إيطاليا تقاوم الفراغ السياسي بعد الفشل في تشكيل حكومة جديدة
٢٩ مارس ٢٠١٣أصر رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني اليوم الجمعة (29 مارس/آذار) على ان تشكيل ائتلاف كبير بين تحالفه المحافظ ويسار الوسط هو السبيل الوحيد لإنهاء حالة الجمود السياسي الناجمة عن انتخابات غير حاسمة في البلاد. ولم تبرز أي كتلة سياسية في انتخابات 24-25 شباط/فبراير فائزة بأغلبية برلمانية واضحة. ويسيطر يسار الوسط الذي فاز بالسباق بفارق بسيط على أحد مجلسي البرلمان.
يذكر أن الرئيس جورجيو نابوليتانو يجرى جولة جديدة من المشاورات مع قادة سياسيين، بعد يوم من فشل جهود زعيم يسار الوسط بيير لويجي برساني لحشد أغلبية. وكان برلسكوني أول من يلتقي بالرئيس الإيطالي. وقال انه أمر "منطقي ويصب في مصلحة البلاد" أن يتحالف ائتلافا برساني وبرلسكوني، مع الأخذ بالاعتبار أن ثالث أكبر كتلة في البرلمان، حزب حركة النجوم الخمس الاحتجاجية استبعدت التعاون مع الآخرين.
وقال برلسكوني انه مستعد لدعم برساني رئيسا للوزراء ورفض إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط أخرى، على غرار الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة مفوض الاتحاد الأوروبي السابق ماريو مونتي. وقال الزعيم المحافظ إنه بمجرد تشكيل الحكومة، فإنه سيكون "منطقيا" ليسار الوسط ويمين الوسط أن "يناقشا معا" من ينبغي أن يكون الرئيس المقبل لإيطاليا، نظرا لأن فترة رئاسة نابوليتانو تنتهي في آيار/مايو.
عين على انتخاب رئيس الجمهورية
وقال ميجيل جوتور، أحد مساعدي برساني، لصحيفة "كورييرا ديلا سيرا" إن جانب برلسكوني عرض (صفقة) "تبادل": دعم حكومة يقودها برساني في مقابل دعم يسار الوسط لشخص محافظ كي يكون الرئيس القادم للدولة. وقال جوتور إن برساني كان محقا في رفض الصفقة.
ومن المقرر أن يلتقي نابوليتانو بحركة النجوم الخمس وائتلاف الوسط بزعامة مونتي، وكذلك تيار اليسار، وحزب الحرية والحفاظ على البيئة، وهو حليف يساري لبرساني وبرساني نفسه، قبل أن يعلن قراره بشأن من يجب ان يشكل الحكومة. وإذا لم يتم التمكن من حل هذا المأزق، فإنه قد تتم الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة. ولكن لا يمكن أن يحدث هذا حتى ينتخب البرلمان خليفة لنابوليتانو. ومن المتوقع ان يبدأ النواب في التصويت على اختيار رئيس للبلاد في 18 نيسان/ابريل.
وأشارت استطلاعات للرأي أن العودة إلى الانتخابات مجددا قد ينتج عنه فرصة ضئيلة بفوز برلسكوني أو برلمان معلق آخر ما لم يتم تغيير قانون الانتخابات.
وقد أحدثت حالة عدم اليقين السياسي في الدولة صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو هزة في الأسواق. وتم إغلاق سوق المال في ميلانو اليوم، ولكن أمس الخميس ارتفع الفارق بين عائد السندات الإيطالية التي تمتد لعشر سنوات ونظيرتها الألمانية - مؤشر رئيسي على المخاطر في منطقة اليورو - إلى 360 نقطة، وهو أعلى مستوى لها في ستة أشهر، قبل أن ينخفض إلى ما دون 350 نقطة في فترة ما بعد الظهر.
م. أ. م/ م.س (د ب أ، رويترز)