إيران تستغل قمة دول عدم الانحياز للتأكيد على عدم عزلتها دوليا
٢٦ أغسطس ٢٠١٢سعى دبلوماسيون غربيون إلى التقليل من أهمية قمة حركة عدم الانحياز التي انطلقت اليوم الأحد (26 أغسطس/ آب2012) في طهران أعمالها التحضيرية، وبدء رئاسة إيران للحركة والتي تستمر لثلاثة أعوام. إلا أن رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال إن 80 دولة تشارك في القمة على مستوى وزير أو أعلى وسترسل 50 دولة رؤساء حكوماتها. وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي عند افتتاح الأعمال التحضيرية للقمة والتي ضمت خبراء من حوالي مائة دولة ستشارك فيها إن "حركة عدم الانحياز يجب أن تتصدى بجدية للعقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها بعض الدول ضد بعض أعضائها".
وستعطي مشاركة لاعبين كبار بينهم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس المصري محمد مرسي ثقلا دبلوماسيا للقمة. وسيصبح مرسي أول رئيس مصري يزور إيران منذ الثورة الإٍسلامية عام 1979 . وقال مهمان باراست للصحفيين "وجود الرئيس المصري في طهران سيساعد على تطوير العلاقات بين طهران والقاهرة." وتجلى وجود انقسامات بين الدول الإسلامية بالشرق الأوسط أيضا عندما نفت طهران تقارير إعلامية بأنها وجهت الدعوة إلى إسماعيل هنية القيادي بحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة لحضور القمة. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن مهمان باراست قوله "من فلسطين وجهت طهران الدعوة فقط لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للحضور إلى طهران والمشاركة في هذه القمة ولم توجه دعوة رسمية لأي شخص آخر."
ومن المرجح أن تهيمن الأزمة السورية على المحادثات وأن يخضع دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد إلى فحص دقيق. وقال مهمان باراست إنه من المتوقع أن تتشاور إيران مع الدول على هامش القمة بشأن "حزمة شاملة" لحل الأزمة السورية. وأعلنت إيران عطلة خمسة أيام في العاصمة لتخفيف الازدحام المروري وتقليل احتمال حدوث مشاكل أمنية.
إيران تستغل القمة لتأكيد حقها في الأنشطة النووية
وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي عند افتتاح الأعمال التحضيرية للقمة "نستغل هذه الفرصة لشكر حركة عدم الانحياز على دعمها حقوق إيران المشروعة" في الأنشطة النووية. وتخضع إيران منذ 2006 لعقوبات دولية تم تشديدها في الآونة الأخيرة عبر فرض حظر مالي ونفطي غربي مشدد بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في أن له أهدافا عسكرية رغم نفي طهران المتكرر لذلك. وتعتبر طهران قرارات الأمم المتحدة الستة التي تدعوها إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، بان لا أساس لها.
والى جانب إيران، تخضع ثلاث دول أخرى من حركة عدم الانحياز لعقوبات دولية أو أحادية الجانب: كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي أيضا وسوريا بسبب القمع الدموي المستمر منذ 17 شهرا للانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وزيمبابوي بسبب العنف السياسي وتجاوزات حقوق الإنسان. وإيران التي تتسلم الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز ومدتها ثلاث سنوات من مصر, تقول إن استضافتها القمة تثبت إنها ليست معزولة دوليا كما تريد الولايات المتحدة الترويج لذلك. وتريد طهران بشكل خاص أن تساندها قمة حركة عدم الانحياز في مواجهتها مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بسبب أنشطتها النووية.
وحركة عدم الانحياز التي تأسست في أوج الحرب الباردة تضم مجموعة دول كانت تريد أن تكون مستقلة عن واشنطن وموسكو، وتضم 120 دولة غالبيتها من الدول النامية في الشرق الأوسط وإفريقيا واسيا وأميركا اللاتينية.
م أ م / ح.ز ( أ ف ب، د ب أ)