إعادة افتتاح قصر هيرنهاوزن وحديقته التاريخية
٤ يونيو ٢٠١٣تحول القصر الملكي بهانوفر إلى أطلال جراء قصف الطائرات البريطانية له عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن أعيد بناؤه وافتتح العام الجاري ليكون هالة تتوج إحدى أروع الحدائق الباروكية الطراز في أوروبا.
وتعد واجهة قصر هيرنهاوزن، المنزل الصيفي للعائلة الملكية الحاكمة آنذاك، الجزء الوحيد المطابق للأصل في القصر القديم. أما بقية المبنى فهو عبارة عن مركز مؤتمرات ومتحف على الطراز الحديث، حيث يمكن للزوار الحصول على معلومات بشأن أسلاف العائلة الملكية البريطانية.
وكانت هانوفر ولندن مترابطتين منذ أن أصبح الأمير جورج، أمير هانوفر، ملكا لبريطانيا عام 1714.
ورغم أنه لم يعد يوجد أية عائلة ملكية في ألمانيا، فهناك قصور وحدائق ملكية رائعة تعد من أروع المقاصد السياحية في أوروبا. الحديقة الشاسعة في هيرنهاوزن، التي يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال رحلة مريحة بالترام من وسط مدينة هانوفر، تصنف ضمن أفضل الحدائق في ألمانيا وأوروبا، ولكن مع خلوها من أي قصر أو مركز سياحي يتساءل السائح الدولي عن سبب عدم وجود أكثر من ذلك.
مدينة الفيلسوف لايبنيتس
المتحف الذي افتتح في الشهر الماضي يغلق الفجوة في والوقت المناسب، قبيل احتفالات العام المقبل بذكرى مرور مئتي عام على اتحاد الحُكمين الملكيين في ألمانيا وبريطانيا. ومن خلال أكثر من 500 قطعة فنية ولوحة زيتية تاريخية من القرنين الـ17 و الـ 18، يروي المعرض قصة هيرنهاوزن الذي شيده والد الملك جورج، إرنست أوجوستوس الأول الذي توفي بعد عام من انتهاء بنائه.
وكان هيرنهاوزن أحد أصغر منازل الملوك البافاريين الذين امتلكوا قصرا أكبر وسط المدينة، وكان لديهم مجموعة كاملة من القلاع والقصور الضخمة للإقامة فيها بعد الاستيلاء على التاج البريطاني. كما يصور المتحف مشاهير العصر مثل الفيلسوف غوتفريد لايبنيتس (1646 - 1716 ) الذي كان أمين مكتبة في هانوفر لفترة.
تحفة من عصر الباروك
ويتجلى العصر الباروكي في سلسلة من المعروضات، بعضها يتمثل في المقتنيات المذهلة والباهظة الثمن لأصحاب قصر هيرنهاوزن الأثرياء، ومن بينها زلاجة منحوتة كان يستخدمها يوما اللوردات والسيدات في قضاء الوقت في الحديقة.
ويظهر في المعرض الكثير من القطع الفنية في ثنائيات، ترمز للتضاد مثل الصراع والاستقرار والقرب والبعد أو الحياة والموت - وهي صورة نموذجية للعصر الباروكي.
ويطل القصر بواجهته الكلاسيكية الحديثة على الحديقة الشاسعة الرسمية، التي صممت الجانب الأكبر منها الأميرة "صوفيا من هانوفر" والمشهورة أيضا باسم صوفيا من البلاتينات بمساعدة متواضعة من أستاذ فرنسي في تصميم الحدائق. ومن بين عوامل الجذب نافورة وتماثيل وكهف ملون من ثلاث غرف لرسامة القرن العشرين نيكي دي سانت فال إلى جانب حديقة خضراوات سابقة تحولت الآن إلى حديقة نباتية. وهناك أيضا حديقة تضم بعضا من أندر نباتات السحلبية في العالم.
وتنظم في الصيف جولات بهذه الحدائق بصحبة مرشدين من بينها جولات مخصصة للأطفال. ويجتمع الفنانون في هيرنهاوزن الشهر الجاري للمشاركة فيما يقول المنظمون إنه أكبر مهرجان مسرحي ترفيهي غير تقليدي في ألمانيا، حيث يستمر من العاشر وحتى الثامن والعشرين من حزيران/يونيو الجاري. كما تقام عروض للألعاب النارية في خمس أمسيات من أيار/مايو وحتى أيلول/سبتمبر احتفالا بترميم القصر.