إيران.. قتلى في "احتجاجات شح المياه" في خوزستان
٢١ يوليو ٢٠٢١قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل خلال الأيام الماضية في محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران، والتي تشهد منذ قرابة أسبوع احتجاجات على خلفية شح المياه، وفق الإعلام المحلي. واندلعت احتجاجات منذ الخميس الماضي في المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، على خلفية شح المياه، في وقت تعاني إيران من انخفاض نسبة الأمطار مقارنة بأعوام سابقة.
وأفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم متظاهر على الأقل وضابط في الشرطة، حتى ليل أمس الثلاثاء. وقال قائمقام منطقة إيذه حسن نبوتي في تصريحات لوكالة "فارس" الأربعاء (21 يوليو/ تموز 2021)، إن "تجمعاً حصل أمس وسط المدينة بسبب شح المياه في خوزستان"، وأضاف: "خلال هذا التجمع، أطلق مثيرو شغب النار على شاب"، ما أدى لوفاته، مشيراً إلى أن 14 عنصراً من قوات الأمن "أصيبوا أيضاً بجروح".
ولم يحدد نبوتي بشكل مباشر ما اذا كانت الضحية من المحتجين. وأتت تلك التصريحات بعد ساعات من إعلان الوكالة الرسمية (إرنا)، مقتل ضابط في قوات الأمن "إثر أعمال شغب" مساء الثلاثاء في مدينة بندر ماهشهر.
ويضاف هذان القتيلان الى "متظاهر" كانت "إرنا" أكدت وفاته أواخر الأسبوع الماضي، مشيرة الى أنه قضى جراء إطلاق نار من "انتهازيين ومثيري شغب" في بلدة شادكان في محافظة خوزستان.
المعارضة: خمسة قتلى على الأقل
لكن مصادر من المعارضة الإيرانية في الخارج ذكرت إن الأحداث الأخيرة في خوزستان أسفرت عن مقتل 5 أشخاص على الأقل. وكتب علي رضا جعفر زاده، نائب رئيس ممثلية ما يعرف بـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في الولايات المتحدة، على تويتر: "قُتل ما لا يقل عن 5 أشخاص خلال الأيام الستة الماضية على يد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خوزستان لمطالبتهم فقط بالمياه التي تسيطر عليها مجموعات مافيا مختلفة تابعة للنظام"، وأضاف: "تعطش الشعب الإيراني للحرية هو الحل الوحيد لكل مشاكله".
من جانبه أكد التلفزيون الرسمي الأربعاء حصول احتجاجات ليل أمس بسبب "وضع المياه" في بلدتي إيذه وسوسنكرد، مشيراً إلى أنها بدأت كتجمعات هادئة قبل أن تتحول الى "أعمال شغب" وصدامات مع قوات الأمن من قبل "انتهازيين".
وتحدثت صحف إيرانية في أعدادها الصادرة الثلاثاء (قبل عطلة عيد الأضحى)، عن الاحتجاجات الليلية. ورأت صحيفة "آرمان ملّي" الإصلاحية أن "أهل خوزستان ينظمون احتجاجات ليلية" كانت دوافعها تتهيأ "منذ أعوام"، معتبرة أنهم لا يريدون سوى "المياه، هذا كل ما في الأمر".
وخلال الأيام الماضية، بثت قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران، مقاطع فيديو قالت إنها لاحتجاجات في مناطق عدة من خوزستان، مثل إيذه، سوسنكرد، ماهشهر، الأهواز وحميديه، مشيرة الى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين. لكن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير.
وأظهرت الأشرطة مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب. وفي بعض الأشرطة، يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من مدى صحة هذه المقاطع المصوّرة.
محافظة غنية لكنها مهمشة
وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، أبرز مناطق انتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31. كما أنها من المناطق القليلة في إيران ذات الغالبية الشيعية، التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب السنّة. وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش من قبل السلطات. وفي 2019، شهدت خوزستان احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.
والثلاثاء، تحدثت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عن انتشار وسم "أنا عطشان" بالعربية عبر مواقع التواصل، معتبرة أن المحتجين يقولون إن "ليس لديهم مياه، كهرباء، هواء، حياة، في حين أن النفط يجري (في الأرض) من تحتهم".
ورأت أن "إشارات الاحتجاجات والاضطراب في المحافظة ظهرت منذ وقت طويل، لكن المسؤولين انتظروا كعادتهم حتى اللحظة الأخيرة". وأفادت وسائل إعلام إيرانية الجمعة أن الحكومة أرسلت فريق عمل الى خوزستان بهدف "المعالجة الفورية" لشح المياه.
لكن صحيفة "سازندكي" الإصلاحية دعت الرئيس حسن روحاني والرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، إلى زيارة المحافظة شخصياً للتحدث إلى المحتجين "وتقديم وعود لهم بتحسين الأوضاع، والطلب إليهم أن يعودوا إلى منازلهم".
وعرض التلفزيون الرسمي الأربعاء لقطات لصهاريج مياه قال إنها مرسلة من قبل الحرس الثوري إلى المناطق التي تعاني من الجفاف، وذلك غداة تقرير مماثل عن إرسال صهاريج من قبل الجيش.
وعلى مدى الأعوام، أدت موجات حر شديد وعواصف رملية موسمية هبت من السعودية والعراق المجاورين، إلى جفاف في سهول خوزستان التي كانت تعرف بالخصوبة.
ويقول علماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف التي تهدد شدتها وتواترها الأمن الغذائي. وفي مطلع تموز/يوليو، قال روحاني إن الجفاف هذا العام "غير مسبوق"، إذ إن الأمطار في إيران انخفضت بنسبة 52 في المائة مقارنة بالعام السابق.
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب)