إشادة دولية ببيان مجلس الأمن بشأن سوريا ودعوات لوقف العنف
٢١ مارس ٢٠١٢أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء (21 مارس/ آذار 2012) بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي تأييداً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والرامية إلى وقف العنف في سوريا وتلبية الاحتياجات الإنسانية وتحقيق التحول السياسي في البلاد. وقالت كلينتون في واشنطن إن البيان "خطوة إيجابية حيث تحدث مجلس الأمن بصوت واحد".
وحثت كل السوريين " على أن يعملوا ويدعوا إلى التطبيق الفوري لخطة عنان". ووجهت رسالة مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته: "اسلك هذا الطريق، والتزم به وإلا ستواجه ضغطاً متزايداً ومزيداً من العزلة". كان عنان قد زار سوريا في العاشر من الشهر الجاري والتقى الرئيس الأسد في إطار الجهود الرامية لوضع حد للنزاع الدائر في البلاد.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لوكالة الأنباء الألمانية إن هناك مقترحا من عنان إلى سوريا كوفي يدعو إلى إجراء "حوار" بين السلطة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة وتشهد سوريا منذ عام اضطرابات واحتجاجات ضد حكم الرئيس الأسد، لقي خلالها أكثر من 8000 شخص حتفهم في أعمال العنف، حسب بيانات الأمم المتحدة.
خطوة إيجابية
من جانبها أشادت الصين الأربعاء بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا ووصفته بأنه خطوة ايجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للازمة في سوريا ودعت دمشق إلى "وقف العنف فوراً". وبعد مفاوضات مكثفة بين القوى الكبرى وافقت روسيا والصين على النص الذي قدمته فرنسا والذي يدعو الرئيس السوري إلى العمل في اتجاه وقف العنف وانتقال ديمقراطي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الأمم المتحدة لي باودونغ قوله: "ندعو المجتمع الدولي إلى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي) عنان، وخلق ظروف مواتية لعمله". وأضاف المندوب الصيني أن بلاده "تأمل في أن تقدم الحكومة السورية والأطراف المعنية الدعم الفعلي لمهمة عنان والتنسيق معها، ووقف العنف فوراً، وإبداء الإرادة السياسية وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مبكرة للازمة السورية".
وأكد لي بادونغ بأن الصين ورغم تأييدها لجهود عنان، إلا أنه أكد على الموقف الصيني بمعارضة أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وقال إن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر إدارة شؤونه.
وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً لإفساح المجال لوصول منظمات الإغاثة إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف. كما وافق مجلس الأمن أيضاً على بيان صحفي اقترحته روسيا ويدين التفجيرات في دمشق وحلب.
استمرار أعمال العنف في حمص وحماة
وفي إطار فرض مزيد من الضغوط على نظام الأسد قال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد تنوي فرض عقوبات على أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، يوم الجمعة وهو ما يعني أنها لن تتمكن بعد ذلك من السفر إلى الاتحاد الأوروبي أو الشراء من متاجر في دوله باسمها. وتأتي هذه العقوبات -التي ما زالت تحتاج إلى موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد- بعد أن أصبحت أسماء الأسد البريطانية المولد مركز اهتمام وسائل الإعلام بعد نشر رسائل بريد الكترونية حصلت عليها صحيفة الغارديان البريطانية، تظهرها بصورة من تنفق عشرات الآلاف من الدولارات على شراء السلع الرفاهية على الإنترنت، بينما تغرق سوريا في إراقة الدماء.
ميدانياًً قال نشطاء معارضون إن الجيش وجه الأربعاء نيران الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات إلى ضاحيتي حرستا وعربين. يُذكر أن قوات الأسد كانت قد استعادتهما قبل شهرين من مقاتلي المعارضة، لكنهما شهدتا تجدداً لعمليات المقاتلين في الأيام القليلة الماضية.
وأطلق الجيش قذائف المورتر على حي الخالدية بحمص كما استهدفت قذائف مدفعية بلدة الرستن إلى الشمال من مدينة حمص في وسط سوريا. وأظهرت لقطات فيديو قصف قلعة المضيق شمال غربي مدينة حماة. ولا يمكن التحقق من الأنباء الواردة من سوريا بشكل مستقل بسبب حظر السلطات السورية لعمل الجماعات الحقوقية والصحفيين.
(هـ. د/ رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: عماد غانم