إيران: ماذا بقي من "الحركة الخضراء" بقيادة موسوي وكروبي؟
٩ مايو ٢٠١٣"أين صوتي"؟ سؤال رفعه مؤيدو الحركة الخضراء الإيرانية عام 2009 في شوارع طهران وغيرها من مدن البلاد. يومها رفع هؤلاء أصواتهم قائلين: "فلتسقط الدكتاتورية". وما أثار الاحتجاجات آنذاك كان إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في نهاية حزيران/ يونيو عام 2009، إذ أعلن رئيس اللجنة الانتخابية إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد بحصوله على نسبة 63 بالمائة من الأصوات. بيد أن مؤيدي زعيمي المعارضة الإيرانية ومرشحيَّها للرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اتهموا الجهات الرسمية بتزوير نتائج الانتخابات لإبقاء الرئيس محمود أحمدي نجاد، مرشح النظام، في منصبه.
اعتقال العديد من السياسيين الإصلاحيين والصحفيين
وبعد ساعات قليلة فقط من إعلان نتائج الانتخابات أعلن موسوي بأنه هو الفائز في الانتخابات ووصف الاقتراع بالمهزلة. وفي الوقت نفسه اعتقل النظام المجموعة الأولى من السياسيين الإصلاحيين والصحفيين. وأدت هذه الأحداث إلى مظاهرات احتجاجية في كافة أنحاء البلاد استغرقت أسابيع وباتت تعرف باسم "الحركة الخضراء". وقد شارك فيها مئات الألوف من الإيرانيين. وكان رد النظام على هذه الاحتجاجات صارما جدا، إذ تم اعتقال آلاف الأشخاص وإصدار أحكام قاسية بالسجن عليهم. وأدى عنف رجال الأمن ضد المتظاهرين وتعذيب المعتقلين في السجون إلى مقتل أكثر من 70 شخصا. ووجد مئات الصحفيين والناشطين أنفسهم مجبرين على الهرب من البلاد.
أرجمند: "الحركة الخضراء على قيد الحياة"
بعد مرور أربعة أعوام على كل ذلك تزداد الآن، وقبل الانتخابات الرئاسية الجديدة، حدة التوتر بين الحكومة والمعارضة مجددا. وتختلف الآراء بشأن ما إذا كانت الحركة الخضراء قد تمكنت من استئناف نشاطاتها. وحول هذه النقطة أكد أردشير أمير أرجمند مستشار موسوي في حديث مع DW قائلا: "تشكل الإقامة الجبرية غير الشرعية المستمرة والمفروضة على كروبي وموسوي وزوجته، رغم الاحتجاج الدولي على ذلك، دليلا واضحا على أن الحركة الخضراء لا تزال على قيد الحياة". ويعود سبب فرض الإقامة الجبرية عليهم إلى دعوتهم، التي وجهوها قبل سنتين إلى أنصارهم للتعبير عن تضامنهم مع الربيع العربي.
"تعرف سلطات البلاد أن مؤيدي موسوي وكروبي سيستأنفون نشاطاتهم المنظمة بعد نهاية إقامتهما الجبرية. ولذلك يزداد عدد الاعتقالات والإجراءات القمعية في الأشهر التي تسبق الانتخابات"، كما يقول أرجمند الذي يعيش حاليا في المنفى في أوروبا. ويضيف: "أعتقد أن الحركة الخضراء لا تزال موجودة رغم القمع الشديد الذي تعرضت له".
بالإضافة إلى الإجراءات القمعية ضد زعيمي الحركة الخضراء موسوي وكروبي شدد النظام منذ بضعة أشهر ضغطه على الصحفيين والناشطين في البلاد. ففي شباط/ فبراير الماضي أعلنت وزارة الإعلام حظر نشر الأنباء بهذا الشأن. وعلاوة على ذلك تم اعتقال عشرات الصحفيين بتهمة التجسس.
عبدي: "لا يوجد متظاهرون"
على العكس من أرجمند يعتبر عالم الاجتماع عباس عبدي أن وجود الحركة الخضراء انتهى قبل أشهر. ويقول عبدي: "تتميز حركة سياسية بوجود أنصارها في المحيط العام. لقد خرج في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو عام 2009 مليونا شخص إلى الشارع، لكن أين هؤلاء اليوم؟ لا يوجد أي متظاهر". ويصف عباس عبدي نفسه بأنه إصلاحي وناشط سياسي. ويشار إلى أنه كان ينتمي إلى المجموعة الطلابية التي قامت عام 1979 باقتحام السفارة الأمريكية بطهران وأخذ العاملين فيها كرهائن لمدة شهر.
ويتهم عبدي مؤيدي الحركة الخضراء بأنهم طالبوا بالاعتراف بفوز مرشحهم بالانتخابات عام 2009 بدون تقديم برهان واضح على ذلك. ويقول: "لا أعتقد أنه حصل آنذاك تزوير جذري، فحتى مراقبو الانتخابات المؤيدون لموسوي وكروبي في اللجنة الانتخابية آنذاك لم يقدموا برهانا واضحا على تزوير نتائج الانتخابات". وصرح مراقبو المرشحين بعد بضعة أيام من الاقتراع بأنه لم يُسمح لهم بمراجعة جميع الوثائق الضرورية.
لا احتجاج بدون كروبي وموسوي
على العكس من عبدي يعتبر أرجمند أن الانتخابات الرئاسية القريبة تشكل فرصة جيدة لتعبئة معارضي النظام مجددا. "من الضروري أن ندفع مؤيدينا إلى الخروج إلى الشارع مرة أخرى لممارسة الضغط على آية الله علي خامنئي"، كما يقول أرجمند. ويضيف أنه لم تنطلق حتى الآن من الزعيم الديني الأعلى أي إشارة إلى تغير محتمل. "إلا أننا نستمر في أملنا وسنستخدم كافة الوسائل الديمقراطية لممارسة الضغط على الجهات الرسمية".
بيد أن أرجمند على وعى تام "بأن إنعاش الحركة الخضراء بنجاح لا يمكن إلا في حالة إلغاء الإقامة الجبرية المفروضة على كروبي وموسوي وزوجته وإتاحة الفرصة لهم للتحرك بحرية".