إعصار ريتا يدك السواحل الجنوبية للولايات المتحدة منذرا بحدوث ازمة نفطية
بدأت شواطئ جنوب الولايات المتحدة تتلقى ضربات ريتا المباشرة مع وصول عين الإعصار الى السواحل بين تكساس ولويزيانا فجر اليوم السبت. وقد افاد المركز الوطني الاميركي للأعاصير ان عين الإعصار ريتا وصلت عند أطرافها الى شواطئ جنوب الولايات المتحدة وضربت السواحل بين تكساس ولويزيانا عند الساعة 3:39 بالتوقيت المحلي. وكانت الامطار الغزيرة بدأت الجمعة بالهطول على شواطئ جنوب شرق تكساس تصاحبها رياح عنيفة وصلت سرعتها الى حوالى مئتي كلم بالساعة. وغادر حوالى ثلاثة ملايين شخص منازلهم هرب من عنف الإعصار. ففي مدينة بومونت النفطية البالغ عد سكانها 114 الفا لم يبق منهم احد تقريبا في منزله, انقطع التيار الكهربائي وقد أفاد مراسل فرانس برس ان وتيرة الصواعق ترافقت مع وتيرة انفجارات المحولات الكهربائي والحطام كان يتطاير في الهواء.
وقد اندلع حريق لم يعرف مصدره ليل الجمعة السبت في مدينة غالفستون البالغ عدد سكانها 57 الفا والواقعة على بعد 80 كلم جنوب هيوستن, كبرى مدن تكساس. وقضى الحريق على عدد من المباني في وسط المدينة. وكانت غالفستون فقدت 12 الفا من سكانها في 1900 بسبب إعصار قضى حينها على هذه المدينة التي اسست في القرن التاسع عشر. وافاد المركز الوطني للاعاصير ان بعض الزوابع المعزولة قد تشكل في الساعات المقبلة في شرق تكساس وفي لويزيانا وميسيسيبي وجنوب اركنسو.
هيوستن مدينة أشباح
اما مدينة هيوستن فقد اصبحت مدينة اشباح اذ غادرها سكانها بشكل يفوق التوقعات. ومسار ريتا الذي كان يتوقع ان يتجه نحو الغرب وانما تحولت وجهته, سيجنب بعض المنشآت النفطية في خليج المكسيك ضربات الاعصار المدمر علما ان انتاج النفط في هذه المنشآت متوقف بنسبة 99%.. وبالرغم من المخاوف من من ازمة نفطية, وخاصة ازمة غاز طبيعي, ابدى وزير الخزانة الاميركية جون سنو في واشنطن تفاؤلا معتبرا ان الاقتصاد الاميركي "في موقع جيد" لمواجهة صدمات الاعاصير وان توقع ان تؤدي عمليات اعادة الاعمار الى انتعاش اقتصادي عام 2006. اما الرئيس جوج بوش الذي لم يقطع اجازته لدى مرور الاعصار كاترينا, فقد توجه الى قاعدة عسكرية في كولورادو للاشراف على تنسيق عمليات الاغاثة. وقال بوش الذي تراجعت شعبيته بشكل ملحوظ منذ فشل عمليات الاغاثة لدى مرور الاعصار كاترينا في 29 اب/اغسطس, ان "عملنا هو المساعدة واجراء الاستعدادت لانقاذ اشخاص ومساعدتهم على الوقوف مجددا". وقال ان "قيادة الشمال العسكرية هي الهيئة الرئيسية للتنسيق بين السلطات الفدرالية والمحلية وانا بحاجة لمعرفة كيف يمكن ان يتم هذا الامر بشكل افضل".
أضرار حتمية في قطاع النفط
حتى في حالة عدم وقوع خسائر مادية جسيمة، فإن إغلاق المصافي لمدة أسبوع أو أسبوعين سيعني فقدان ملايين البراميل من البنزين والديزل ووقود التدفئة، ناهيك عن تأخير إنتاج وقود التدفئة لفصل الشتاء المقبل. ويعني أيضاً ارتفاع الأسعار في المستقبل على الصعيد الأميريكي وكذلك عالمياً، لأن الشركات ستحول شحناتها من جهات مختلفة إلى الولايات المتحدة. أما في حالة وقوع دمار واسع للمصافي وإغلاق عدد منها، فإن ذلك من شأنه أن يعاني العالم من أزمة نفطية حادة تتطلب حلولاً شاملة والتعاون بين جميع الأطراف. وأعلن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، كلود مونديل، أن مجموعته، التي تمثل الدول الصناعية الرئيسة المستهلكة للنفط، مستعدة أن تتخذ إجراءات إضـافـيـة جديدة بالإفراج عن كميات أخرى من المخزون الاستراتيجي وذلك على ضوء الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمصافي الأميركية. كما أعلن مونديل أن أعضاء الوكالة سيجتمعون نهار اليوم السبت لمراقبة التطورات واتخاذ القرارات المناسبة.
يوم الثلاثاء الماضي، 20 أيلول/سبتمبر 2005، غطى الإعلان عن قرب هبوب إعصار ريتا على قرار أوبك عرض كل ما لديها من فائض في الطاقة الإنتاجية البترولية كمحاولة لكبح جماح الأسعار. وكان النفط الخام قد سجل قبل التصديق على القرار سعر 68،27 دولار للبرميل كأعلى مستوى له في ثلاثة اسابيع. وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 43 سنتا ليصل إلى 64،73 دولار للبرميل.
المصدر: وكالات - دويتشه فيلّه