس (17 نيسان/ أبريل 2008) على اتفاق لتشكيل حكومة محلية لولاية هامبورغ شمالي البلاد. ويُعد هذا الائتلاف بين الحزبين الأول في تاريخهما على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات.
وفي لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية قالت انتيا مولر، خبيرة الشؤون الداخلية في حزب الخضر، في ختام جلسة المفاوضات الثانية عشرة بين الحزبين: "لم يعد لدينا ما يستدعي بحثه في اجتماع أكبر". وأضافت مولر أن الحزبين بحثا جميع المواضيع التي خططا لبحثها دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
ويُعتبر هذا الاتفاق ساريا بعد موافقة قيادتي الحزبين حيث من المتوقع أن يقترع الخضر على الاتفاق في السابع والعشرين من الشهر الجاري فيما يقترع الحزب المسيحي بعد ذلك بيوم واحد. ويُذكر أن الانتخابات المحلية في هامبورغ، التي جرت في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، أسفرت عن فقدان الحزب المسيحي الأغلبية المطلقة وحصوله على 56 مقعدا مقابل 12 مقعدا للخضر، بينما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 45 مقعدا وحزب اليسار على ثمانية مقاعد.
تنافر طويل الأمد بين الحزبين
ومن المثير للاهتمام أن تكون هامبورغ مكان هذا الائتلاف، الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الحزبين. فولاية هامبورغ تعد المكان الذي يصطبغ بتنافر طويل الأمد بين الحزبين حول قضايا خلافية عديدة من بينها رفض الخضر لتعميق مستوى نهر الإلبه والخلاف بشأن محطة توليد الطاقة من الفحم الحجري في موربورغ. لكن يبدو أن نداء السلطة وبراغميتها قد قاد الحزبين إلى القيام بهذه الخطوة، بعد أن فقد الحزب المسيحي الديمقراطي أغلبيته المطلقة في انتخابات الولاية. وفقدانه لهذه الأغلبية التي انفرد بها طيلة السنوات الأربعة الماضية، اضطره إلى تشكيل ائتلاف مع حزب آخر.
هامبورغ "بالون اختبار" لتحالفات محتملة في برلين
وأثارت الأنباء القادمة من هامبورغ عن الاتفاق بين الجانبيين انتباه سياسيي العاصمة برلين، المنشغلين بالتغيرات على خارطة الأحزاب الألمانية بعد صعود نجم حزب اليسار. ويبدو أن هذه الأحزاب بدأت في البحث عن استراتيجيات جديدة وتحالفات وخيارات أخرى، بغية البقاء في السلطة أو الحصول عليها.
وبحسب موقع تاغسشاو الألماني على شبكة الانترنت فقد اعتبر الكثير منهم أن هذه الخطوة تعد محاولة مهمة لبلورة خارطة تحالفات جديدة يمكن تطبيقها ربما على المستوى الاتحادي. وفي هذا السياق قال رئيس اتحاد شباب الحزبين المسيحيين، فيليب ميسفيلدر، في مقابلة مع الموقع المذكور: "هذه التجربة مهمة جداً بالنسبة للتحالفات على الصعيد الاتحادي". وطالب ميسفيلدر أن يقوم حزبه بالتقارب مع الخضر في القضايا الخلافية وتوثيق الاتصالات بين سياسيي الحزبين".
الشكوك تساور الحزب المسيحي الاجتماعي
ومما يزيد الصعوبات أمام نجاح مثل هذا الائتلاف هو تحفظات الحزب المسيحي الاجتماعي، الذي يعد شريك المسيحي الديمقراطي في تحالفهما المسيحي، على سياسة الخضر. وفي هذا السياق أوضح السكرتير العام السابق للحزب البافاري، ماركوس زودر، بصراحة أنه من غير الممكن بالنسبة للمسيحيين الاجتماعيين التفكير حتى في تعاون مع حزب الخضر.
ومن جانبه قال نوربرت غايس، من الحزب المسيحي الاجتماعي في مقابلة مع موقع تاغسشاو: "عليهم أن يقيموا تجربة الائتلاف مع الخضر في هامبورغ، وأن يتحملوا النتائج". ورفض غايس في الوقت نفسه مثل هذا الائتلاف على المستوى الاتحادي. ويعزى موقف المسيحيين الاجتماعيين هذا من الخضر إلى التناقضات والرؤى المتباينة بشكل كبير حول قضايا السياسة الاقتصادية ومسألة الأمن الداخلي والهجرة.