إنسان آلي ذكي قادر على تعلم اللغة من الإنسان
١٤ يونيو ٢٠١٢استخدمت كارولين ليون و كريستوفر نيانيف من جامعة هيرتفوردسهاير البريطانية روبوتر "أي سي يو بي" الصغير الذي ينطق بمقاطع كلمات مثل الطفل الصغير وأعطيت توجيهات لخمسة وثلاثين شخصا شاركوا في التجربة من خارج فريق الباحثين بتعليم هذا الجهاز الآلي على مدى ثمان دقائق مفاهيم بسيطة مثل الألوان أو الأشكال.
"الإنسان الآلي" قادر على تعلم اللغة
وبمجرد نطق الروبوتر كلمات مميزة كان على المختبرين أن يردوا عليها ويؤكدوها بكلمات. وقال الباحثون إن هذا التأكيد كان يؤثر على القدرة اللغوية لهذه الآلة الصغيرة. وامتزجت مقاطع لها معنى بشكل متزايد خلال هذه الكلمات المتبادلة وغالبا ما تكون هذه الكلمات من مقطع واحد مثل كلة "رد" (أحمر) و "جرين" (أخضر) أو "زات" (ذلك). وكان تحليل التيار اللغوي الذي تسمعه الآلة من الأشخاص الجالسين أمامهم واستيعابه من قبل الآلة هو الفيصل في عملية التعلم. ويتكون هذا التيار مما يعرف بالـ"فونيمات"، أصغر وحدة أساسية في الدراسات اللغوية والتي لا تتفق بالضرورة مع مقاطع اللغة المكتوبة.
واستطاع الروبوتر تمييز ما بين 52 و 549 من هذه المقاطع وذلك حسب طريقة نطق الشخص المشارك في التجربة وحسب حصيلته اللغوية. وحلل برنامج الروبوتر عدد مرات تكرار هذه المقاطع اللغوية في كلمة محدثه قبل أن يعدل طريقة نطقه لهذه المقاطع وذلك اعتمادا على مرشح إجمالي لأي تركيبات لغوية محتملة، ليعود وينطقها مرة أخرى بعد أن يحصل على تأكيد متحدثه على صحتها ثم يحتفظ بها في قاموسه الذي تعلمه ويستخدمها فيما بعد.
الإنسان الآلي يفهم إشارات وملامح الوجه
وقال الباحثون إن هذه التجربة يمكن أن تكون نموذجا لكيفية انتقال الأطفال الصغار من الحديث العفوي الذي بلا معنى واضح إلى استخدام الكلمات ذات المعنى، وهي أول خطوة حاسمة في طريق تعلم لغة مشتركة حسبما أوضح الباحثون البريطانيون. ومن المعروف منذ وقت طويل أن تأكيد البالغين للصغار على صحة استخدامهم للكلمات يلعب دورا جوهريا في تعلم الصغار للغة ولكن صغار الأطفال يمكن أن يحصلوا على هذا التأكيد عبر طرق عديدة أكثر مما تتوفر للروبوتر الصغير مثل نغمة الكلام وإشارة العين والابتسامة واللمسات وغير ذلك.
د ب أ/ ع. ع
مراجعة: حسن زنيند