بدء الاقتراع في الانتخابات التشريعية الإيرانية
١ مارس ٢٠٢٤فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في إيران الجمعة (الأول من مارس/آذار 2024) لاختيار أعضاء مجلس الشورى وهيئة دينية رئيسية، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي نقلاً عن وزارة الداخلية. وقال المصدر إن "التصويت لانتخاب الدورة 12 لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، بدأ بأمر من وزارة الداخلية" في الثامنة صباحا (04:30 بتوقيت غرينتش). ومن المقرر أن يستمر التصويت عشر ساعات، مع إمكانية تمديد الفترة.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، نقلاً عن لجنة الانتخابات المركزية، إن عدد المتنافسين في الدورة الثانية عشرة للانتخابات البرلمانية يبلغ 15 ألف مرشح على 290 مقعداً، بينما يتنافس 144 مرشحاً على 88 مقعداً في مجلس خبراء القيادة للجمهورية الإسلامية، وهو مجلس ذا تأثير لكونه يتولى مهمة اختيار خليفة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 84 عاماً.
ويحق لـ 61 مليونا و172 ألفاً و298 من المواطنين الإيرانيين المشاركة في الانتخابات، 30 مليونا و945 ألفاً و133 رجلاً، و30 مليوناً و227 ألفاً و165 امراة.
ويدلى الناخبون بأصواتهم في 59 ألف مركز انتخابي في 31 محافظة بمدنها وقراها. وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن حوالي 41 بالمئة فقط من الإيرانيين سيصوتون يوم الجمعة.
"واجب ديني" وسط أزمات متعددة
وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي وصف التصويت بأنه "واجب ديني"، أول من أدلى بصوته. وقد حثّ الإيرانيين على التصويت "في الساعات الأولى".
وتأتي هذه الانتخابات وسط إحباط متصاعد على خلفية مشاكل اقتصادية واستياء من قيود على الحريات السياسية والاجتماعية وهو ما قد يدفع نحو عزوف انتخابي، حسب بعض التوقعات.
فضلا عن ذلك بقي أصحاب الثقل من المعتدلين والمحافظين خارج السباق الانتخابي، فيما اعتبر الإصلاحيون العملية الانتخابية بأنها "غير حرة وغير عادلة"، لتنحصر المنافسة بين المتشددين والمحافظين.
وسيكون التصويت أول مقياس رسمي للرأي العام بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة في 2022 و2023 إلى سلسلة من أكبر الاضطرابات السياسية منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وقال الطالب الجامعي مهران (22 عاما) في مدينة أصفهان بوسط البلاد "أسعى إلى تغيير النظام، وقررت عدم التصويت لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز قبضة الجمهورية الإسلامية... أريد أن أعيش بحرية". واتهم خامنئي "أعداء" البلاد، وهو المصطلح الذي يستخدمه عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة خلق اليأس بين الناخبين الإيرانيين.
ذكريات مؤلمة
ولا يزال الكثير من الإيرانيين المؤيدين للإصلاح لديهم ذكريات مؤلمة عن طريقة التعامل مع الاضطرابات التي شهدتها البلاد والتي أثارتها وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها في 2022، وهي احتجاجات تم قمعها في حملة عنيفة قامت بها الدولة وشملت اعتقالات جماعية وحتى عمليات إعدام.
وتشكل الصعوبات الاقتصادية تحديا آخر. ويقول كثير من المحللين إن أعدادا كبيرة من الإيرانيين فقدوا الثقة في قدرة الحكام الحاليين في إيران على حلّ الأزمة الاقتصادية الناجمة عن مزيج من العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة والفساد.
وفي حين من المرجح أن يصوت أنصار النظام لصالح المرشحين المتشددين، فإن الغضب الشعبي الواسع النطاق من تدهور مستويات المعيشة وانتشار الكسب غير المشروع قد يجعل الكثير من الإيرانيين يفضلون عدم التصويت من الأساس.
ويعكف نشطاء إيرانيون وجماعات معارضة على نشر وسوم على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى عدم التصويت بحجة أن نسبة المشاركة العالية ستعزز طابع الشرعية للنظام الحالي.
ع.ح/و.ب (أ ف ب ، د ب ا ، رويترز)