إيران تنوي بيع السلاح .. فمن المشتري؟
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٠منذ أسابيع ووسائل الاعلام الإيرانية تتحدث عن "الإمكانيات العظيمة" التي ستظهر مع حلول 18 تشرين الأول /أكتوبر. فبعد 13 عاما انقضى في ليلة الأحد الماضي حظر الأمم المتحدة للأسلحة ضد إيران. كما ينص على ذلك الاتفاق النووي الدولي المبرم في عام 2015. وتحدث الرئيس روحاني عن "انتصار دبلوماسي على الولايات المتحدة الأمريكية"، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلى في مايو 2018 من جانب واحد عن الاتفاقية النووية، لكنه كان يريد تمديد مدة حظر الأسلحة ضد إيران في إطار سياسته "للضغط الأقصى" على إيران إلى أجل غير مسمى. لكن هذه المبادرة فشلت، ومن بين الأعضاء الـ 16 لمجلس الأمن الدولي صوتت فقط جمهورية الدومنيكان والولايات المتحدة لصالح الطلب.
حرية جديدة في تجارة الأسلحة
"بفضل الاتفاقية النووية المبرمة من جانب حكومتي يمكننا ابتداء من الأحد شراء أسلحة أو بيعها لأي جهة أردنا"، كما أعلن الرئيس روحاني الأسبوع الماضي. والحظر تم فرضه في 2007 بسبب البرنامج النووي الإيراني ويمنع طهران من أي شراء أو بيع للعتاد الحربي. وفي الاتفاقية النووية لعام 2015 التزمت إيران بتخفيف أعمال البناء وقبول عمليات مراقبة وثيقة لبرنامجها النووي، وفي المقابل وجب إلغاء العقوبات الدولية تدريجيا. ويشمل ذلك نهاية حظر الأسلحة خمس سنوات بعد دخول الاتفاق النووي في الـ 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 حيز التنفيذ.
أرمينيا كزبون؟
وفيما تتواصل التكهنات في الخارج حول ما إذا كانت طهران ستقوم بجولة شراء ومن بوسعه بيع معدات عسكرية لإيران، فإن تكهنات الكثير من وسائل الاعلام الايرانية تسير في اتجاه آخر. فمنذ أسابيع تُكتب تقارير حول مشترين لأسلحة إيرانية. وأحد هؤلاء المشترين يراه خبير الشؤون الأمنية، حسين داليريان في أرمينيا. وبسبب الحرب ضد أذربيجان قد تكون أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية مهمة بالنسبة إلى أرمينيا، كما كتب داليريان في إشارة إلى إسقاط طائرة موجهة أمريكية فوق جنوب إيران السنة الماضية. وداليريان المقرب من الحرس الثوري كتب في مقال:" كبلد وحيد في العالم الإسلامي تنتج إيران أنظمة دفاع جوي حديثة وصواريخ موجهة وطائرات بدون طيار".
وزير الخارجية ظريف: إإيران مصدر للأسلحة
وبفضل صاروخ أرض جو من نوع "خرداد 3" تمكنت إيران السنة الماضية من إسقاط طائرة تجسس أمريكية موجهة. وبهذا رد رئيس الدبلوماسية الإيرانية على تهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية ضد بلدان قد تبيع إيران أسلحة. "بإمكان إيران تلبية حاجياتها الاستراتيجية عبر تلك البلدان التي تتعامل معها مثل روسيا والصين بالرغم من أنها في كثير من الحالات مستقلة، بل مصدر للأسلحة"، كما أضاف ظريف.
ترسانة أسلحة شاملة
وتُعتبر ترسانة صواريخ إيران الأكبر في الشرق الأوسط. "إيران لها ترسانة أسلحة واسعة بدء من سلاح المدفعية عبر الصواريخ القصيرة المدى وحتى الصواريخ الموجهة المتوسطة المدى. إضافة إلى ذلك لهم ترسانة من الطائرات الموجهة التي يمكن استخدامها بدقة"، يقول ماورو مونتوفاني من الأكاديمية العسكرية في زيوريخ لدويتشه فيله. فالبلاد تنتج مثلا منذ 2011 في كميات كبيرة صواريخ ذات مدى قصير بإمكانها حمل رؤوس تفجيرية بزنة 750 كلغ على بعد نحو 700 كلم.
بل عندما تم في آب/ أغسطس مناقشة التمديد غير المحدد لحظر الأسلحة الدولي، عرضت إيران صواريخ جديدة. ووزير الدفاع أمير حاتمي عرض في التلفزة الإيرانية صاروخ أرض أرض وصاروخا موجها بمسافة أكثر من 1000 كلم. "الكثير من البلدان تريد اقتناء أسلحتنا"، كما ادعى وزير الدفاع في مقابلة متلفزة بعد انقضاء حظر الأمم المتحدة للأسلحة. "سنعمل حتما على التصدير أكثر من الاستيراد. وأسلحتنا رخيصة السعر وفعالة". فهل هذا يقنع مشترين محتملين؟ "لا يوجد الكثير من البلدان التي ستستورد أسلحة من إيران"، يتنبأ خبير الشرق الأوسط أودو شتاينباخ في حديث مع دويتشه فيله. "ربما فنزويلا. فالبلد يستورد رغم العقوبات الأمريكية النفط من إيران وله اهتمام أيضا بصواريخ إيرانية. فإيران جد فخورة بصناعة التسليح فيها. لكن لا أعتقد بأن إيران ستفرض وجودها في سوق السلاح وربح المال. وبغض النظر عن بعض البلدان على هامش النطاق السياسي، فإن إيران قلما ستجد بلدا مهتما بجدية بتجهيز جيشه بأسلحة إيرانية".