إعلاميون عرب: لا للتعميم في هجوم أورلاندو الدموي
١٤ يونيو ٢٠١٦نال الاعتداء الدموي الارهابي الذي استهدف ملهى ليليا للمثليين في أورلاندو في ولاية فلوريدا حيزا من اهتمام الإعلاميين المشاركين بفعاليات منتدى DW العالمي للإعلام بمدينة بون بألمانيا، DW عربية كانت هناك، وحاورت عددا منهم.
يصب في مصلحة اليمين
يرى المدير العام لقناة هنا بغداد الفضائية عصام وادي أنّ الحادث يصب بلا شك في مصلحة اليمين المتطرف، في أوروبا والولايات المتحدة، ويضيف بأن هذه الحوادث "ليست في مصلحة العرب والمسلمين، والطريقة الإعلامية الأمريكية المتبعة حاليا في تغطية الخبر تفيد بنوع من تحميل الذنب على العرب والمسلمين بشكل عام"، مؤكدا أن التعميم هو أمر خاطئ وغير نزيه، خاصة عندما يستخدم في القضايا الإعلامية.
إلا أن الإعلامية مي عزت من شبكة MBC ترى أنه من الضروري أن يعترف العرب والمسلمون بوجود إرهابيين بينهم، مؤكدة أن الإرهاب لا دين له ولا عرق، ومن الطبيعي أن يضرب في أي مكان، ولا يعني ذلك أن مناطق معينة بذاتها معرضة للإرهاب أكثر من غيرها، فالجميع يعاني من هذه المسألة، وترى عزت أن طبيعة الحادث وتوقيته يبين بأن هنالك تخطيطا وراءه وأنها لم تكن عملية ارتجالية غير مدبرة.
"ضرورة انتخابية"
أما عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد الدكتور سرمد جاسم فقد أكد لـ DW عربية أن المستفيد من حادث الاعتداء هو اليمين المتطرف، وقال "تكون فترة ما قبل الانتخابات الأمريكية دائما حبلى بالمفاجآت التي لها تأثير بشكل أو بآخر على الانتخابات" وأضاف "شاهدنا العديد من الأحداث المفاجئة التي تظهر على السطح، مثل إعدام صدام حسين، اعتقال أسامة بن لادن وإعدامه، التخويف المبرمج في ما مضى من تنظيم القاعدة". ويرى عميد كلية الإعلام أن هذه الواقعة لا تختلف عن غيرها من الوقائع التي تظهر في أوقات معينة في أمريكا، إلا في شكلها، أما المضمون فواحد.
من ناحيتها أكدت نهى النحاس من المركز المصري الدنماركي للحوار بأن ردود الفعل الأمريكية والعالمية فيها نوع من المبالغة، وقالت النحاس: "الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد كبير، ويحدث به حوادث عنف دائما"، وتعتقد الناشطة المصرية أن المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب سوف يستغل هذه الحادثة لمصلحته، وقالت: بأنه "قد يكون هنالك ضغوط تفرض على العرب والمسلمين بالغرب، إلا أنها تعتقد أنه لن يحدث تغيير كبير، إذ أن هذه الحوادث أصبحت تتكرر، وقد تؤثر على البسطاء فقط".
" جميعنا في خندق واحد "
الإعلامي والكوميدي المعروف أحمد البشير نجم برنامج البشير شو أكد لـ DW عربية بأن ترامب يسعى للظهور بمظهر المستفيد، مشيرا إلى أن أعمالا كهذه نستنكرها جميعا، ولفهم ما يجري يجب أن نفتش عن المستفيد، والمستفيد هنا بحسب البشير هو اليمين المتطرف، وهو الذين يحاول تسييس الموضوع.
خالد مرسي المدير العام لقناة النهار اليوم التلفزيونية يرى أنّ من الطبيعي أن يسعى ترامب للاستفادة من هذا الحادث في ترشيح نفسه للانتخابات الأمريكية، إلا أن السؤال المهم لمرسي هو كيف يمكن أن يرد العرب والمسلمون على هذه الاتهامات التي تطالهم. ويعتقد مدير القناة التلفزيونية الإخبارية بأنه لا يوجد أي رؤية موحدة للإعلام العربي أو الإسلامي، لمحاربة النمطية والتعميم، وقال "غياب الرؤية أدى إلى فشل الإعلام العربي والإسلامي في الرد على الاتهامات" إلا أن نائب رئيس مجلس الأمناء شبكة الإعلام العراقي يرى بأن العرب والمسلمين غير مطالبين بالرد، ما حصل هو شأن أمريكي، ونحن لسنا متهمين" ومضى إلى القول "جميعنا في خندق واحد، والإرهاب لا يطال الولايات المتحدة فقط، بل يطالنا جميعا، وكلنا مطالبون في النهاية بالتصدي له".