إضرابات رمزية للعاملين في القطاع العام تعم ولايات ألمانيا
١٤ فبراير ٢٠٠٨توقف عدة آلاف من العمال في قطاع الخدمات العامة في ألمانيا عن العمل في إضرابات رمزية في أنحاء البلاد اليوم الخميس (14 شباط/ فبراير 2008)، بغية الضغط على الحكومة الاتحادية والسلطات على المستوى المحلي والولايات لزيادة الأجور بنسبة ثمانية بالمائة.
وقالت نقابة "فيردي" للعاملين في قطاع الخدمات إن المستشفيات ومراكز رعاية الأطفال ومراكز العناية بالمسنين والنقل العام كانت من أكثر الجهات تضررا من تلك الإضرابات. وتفاوتت هذه الإضرابات التحذيرية فيما بينها من حيث المدة والتأثير، إذ استمر بعضها لمدة ساعة فيما استغرقت الأخرى اليوم بكامله. كما أنها شملت بشكل خاص أكثر من 150 مستشفى ومركز للعناية بالمسنين في العديد من ولايات غرب ألمانيا، إضافة إلى ولاية ميكلنبورغ-فوربوميرن الشرقية. وكانت أسوء الإضرابات قد وقعت في ولاية شمال الراين-وستفاليا، حيث توقف قرابة 5000 ألف عامل عن العمل في قطاع الخدمات العامة لعدة ساعات.
نقابة "فيردي" تتعهد بزيادة الضغوط على أرباب العمل
وتعهدت النقابة، التي يبلغ تعداد أعضائها العاملين في القطاع العام أكثر من 1.3 مليون عضو، بزيادة الضغوط خلال الأيام القادمة. وتطالب فيردي، التي أجرت ثلاث جولات من مفاوضات الأجور مع أرباب العمل بزيادة نسبتها ثمانية بالمائة مع حد أدنى للزيادة قدره مائتي يورو خلال فترة اثني عشر شهرا. فيما عرض أرباب العمل خمسة بالمائة فقط على أن تتم على ثلاث مراحل مع إبرام عقد مدته عامين وكذلك مطالبتهم بزيادة عدد ساعات العمل الأسبوعية إلى 40 ساعة. ومن المقرر أن تعقد الجولة القادمة من المفاوضات يوم الاثنين 25 شباط/ فبراير الجاري.
في السياق ذاته بدأت نقابة فيردي، وهي ثاني أكبر نقابة عمالية في ألمانيا، إذ يبلغ عدد أعضائها 2.2 مليون عامل، بممارسة ضغوطا متزايدة على قطاع التجزئة، حيث تعرضت ولايات بافاريا وبادن فورتيمبيرغ وراينلاند-بفالس لإضرابات رمزية.
ودعت النقابة مطلع هذا الشهر عمال النقل العام في برلين إلى وقف حركة الحافلات وقطارات المترو والترام لمدة 39 ساعة. كما أنها تطالب بزيادة كبيرة في الأجور الفعلية مشيرة إلى أن سائق الحافلة في العاصمة الألمانية يحصل على أقل من 1900 يورو شهريا.
سلسلة من الإضرابات
ومن جهة أخرى تتعرض ألمانيا لسلسلة من التهديدات بشن إضرابات في الوقت الذي تجرى فيه مفاوضات في قطاعي الصلب والكيماويات الحيويين في البلاد. وتشدد النقابة بعد عامين من النمو الاقتصادي القوي مطالبتها بزيادة كبيرة في الأجر الصافي للعامل بعد سنوات من تجميد الأجور وتراجع كبير في الدخل الصافي. يُذكر أن قطاع الصلب كان قد شهد هو الآخر إضرابات رمزية. ورفضت نقابة "آي جي ميتال" عرضا قدمه أرباب العمل بزيادة الأجور بنسبة 3.5 بالمائة خلال فترة 16 شهرا. وتطالب "آي جي ميتال" أكبر نقابة في ألمانيا بزيادة نسبتها ثمانية بالمائة خلال فترة اثني عشر شهرا لنحو 85 ألف عامل في الولايات الغربية وثمانية آلاف آخرين في الولايات الشرقية.
يُذكر أن سلسلة من الإضرابات الكبيرة في قطاع السكك الحديدية قد أضرت بحركة نقل الركاب والشحن العام الماضي قبل أن تتوصل نقابة "جي دي إل" لسائقي القطارات إلى اتفاق مع شركة دويتشه بان للسكك الحديدية المملوكة للدولة.