إغلاق نزل اللاجئين المؤقتة... فرح لا يخلو من التوتر!
١ يوليو ٢٠١٧لم يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق حتى ظهر حارس الأمن الأول، وقف بجانبنا وبدأ يسأل "هل يمكنني مساعدتك؟"، كانت اللهجة ودية ولكنها حاسمة. ولأنه من الصعب على الصحفيين الدخول إلى نزل اللاجئين، حاورنا أحد اللاجئين المقيمين في المساكن المؤقتة في الخارج.
اسمه ريبر ماريف ويتسم بالهدوء التام، ورجال الأمن تعودوا عليه، فالشاب البالغ من العمر (31 عاما)، يقول إنه هرب من السليمانية في شمال العراق عام 2003، يقيم في أحد المساكن المؤقتة للاجئين في بيلدرشتوكشن وهي منطقة في شمال كولونيا.
"مشاكل لا تنتهي"
يبدو على ماريف التعب، فهو لم يذق طعم النوم في الليلة الماضية والمشكلة ليست "تقصيرا من قبل رجال الأمن أو الإدارة" بل يشرح ماريف السبب بلغة انكليزية ركيكة "هنا في الصالة الرياضة يعيش الكثير من المجانين، إذ يوجد أشخاص من إفريقيا وأفغانستان والعراق، جميعهم رجال، ونعاني من مشاكل لا تنتهي".
ووفقا للإدارة الألمانية توصف أوضاع اللاجئين في الملاجئ المؤقتة مثل القاعات الرياضية والمستودعات بـ "عدم الاستقرار"، إذ يعاني الكثيرون من مشكلة انعدام الخصوصية. في ذورة أزمة اللاجئين، اعتمدت مدينة كولونيا على 27 صالة رياضية ، كملاجئ لاستقبال اللاجئين، ومن المنتظر أن يتم إخلاء الملاجئ الست الأخيرة قريبا، علما أن عمليات إخلاء مساكن اللاجئين المؤقتة تجري على قدم وساق.
الجيران سعداء أيضا
في عام 2016 وصلت أعداد اللاجئين في المساكن المؤقتة إلى حوالي 70 ألف، لينخفض هذا العدد إلى 15 ألف في عام 2017. عمليات إخلاء المساكن المؤقتة في منطقة كولن بيلدرشتوكشن، لم تسعد اللاجئين فحسب، بل حتى سكان المنطقة.
على بعد 50 مترا وقف أكين كروه وفريدريك شفايسر وتيم غلادباخ عند مدخل مدرستهم، فالصالة الرياضة التابعة لمدرستهم لازالت مسكنا مؤقتا للاجئين. حتى الآن لم تحدث مشاكل مع اللاجئين ولكن أوضاعهم مؤسفة: "لا يمكنني أن أتخيل كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص العيش لسنوات مع بعضهم البعض في صالة الألعاب الرياضية". يقول تيم غلادباخ ويستطرد بالقول "أشعر بالفرح لأجلهم، فهم تمكنوا من الوصول إلى ألمانيا وهم سيستقرون في منازل عادية".
"أريد راحتي فقط"
مدى صعوبة وتوتر الأجواء في الحياة اليومية في مأوى اللاجئين، هذا ما يمكن استشفافه من خلال موقف الفريق الأمني، فما إن بدأ الشاب العراقي بالحديث عن أمله في الانتقال قريبا للعيش في مسكن خاص، ليكون لديه غرفة خاصة ومطبخ يطهو فيه ما يحلو له، ليظهر رجل من موظفي الأمن ويسأل "ماذا تفعلان هنا".
بعدها يختفي في إحدى الحاويات السكنية. نبرة صوته وأسلوبه لم يكن غريبا بالنسبة لماريف الذي يضيف بالقول "لا أريد المزيد من المشاكل، لذا جئت إلى ألمانيا. في بلدي يوجد ما يكفي من المشاكل وهنا أريد راحتي فقط".
ما إن دخل مارديف إلى الحاوية السكنية، انفجر شجار عنيف، وعلت أصوات الرجال. وهب رجال الأمن لفضّ الشجار. من خلال النافذة، يظهر أن الشجار يدور بين اللاجئين. ما يحدث لا يمكن تفسيره، لكن الأمر انتهى بحظر الدخول إلى المسكن المؤقت. والأمل هو أن يتم تغير هذه الأوضاع في أقرب وقت ممكن.
دانيل هاينريش/شامشير حيدر (د.ص)