إفتتاح مونديال ألمانيا 2006 رسمياً
٩ يونيو ٢٠٠٦أعلن الرئيس الألماني هورست كولر رسميا افتتاح كأس العالم الثامنة عشرة في كرة القدم التي تستضيفها ألمانيا حتى التاسع من تموز/يوليو المقبل اليوم الجمعة في ميونيخ. وتشارك في هذا الحدث الكروي الضخم الذي يقام مرة كل أربع سنوات 32 منتخبا ستخوض 64 مباراة في 12 مدينة ألمانية هي ميونيخ وبرلين وهامبورغ ودورتموند وكولونيا وهانوفروفرانكفورت ونورمبرغ ولايبزيغ وشتوتغارت وغيلسينكيرشن وكايزرسلوترن. وستتنافس هذه المنتخبات على إحراز الكأس المرموقة التي تزن 970ر4 كلغ ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا، وقد صممها الإيطالي سيلفيو كازانيغا.
حفل الإفتتاح
وشهد حفل الافتتاح المبسط الذي دام 30 دقيقة رقصات بافارية تقليدية على انغام موسيقى غربية، ثم دخل أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه حاملا الكأس العالمية برفقة عارضة الأزياء الألمانية الشهيرة كلاوديا شفير. احتفى الألمان بالمنتخبات الفائزة بكأس العالم السابقة فدخل تباعا منتخب الاوروغواي الفائز بكأس العالم عامي 1930 و1950 وكان ابرز لاعب في الوفد السيندو غيغيا صاحب الهدف الفوز في مرمى البرازيل عام 1950 على ملعب ماراكانا في مباراة شهيرة، ثم الإنكليزي الفائز بكأس العالم 1966 على أرضه وابرز اللاعبين الإخوان بوبي وجاك تشارلتون وجف هيرست صاحب الثلاثية في مرمى ألمانيا الغربية في النهائي.
ودخل المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم عام 1998 وابرز ممثليه قائده السابق ديدييه ديشان ولوران بلان وايمانويل بوتي, ثم جاء دور الأرجنتيني الفائزة باللقب عامي 1978 و1986 وضم الوفد ماريو كامبس هداف بطولة 1978 والحارس الشهير اوبالدو فيلول، م دخل أعضاء المنتخب الألماني الفائزين باللقب اعوام 1954 و1974 و1990 وسط تصفيق حاد من الجمهور المحلي, وابرز اللاعبين بول برايتنر واولي هونيس واوتمار فالتر. دخل المنتخب البرازيلي المدجج بخمسة القاب اعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002 بقيادة بيليه ايضا وريفيلينو وراي وماورو سيلفا وغيرهم، قبل ان يدخل المنتخب الايطالي وابرز لاعبيه الطوبيللي وبرغومي.
أما ألمانيا فهى متفائلة بخصوص البطولة التي تقام على أرضها، فقد أظهر استطلاع للرأي الأمس الخميس أن 60 بالمائة من الألمان مقتنعون بأن فريقهم سيحقق مركزا متقدما في البطولة، وتوقع 10 بالمائة من الأشخاص الذي سُألوا أن يفوز المنتخب الألماني باللقب، وذلك بزيادة 4 بالمائة عن نتيجة الاستطلاع قبل ثلاثة شهور. أجرى الاستطلاع مركز AWD للخدمات الاقتصادية على عينة من ألف شخص عمرهم أكبر من 14 عاما. من ناحية حثت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مواطنيها بالالتفاف حول المنتخب الوطني، وقالت في حديث مصور إن "الجمهور كما يعرف الجميع هو اللاعب رقم 12، لذلك علينا جميعا القيام بواجبنا لكي يخرج المونديال في أفضل صورة تليق بألمانيا".
مبارايات الافتتاح لا تخلو من مفاجآت
ستجمع مباراة الافتتاح بين منتخبي ألمانيا وكوستاريكا. واذ تصب جميع الترشيحات ناحية تخطي المنتخب الالماني الفائز باللقب العالمي ثلاث مرات (اعوام 1954 و1974 و1990) نظيره الكوستاريكي بسهولة نسبية، إلا أن ابناء الكونكاكاف يرفضون هذه التوقعات مصرين على احداث المفاجأة على طريقتهم الخاصة. ولا يمكن استبعاد تحقيق الكوستاريكيين مبتغاهم في اللقاء الذي يحتضنه ملعب "اليانز ارينا" في ميونيخ بالنظر الى ادائهم المقبول في النسخة السابقة، اذ كانت كوستاريكا الوحيدة التي تمكنت هز شباك البرازيل حاملة اللقب مرتين عندما التقى المنتخبان في الدور الاول (2-5). ويضاف إلى ذلك غياب كابتن الفريق الألماني ميشائيل بالاك عن مباراة الافتتاح بسبب الإصابة، ومن المعروف ان دور بالاك في الفريق الألماني أساسي ويصعب الاستغناء عنه.
وبالعودة الى كأس العالم 2002 التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان، بدا المنتخب الفرنسي حامل اللقب وقتذاك في طريقه الى اكتساح منافسه السنغالي في المباراة الافتتاحية، وخصوصا ان الفرنسيين فاقوا خصومهم بأشواط عدة "على الورق" في ظل تخمة النجوم ضمن تشكيلتهم. الا ان المفاجأة المدوية التي صعقت "الديوك" كانت خروجهم بخسارة مريرة (صفر-1) اثر هدف حاسم سجله لاعب فولهام الانكليزي الحالي بابا بوبا ديوب (كان لاعبا مع لنس الفرنسي وقتذاك) باصرار وعزيمة منتخب "اسود التيرانغا" الذي ينضوي غالبية لاعبيه تحت كنف النوادي الفرنسية، مما رفع مستواهم وبالتالي تحقيقهم انجاز بلوغ الدور ربع النهائي مقابل خروج فرنسا من الدور الاول من دون تسجيل اي هدف.
ولم يكن الوضع مختلفا عند افتتاح مونديال ايطاليا 1990، إذ طبع منتخب أفريقي آخر هو الكاميرون بصمته الخاصة بطريقة مشابهة بعد إسقاطه الأرجنتين حاملة اللقب وقتذاك بهدف وحيد سجله فرنسوا اومام بييك. وفي الوقت الذي لم يؤمن فيه الجميع بمؤهلات زملاء روجيه ميلا في مواجهة عظمة الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا حمل اومام بييك من ملعب "جيوسيبي مياتزا" في ميلانو القارة السمراء بأكملها الى اعلى المستويات اثر انجاز بلوغ الكاميرون الدور ربع النهائي التي خرجت منه بصعوبة على يد انكلترا (2-3 بعد التمديد).
الكرة والسياسة
المونديال ليس مناسبة رياضية فحسب، بل أضحى مناسبة دولية لا تغيب عنها السياسة. وقد ثار سجال كبير في ألمانيا حول السماح للرئيس الإيراني احمدي نجاد بحضور المونديال، وذلك بسبب تصريحاته الأخيرة حول المحرقة التي ارتكبتها النازية ودعوته لمحو إسرائيل من على الخارطة، والتي اعتبرها كثيرون مشينة وتقع تحت طائلة القانون. ومن المعروف أن الرئيس الإيراني من مشجعي كرة القدم، كما يشارك منتخب بلاده في المونديال هذه المرة.
وفي هذ السياق قالت الحكومة الألمانية ان نائب الرئيس الإيراني محمد علي عبادي سيحضر مباراة الافتتاح. وأعلنت الشرطة في مدينة نورمبرج البافارية ان علي عبادي وهو احد سبعة نواب للرئيس الإيراني ومسئول عن السياسة الخاصة بالرياضة في البلاد سيحضر أيضا مباراة إيران الأولى في النهائيات أمام المكسيك في نورمبرج يوم 11 يونيو حزيران. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين انه لم ترد أنباء جديدة عما إذا كان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يعتزم زيارة إلى ألمانيا لحضور مباريات في النهائيات. واثار مسئولون في المنتخب الإيراني احتمال سفر احمدي نجاد إلى ألمانيا في حالة تأهل الفريق للدور الثاني في البطولة. ولا يوجد حظر على سفر مسئولين إيرانيين إلى ألمانيا. وتلعب إيران في المجموعة الرابعة بالنهائيات مع المكسيك وانجولا والبرتغال.
بولندا- الاكوادور
يأمل المنتخب البولندي في تكرار انجازه عام 1974 على الارض الالمانية ايضا عندما فاجأ الجميع بحلوله ثالثا متفوقا على منتخبات عريقة بفضل هداف البطولة غريغورز لاتو ومدافعه الانيق كازيميرز دينا، وذلك عندما يلتقي نظيره الاكوادوري في مدينة غيلسينكيرشن. وستكون المباراة مواجهة بين اسلوبين، ففي الوقت التي تعتمد فيه بولندا على القوة البدنية واللياقة البدنية العالية للاعبيها، فان اسلوب الاكوادور اقرب الى الكرة اللاتينية التي تعتمد على التمريرات الارضية للوصول الى مرمى المنتخب المنافس. واعتبر لاعب الوسط الكوستاريكي اديسون مينديز بان المباراة ضد بولندا مهمة جدا لان الفائز فيها سيقطع شوطا كبيرا نحو الدور الثاني وقال "60 في المئة من حظوظنا في بلوغ الدور الثاني تمر عبر الفوز على بولندا". ويقود الاكوادور هدافها اغوستين دلغادو الذي سجل خمسة اهداف في التصفيات. ولم تحقق الاكوادور نتائج جيدة في المباريات التجريبية التي خاضتها مؤخرا، علما بأنها حلت رابعة في تصفيات اميركا الجنوبية. في المقابل، يسعى مدرب بولندا بافل ياناس الى تكرار انجاز المنتخب عام 1982 عندما كان لاعبا في صفوفه وحل ثالثا في مونديال اسبانيا. ويقول ياناس "لدينا هدف محدد هو بلوغ الدور الثاني في المونديال، وبعد ذلك لكل حادث حديث". ويعول المدرب على المهاجم ابي سمولاريك الذي تألق في صفوف بوروسيا دورتموند الالماني الموسم الفائت وسجل له 13 هدفا. والتقى المنتخبان مرة واحدة في السابق في مباراة ودية اقيمت في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مدينة برشلونة الاسبانية وفازت فيها بولندا بثلاثة اهداف نظيفة.