050609 Dialog Oberfeldwebel Narima
٩ يونيو ٢٠٠٩ولدت ناريما في ولاية سكسونيا السفلى لأبوين مغربيين قدما في مستهل الستينيات من القرن الماضي للعمل في ألمانيا. وتتحدث ناريما بخلاف الألمانية خمس لغات وهي الفرنسية والعربية والتركية والأسبانية والانجليزية، وتتعلم حاليا لغة الداري- إحدى اللغات السائدة في أفغانستان وخصوصا في شمال البلاد كما هو الحال في مدينة قندوز. وهذه المدينة ستكون محطة العمل القادمة التي ستشارك فيها ناريما ضمن السرية العسكرية التي تنتمي إليها. ولا تمثل هذه التجربة تجربة جديدة على ناريما.
التعدد الثقافي إغناء للجيش أيضا
شاركت ناريما منذ التحاقها بالجيش الألماني في ثلاث مهمات خارجية، وهي تعد نفسها الآن للمهمة الرابعة. وتعد ناريما استثناء، فعدد الجنود المسلمين في الجيش الألماني قليل للغاية، وهي تمتلك أيضا مزايا يمكن أن تعتبر بدورها استثنائية: فهذه المرأة الشابة التي تبلغ من العمر تسعة وعشرون عاما تحمل جنسية مزدوجة، تملك خلفية ثقافية تتميز بالتعددية، وهذه الميزة مهمة للغاية وهي مطلوبة عندما يتعلق الأمر بنجاح وتأمين المهمات التي يؤديها الجيش الألماني في الخارج، وكما يقول أورليش كيرش الملازم أول بالجيش الألماني فإن مشاركة جنود من أصول مهاجرة أمر مفيد للغاية، حيث يمكن للآخرين تعلم الكثير منهم.
وإذا كانت الجذور التي تنتمي إليها ناريما بعيدة بعض الشئ عن أفغانستان، إلا أن هناك قاسما مشتركا يجمعها بالشعب هناك ألا وهو أنها تدين الإسلام شأنها شأن غالبية الشعب في ذلك البلد، وهي ترى بأنها وظفت قدراتها المرتبطة بجذورها الثقافية والدينية عندما كانت في مدينة قندوز العام الماضي، إذ إن التعامل مع الناس هناك بشكل عام والنساء بشكل خاص كان أمرا يسيرا بالنسبة إليها، وكما تقول فإن السبب يرجع إلى أن الأبواب فتحت في وجهها بمجرد أن علم سكان المدينة أنها مسلمة، لكنها تستدرك بأن هذا كان سيحدث بغض النظر عن الدين، فالترحيب بالضيوف الغرباء هو ضمن التقاليد السائدة.
المسلمون داخل الجيش: حل وليس مشكلة
وجود المسلمين في صفوف الجيش الألماني لا يخدم أهدافا استراتيجية فحسب، بل ينبع أيضا من الحاجة إلى المزيد من المجندين، فالجيش الألماني يعاني منذ سنوات عديدة من مشكلة نقص الأجيال الصاعدة في صفوفه، فهناك عدد قليل من الشباب يبدي اهتماما بالالتحاق بالجيش. وقد زاد حدة هذه المشكلة تراجع معدل الولادات في شرقي ألمانيا وكذلك الخوف من احتمال الموت خلال إحدى المهمات خارج البلاد.
ويبلغ عدد المسلمين في الجيش الألماني تقريبا حوالي 1000 في الوقت الراهن، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة في هذا الصدد. لكن يتوقع أن يشهد عدد المسلمين وعدد الجنود الإناث داخل مؤسسة الجيش الألماني ارتفاعا في المستقبل، نظرا للتحول الديموغرافي الذي تشهده ألمانيا. وبحسب رأي الملازم أول كيرش، فإن هذا يشكل أكبر التحديات نسبة لنقص الخبرة العالية في هذه المضمار.
تناغم بين الدين والواجب العسكري
وعندما يطرح على سبيل المثال سؤال حول الزى الرسمي في حال التحقت بالجيش امرأة ترتدي الحجاب، تجد ناريما أن هذا لا يمثل إشكالية على الإطلاق، وإذا طلب منها قائدها ارتداء غطاء الرأس لسبب يحقق المصلحة التكتيكية والعسكرية، فهي لن تمانع في ذلك. بشكل عام يبدو أن الواجبات الدينية لا تتعارض مع لوائح الخدمة العسكرية، ففي الكثير من المطاعم الملحقة بالجيش هناك وجبات لا يدخل لحم الخنزير في مكوناتها، وهناك كذلك مساحة مخصصة لأداء الصلوات. لكن وكما توضح ناريما، فإن الأمر قد يكون صعبا بشكل خاص إذا ما تزامن شهر رمضان مع فترة التدريبات الأساسية التي تتطلب مجهودا جسمانيا كبيرا، غير أن الحظ حالفها كثيرا، إذ إذ لم يصادف شهر الصيام مع الفترة التي أجريت فيها التدريبات.
الكاتبة: أورليكا هيمل/ نهلة طاهر
تحرير: هيثم عبد العظيم